لدعم التلاميذ المقبلين على الاختبارات

طلب كبير على خدمة التحفيظ

طلب كبير على خدمة التحفيظ
  • 366
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرع بعض المهتمين بتقديم دروس الدعم، بالترويج لخدماتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعضها عبارة عن دورات وأخرى حصص دعم، بينما ابتكر آخرون مهنا جديدة تحت اسم "خدمة التحفيظ بمقابل بسيط"، وهي الخدمة التي اختارت "المساء" أن تسلط الضوء عليها، لاسيما وأن الطلب أصبح كبيرا عليها، بعدما أصبح الحصول على هذه الخدمة يتطلب حجز موعد، قبل أسابيع عن بداية الفروض والاختبارات.

استوقف "المساء" واحدا من الإعلانات عبر صفحة لمواقع التواصل الاجتماعي بولاية البليدة، كتبت صاحبة عبارة: "الشروع في حصص التحفيظ للمهتمين الاتصال عبر الرقم وحجز الموعد"، تواصلت "المساء" مع  صاحبة المنشور، لمعرفة ما المقصود من "خدمة التحفيظ"، وهل هذا نوع جديد من الدعم؟ وكيف تتم عملية التحفيظ؟، فتبين بأن صاحبه معلمة، اختارت أن تدعم المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط بطريقتها الخاصة في منزلها، من خلال ابتكار ما يسمى بـ"خدمة الدعم عن طريق التحفيظ"، بحيث تركز على مواد الحفظ وتتولى تحفيظ التلاميذ، سواء في المستوى الابتدائي أو المتوسط.

وعن طريقة العمل، أشارت المتحدثة، إلى أنها ترتب مواعيد الإشراف على عملية التحفيظ، بالاعتماد على الخرائط الذهنية والملخصات، وتتعامل مع كل تلميذ على انفراد، حتى يتمكن من الحفظ، ويتطلب الأمر حجز موعد، وقد يتطلب الأمر أكثر من حصة واحدة، حتى لا يكون هنالك ضغط عليها. وحسبها، فإن الطلب كبير، خاصة من المتمدرسين في الطور الابتدائي، حيث تبعث بهم أمهاتهم عشية الاختبارات، ويرغبون في أن يستفيدوا من خدمة التحفيظ، وحسبها، فإن السعر رمزي، إذ لا يتجاوز 500 دينار عن التلميذ الواحد.

المختصة في علم النفس العيادي: لابد أن يتعلم التلميذ الاعتماد على النفس

وحول تأثير هذا النوع من الدعم على قدرات التلميذ، أشارت المختصة في علم النفس العيادي، البروفيسور أمال بن عبد الرحمان، في تصريح لـ"المساء"، بأن هذا النوع من الخدمات الذي يأتي تحت أسماء مختلفة، ومنها "الدعم عن طريق التحفيظ"، شأنه شأن الهاتف الذكي والتسهيلات التي يمنحها، وتشرح: "العقل لديه في العادة قاعدة يسير عليها، بحيث يقرب إليه كل ما يمثل له مصدر لذة، ويبتعد عما يسبب له الأذى والألم والتعب"، مردفة: "بالتالي، بعدما اتجه اهتمام المتمدرسين إلى استعمال الهاتف، حيث يكون كل شيء متاح وسريع ومصدر سعادة، في المقابل نجدهم يبتعدون على كل ما له علاقة بالحفظ وتكرار الدروس، كونها عملية متعبة ومرهقة". 

وأوضحت المتحدثة: "أكثر من هذا، اتجه البعض إلى الحفظ عبر الهاتف، وبحكم أن عملية الحفظ أصبحت صعبة، وأمام عدم قدرة الأمهات على التحمل والصبر، كونهن أيضا أصبحن مرتبطات بالهاتف، اتجه اهتمامهن للبحث على مثل هذه العروض التي تؤمن لهن هذه الخدمة، الأمر الذي شجع في كل مرة على بروز مهن لم نكن نسمع عنها، ولكن في الحقيقة الأولياء  والاستعمال المفرط للهاتف النقال والبحث عن الخدمات السهلة، وراء تفشي مثل هذه الظواهر غير المستحبة، والتي تشجع على الاتكالية والكسل".

وحسب المختصة النفسانية، فإن عملية الحفظ يفترض أن تقوم بناء على بعض الحيل، التي تجعل التلميذ يتعلم الحفظ دون الاعتماد على المعلم أو الأم، ويبقى دورهم مقتصرا على التوجيه، كأن يتم مساعدته من خلال اطلاعه على بعض الطرق التي يجري اعتمادها، لتسهيل الحفظ، ومن ثمة تركه يباشر العملية بنفسه، ولكن ما يحدث أن التلميذ لا يعرف كيف يعتمد على نفسه في عملية الحفظ، ولا يستطيع القيام بهذه العملية، إلا إذا كانت معلمته أو أمه موجودة، تكشف المتحدثة "وما يدعو للطرافة، أن بعض الأمهات يحفظن كل الدروس والأبناء لا يحفظون، وهو ما ينعكس سلبا على نتائج التلميذ، الذي لم يكن يستوعب ما  كان يقدم له من معلومات". 

وفي الختام، أشارت المتحدثة إلى أنه تظهر أهمية تحمل التلميذ مسؤوليته، حتى يعزز ثقته بنفسه"، ناصحة بالمناسبة الأمهات اللواتي حقا، يرغبن في تسهيل عملية الحفظ، الدفع بأبنائهن إلى حفظ القرآن الكريم، الذي أثبت التجارب أنه مفيد جدا في تطوير آلية الحفظ، خاصة وأنه يحتوي على الكثير من المتشابهات في آياته، الأمر الذي يتطلب تطوير ملكات العقل من أجل البحث عن حيل، تساعد على التفريق، ما ينعكس إيجابا على باقي المواد الدراسية.