الحرفي حسين شريفي من القرارة لـ"المساء":

طوعت جذوع النخيل لصناعة تحف فنية محلية

طوعت جذوع النخيل لصناعة تحف فنية محلية
  • 362
زبير. ز   زبير. ز  

❊ الصحراء الجزائرية ثرية ولا يمكن حصرها في البترول فقط

❊ مستعد لتكوين الشباب وعليهم المثابرة وتعلم حرفة تفيدهم

استطاع الحرفي حسين شريفي من منطقة القرارة بولاية غرداية، من تطويع جذوع النخل واستغلال بقايا أشجار النخيل في صنع تحف فنية، أثارت إعجاب كل من شاهدها عبر المعارض التي نظمها، والتي تنقل من خلالها عبر عدد من ولايات الوطن، للتعريف بهذه العرفة، التي تدخل في إطار التعريف بالموروث الثقافي لمنطقته، من جهة، ومن جهة أخرى، إعادة تدوير بقايا النخيل المنتشر بشكل كبير في صحراء الجزائر.

وحول هذه الحرفة، يقول الحرفي شريفي حسين، في دردشة مع "المساء"، على هامش مشاركته، في معرض بدار الثقافة "مالك حداد في قسنطينة، خلال الأيام الفارطة، أنه انطلق في تطويع جذوع النخل لصناعة تحف فنية منزلية، منذ حوالي عامين، مضيفا أن حرفته وتكوينه الأساسي في النجارة، ساعده كثيرا على ولوج هذا العالم الفني، في ظل وجود المواد الأولية أمام عينيه، والتي أراد تحويلها إلى أثاث منزلي، سواء حاملات مصابيح أو رفوف أو حاملات مرايا وكراس وطاولات.

ويرى الحرفي حسين شريفي، أن النخلة مورد طبيعي هام، وهو جدير بالاهتمام، حيث ينتج هذا النوع من الأشجار التمر بكل أنواعه، كما يتم تحويل التمر إلى عجينة "الغرس"، لصناعة مختلف الأكلات والحلويات المنزلية، مضيفا أن خشب النخيل أيضا يمكن أن يتم استغلاله بالشكل اللائق، حتى يصبح ذا قيمة فنية كبيرة، موضحا أن اختيار نوع الخشب يكون عن معرفة، خاصة أنه يوجد نوع من خشب النخيل، لا يمكن استغلاله في صناعة التحف الفنية، بسبب هشاشته، على عكس أنواع أخرى من الخشب الصلب، والتي غالبا من يتم استعمالها في صناعة الأعمدة الحاملة للأسقف بالمنطقة.

وحول التصاميم التي يبدع فيها الحرفي حسين شريفي، قال إنها إلهام من عند الله، مضيفا أنه يتأمل كثيرا في الطبيعة ويحاول تجسيد بعض الأفكار التي تكون في مخيلته، من خلال استغلال علم الهندسة، وقال إنه عندما يشاهد قطعة الخشب ويتفحص نوعيتها وحجمها، يمكنه بعدها أخذ قرار لما تصلح هذه القطعة وأي تحفة فنية ستكون، مضيفا أن العمل الذي يقوم به نال إعجاب عدد كبير من سكان مدينة القرارة بغرادية ومن جميع الفئات، متمنيا أن تنتشر هذه الحرفة بشكل كبير، سواء في منطقته أو بمناطق أخرى، تنتشر فيها زراعة النخيل بشكل كبير، في خطوة لتثمين الموارد الطبيعية المحلية واستغلالها بالشكل المطلوب.

وحسب السيد حسين شريفي، فإن الموهبة فقط لا تكفي من أجل الترويج لهذه التحف الفنية، مضيفا أنه يجب أن تكون هناك نظرة جديدة لتسويق هذه التحف، بالشكل اللائق، وهو الأمر الذي جعله يتنقل إلى قسنطينة من أجل التعريف بحرفته.

وقال بأن أسعار هذه التحف مرتفعة نوعا ما، وليست في متناول الجميع، لتبقى مقتصرة على بعض الفئات من الطبقة المتوسطة والثرية، كونها عمل فني ويدوي صعب، بسبب غبار خشب النخل، يتطلب مجهودا ووقتا كبيرين كما تتطلب معدات وسكاكين خاصة، معتبرا أن ثمن التحف الفنية يكون دائما مرتفعا، مقارنة بالإنتاج الصناعي الذي يكون غالبا بكميات كبيرة، ويعتمد بشكل كامل على آلات مصنعة.

ووجه حسين شريفي، رسالة إلى الشباب، معتبرا أن الصحراء الجزائرية لا تمثل البترول فقط، موضحا أن الله سخر للإنسان كل الظروف وعلى الإنسان استخدام عقله فقط، من أجل بلوغ أهدافه، وطالب من الشباب، خاصة شباب المنطقة، بتغيير ذهنية الحصول على المال بشكل سهل وسريع، حيث نصحهم بالتكوين والحصول على حرفة، تكون سلاحهم في مواجهة المستقبل، مضيفا أنه على استعداد لتقديم خبرته وتجربته في هذه الحرفة إلى الشباب المهتم، حتى يتم الحفاظ عليها وتنتقل من جيل إلى آخر، في إطار الحفاظ على الموروث الثقافي.