انتشرت بشكل كبير في البيوت

شكوك حول صحة أطعمة "المقلاة الهوائية"

شكوك حول صحة أطعمة "المقلاة الهوائية"
  • القراءات: 414 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

عبر الدكتور منصور حجاجي، المختص في الطب العام، عن تخوفه من الانتشار السريع لآلات الطبخ الجديدة، المعروفة بالمقلاة الهوائية، أو "الآر فراير"، تلك الآلة الكهرومنزلية، التي بفضل الإعلانات الترويجية الكبيرة لها، انتشرت عبر العالم في ظرف زمني جد قصير ومثير للدهشة، خطفت أنظار الجزائريات، الباحثات عن الاقتصاد في وقت تحضير الأكل، أو لتخفيف المواد الدسمة عند تحضيرها، موضحا أن تلك الآلات الكهرومنزلية تعد بالكثير، لكن ماذا عن مدى سلامة الأكل المحضر فيها، لاسيما أن طريقة الطي فيها مثيرة كثيرا للشكوك، دفعت الكثير من المختصين بالصحة إلى إحداث دراسات حول أثر استعمالها على الصحة.
انتشرت في الآونة الأخيرة، آلة كهرومنزلية جديدة، أحدثت في ظرف زمني قياسي، ضجة كبيرة، اعتبرها عشاق التكنولوجيات الحديثة ثورة في عالم آلات الطبخ، وهي مقلاة ليست شبيهة بالمقلاة الكلاسيكية، بل كهربائية، إلا أنها تعمل بميكانيك جديد، يستعين بالهواء لتحضير الأكلات.
كما أن الذكاء في اختيار الاسم، يدل على ميكانيزم عملها، وهو ما ساعد كثيرا على الترويج لهذه الآلة، التي يتبادر لذهن الشخص بأنها تعتمد في عملها على الهواء فقط، فلا حاجة لزيت أو إضافات دهنية كثيرة ومشبعة لعملية الطهي، وبذلك فالأكل المحضر بها صحي وخال من الزيوت والدهون المضرة بالصحة.
في هذا الصدد، أوضح الطبيب أن حقيقة الترويج الكبير لتلك الآلات، يعود إلى ما يركز عليه عشاق الأجهزة الكهرومنزلية التي تسهل عليهم الحياة اليومية، خاصة أن ذلك الجهاز يعد بتحضير أشهى الأطباق المقرمشة كـ«البوراك" والبطاطس المقلية والدجاج، وحتى بعض الحلويات والمملحات، نهاية الطبخ يكون بتقديم طبق ذهبي اللون وغير مشبع بالزيت، تكون بذلك النتيجة خفة ذلك الطعام ولذته، استعان به الكثير من رواد مواقع التواصل والمؤثرين عبر العالم، خاصة رواد صفحات الرياضة والأكل الصحي لإعداد وجبة صحية، تحضيرها قريب من تحضيرات الفرن، كما يعتقد هؤلاء.
وأضاف المتحدث: "لقد وجد هؤلاء في المقلاة الهوائية بديلا للتقليدية، التي تحتاج إلى كمية كبيرة من الزيت للقلي، كما أنها توفر الوقت، خصوصا أنها تحتاج لوقت أقل، حتى يكون الطعام جاهز، لإمكانية طهيه في درجات حرارة جد عالية تفوق قدرة المقلاة التقليدية"، متسائلا: "لكن ما مدى سلامة كل تلك التسهيلات وما ثمنها؟".
وعن ميكانيزم ذلك الجهاز، قال الطبيب، إن الجهاز عبارة عن آلة كهربائية، تحمل وعاء مثل الدرج، يوضع به الطعام نيئا، ويدخل الجهاز، ويمكن رش قطرات فقط من الزيت عليه، وبعد الضغط على بعض الأزرار، تنطلق عملية الطهي، ويعمل عن طريق ميكانيزم هوائي، حيث يعمل الهواء على إدارة تلك القطرات من الزيت وإدخالها في الطعام، حتى يساعد على عملية الطبخ.
وقال الطبيب: "إلا أن ما تخفيه تلك المقلاة، أنها تعمل بنفس عمل طنجرة الضغط والميكروييف مجموعين، كونها تستعين بدرجة عالية من الحرارة تعمل على الطهي السريع، وهنا يكمن الخطر، إذ يساعد هذا الميكانيزم على طرح مادة الأكريلاميد، التي تعد من المواد الخطيرة والمسرطنة، والإفراط في استعمال ذلك الجهاز، سيقدم لنا طعاما غير صحي في صورة صحية، وهذا ما يجب الحذر منه".
في الأخير، نوه منصور حجاجي، إلى أن اعتماد البعض على هذا الجهاز كوسيلة للاقتصاد في الزيت مثلا، لا يدركون الكم الهائل من الطاقة التي يستهلكها، موضحا أنها قد تكلف الكثير في فاتورة الكهرباء، إذ أنها تحتاج إلى طاقة جد عالية في عملها، فما سيقتصده البعض في الزيت، سوف يتحمل آثاره في فواتير الكهرباء في آخر الفصل.