بعدما أصبح ولوج الأطفال إلى الوسائط التكنولوجية متاحا

شبكة "ندى" تدعو إلى إشراك الأولياء والمختصين في حملات التحسيس

شبكة "ندى" تدعو إلى إشراك الأولياء والمختصين في حملات التحسيس
  • القراءات: 439 مرات
رشيدة بلال رشيدة بلال

أصبحت التأثيرات السلبية للتكنولوجيا، لاسيما ما تعلق منها بوسائط التواصل الاجتماعي، تشكل تهديدا كبيرا يمس كل دول العالم. مهما كانت طبيعة المجتمعات بها، إما على مستوى الفرد أو الأسرة، ولعل الأكثر تضررا، حسب رئيس شبكة "ندى"، عبد الرحمان عرعار، هم من الأطفال والمراهقين، مؤكدا أنه "بعدما كان التخوف كبيرا مما يحدث على أرض الواقع من اعتداءات مختلفة تحولت التكنولوجيا إلى واحد من أكبر المخاطر التي تهدد حياة الأطفال و المراهقين بالفضاء الافتراضي"، حيث نجد فيه التنمر والاعتداءات الجنسية والابتزاز، بعد أن يتم اصطيادها من طرف لوبيات وشبكات إجرامية عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متاحة للجميع، الأمر الذي يستدعي حشد المزيد من الوعي واليقظة.

من الصعب التحكم في مختلف الأخطار، التي تهدد الأطفال من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما أصبحت التكنولوجيا متاحة لهم، في ظل ضعف السلطة الأبوية تارة، واستقالتهم تارة أخرى، بالتالي قال رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الأطفال، عبد الرحمان عرعار، "إن التحسيس أصبح عملا ضروريا، على غرار الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، والتي يجب أن تمس بصورة مباشرة؛ الأطفال والمراهقين، مشيرا إلى أنه لا يكفي فقط أن يتم إطلاق حملة تحسيسية من طرف هيئات رسمية، أو حركات المجتمع المدني، للفت الانتباه حول مخاطر ما تحمله التكنولوجيا من تأثيرات سلبية، وإنما لابد من مرافقتهم وإطلاعهم على مختلف المخاطر، وكيف يتم تجنب الوقوع فيها، لاسيما "أن أطفال اليوم متحكمون في التكنولوجيا، حيث يلجأون إليها بكل سهولة، ونجدهم في مختلف الوسائط الموجودة يتفاعلون مع كل ما يحدث، لكن قد تغيب عنهم بعض الحيل التي تحميهم من الوقوع في مختلف الأخطار، التي قد تتربص بهم، مثل الابتزاز والتحايل أو استدراجهم والاعتداء عليهم، ومن هنا، يضيف المتحدث: "يظهر دور الخبراء والمختصين في المجال الذين يعول عليهم، للإشراف على مثل هذه الحملات ومرافقة هذه الفئة الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتكنولوجيا، كي يحسنوا التعامل معها من دون الخوف عليهم"، يكفي فقط كبداية، يؤكد المتحدث "المراهنة على التبليغ والرفع من مستوى الحوار في الوسط العائلي، الذي يسمح لهم بالتعبير عن كل ما من شأنه أن يشكل لهم تهديدا".

تستقبل شبكة "ندى"، الكثير من الاتصالات التي تكشف عن وقوع أفعال إجرامية ضد أطفال ومراهقين، وأوضح المتحدث، أن "حالات كثيرة تم استقبالها ومعالجتها، تفيد بأن واحدة من مخاطر التكنولوجيا والتأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، عادة ما تبدأ باتصال افتراضي، وتتحول إلى تواصل واقعي، ينتج عنه تدمير حياة أطفال وعائلات، انتهت بالطلاق والتشتت، في غياب الوعي القانوني وعدم الاطلاع على آليات الحماية التي يفترض أنها موجودة، ولعل أهمها التبليغ"، مشيرا إلى أن شبكة "ندى" عالجت خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أكثر من 55 حالة، وصلت إلى جرائم طالت أطفالا ومراهقين، ناتجة عن التأثير السلبي للتكنولوجيا، وذكر في نفس السياق، أن أكثر ما يشغل باله في الوقت الراهن، مع اقتراب حلول العطلة الصيفية، وقت الفراغ الذي تحول إلى هاجس حقيقي يهدد حياة الأطفال والمراهقين، إذ بعد الانتهاء من المدرسة "يصبح رفيق الأطفال المفضل، مواقع التواصل الاجتماعي"، مردفا بالقول: "كعمل استباقي، نحث العائلات على المسارعة إلى البحث عن بدائل تربوية تشغل وقت فراغهم، وتقلل من تواجدهم في مختلف الوسائط، ومنه حمايتهم من الانعزال في هذا العالم، الذي أصبح محفوفا بالمخاطر"، مؤكدا بأن الأنشطة موجودة، إما بممارسة الرياضية أو الانخراط في النوادي أو دور الشباب أو المدارس القرآنية، واعتبر هذه البدائل "الحل الوحيد في الوقت الراهن، الذي يتم المراهنة عليه للتقليل من المخاطر السلبية للتكنولوجيا، خاصة ما تعلق منها بالتواجد في  مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، والذي يحتاج إلى وجود إرادة حقيقية لدى الأولياء، لتفعيل آلية الحماية الذاتية لدى أبنائهم".

وردا على سؤال "المساء"، حول  مدى فعالية آليات الحماية المقترحة، التي تساعد على حجب المواقع وتفعيل الرقابة الأبوية، أشار المتحدث، إلى أن مثل هذه الإجراءات، رغم أهميتها، إلا أنها تظل غير كافية، لأن أطفال اليوم لديهم حلول لكل المعيقات التي تحول دون وصولهم إلى ما يرغبون فيه، إذ نجد لديهم تطبيقات تساعدهم على الولوج إلى الشبكات، واستعمال حيل تكنولوجية مختلفة، بالتالي المطلوب اليوم، حسبه، "توعية الأولياء للتحاور مع أبنائهم وتعليمهم كيف يحمون أنفسهم، من خلال منعهم مثلا، من تقديم معلوماتهم الشخصية أو أرقام هواتفهم، والتبليغ في حال ما إذا تعرضوا إلى أي نوع من الخطر، حتى وإن كان يبدو بسيطا، فبمجرد الحديث عنه، يعني بأن المستخدم محمي".