جني الزيتون بالبويرة
عودة الفلاحين إلى الحقول
- 1067
استعادت حقول وبساتين الزيتون حيويتها منذ عدة أيام، عبر مختلف قرى ولاية البويرة، بعدما شرع المزارعون وعائلاتهم في جني الزيتون، مستغلين عودة الشمس إلى البزوغ، وتحسن الظروف المناخية قبل تدهورها من جديد.
تخرج العائلات يوميا إلى الحقول مرفوقة بأطفالها، حاملة معها مختلف الأدوات الضرورية لعملية الجني من سلالم وقماش مشمع ومناشير ومقصات وأمشاط، حيث أضفى منظر الشباك الموضوعة تحت أشجار الزيتون ألوانا جديدة للبساتين، تعكس مدى تعلق الفلاحين بأراضيهم وبالزيتون.
يعتبر جني الزيتون من أهم تقاليد الأجداد، بل وطريقة عيش بالنسبة لمنطقة القبائل والعديد من مناطق الوطن، حيث تتجند العائلات سنويا في حملة الزيتون من أجل جني منتوجها. كما تعتبر عملية جني الزيتون بالنسبة للبعض ”مصدرا للفرح والمتعة للعائلات والأطفال، لاسيما القاطنين في المدن الذين يحنون لأرض الأجداد”، وفق ما أكده السيد عمار، وهو ستيني قدم مع عائلته من ولاية البلدية من أجل جني الزيتون في منطقة الأصنام، شرق البويرة.
كما تسود الحملة أهازيج وهتافات الأطفال الصغار، الذين خلقوا جوا استثنائيا من البهجة والسرور عبر بساتين الزيتون. في حين تتميز العملية بروح من التضامن والتآزر بين العائلات التي تجتمع في ما يسمى بـ"تيويزي”، مما يسمح بجمع المنتوج في جو يغمره التعاون والسعادة.
وبالرغم من التراجع المحسوس في المنتوج هذه السنة، بسبب قلة الأمطار، يبقى الفلاحون يتفاءلون خيرا، آملين في منتوج أوفر خلال الموسم المقبل.
وحسب توضيحات مزارع بقرية أغويلال (لعجيبة)، محمد سعيد،ـ فإن ”تراجع منتوج الزيتون هذه السنة، سببه قلة الأمطار خلال السنتين الأخيرتين 2019 و2020، لكن شجرة الزيتون فرعها طيب ومعروفة بخضوعها للتناوب الفصلي”، يقول المتحدث، معبرا عن ”تفاؤله خيرا بمردود السنة المقبلة الذي سيكون أوفر، لاسيما إثر التساقطات المعتبرة المسجلة إلى يومنا هذا”، كما أضاف.
بالنسبة لحملة الجني التي انطلقت منذ عدة أيام باغويلال - على غرار القرى المجاورة - أفاد السيد محمد سعيد أنه ”حقيقة أشغال الحملة صعبة، لكن ستبقى عملية الجني دوما وقتا من السعادة والمتعة”.
للإشارة، أشرف والي البويرة، لكحل عياط عبد السلام، على إعطاء إشارة انطلاق حملة الجني من أحد بساتين ولاد بليل. وقدم مدير المصالح الفلاحية، محمد البوعلي، بعين المكان، عرضا عن شعبة الزيتون بالولاية، وتوقعات الإنتاج لهذه السنة.
حسب الأرقام المقدمة، تتوقع مديرية المصالح الفلاحية إنتاجا يقل عن تسعة ملايين لترا من زيت الزيتون بالولاية، خلال هذه السنة، في حين تقدر المساحة المخصصة لهذه الزراعة بالبويرة بأكثر من 27 ألف هكتار.
ولاحظ المسؤول ”تراجع المنتوج مقارنة بالموسمين الماضيين، بسبب نقص حاد في الموارد المائية، منذ سنتين”، كما قال، مشيرا إلى توقع مردود من 16 لترا من الزيت للقنطار الواحد من الزيتون.
أضاف مسترسلا أن هذا التراجع في الإنتاج أدى إلى ارتفاع في أسعار زيت الزيتون، التي تتراوح حاليا بين 650 دينار و700 دينار للتر الواحد، بعد أن كانت لا تتعدى 500 دينار للتر منذ عدة أشهر.
وهو الأمر الذي أكده السيد أحمد، صاحب معصرة نصف أوتوماتكية بصماش (لعجيبة)، مبرزا أن ”ارتفاع أسعار زيت الزيتون سببه تراجع المنتوج”.
تعد ولاية البويرة 288 معصرة زيت، 41 منها تقليدية و81 نصف أوتوماتكية و106 عصرية. وتم إلى يومنا هذا ”عصر حوالي 9.150 قنطار من الزيتون على مستوى هذه المعاصر، في حين تتواصل حملة الجني”، وفق ما أضافه مدير المصالح الفلاحية.