السياحة الجبلية بتيزي وزو
غابة إعكوران قِبلة العائلات للتنزه والترفيه
- 2690
تستقطب غابة إعكوران الواقعة شرق ولاية تيزي وزو، العائلات والسياح على مدار السنة، للاستمتاع بالهدوء والجمال الطبيعي الخلاب، وكذا المناخ الصحي المفعم بالهواء النقي؛ حيث تعج هذه الرقعة الخضراء بالباحثين عن نفَس جديد بعيدا عن ضوضاء المدينة، لا سيما بعد رفع الحجر الصحي كلية. وتشهد الغابة يوميا توافد العائلات عليها منذ الساعات الأولى من النهار، من أجل الترفيه عن النفس والتنزه بعدما قضت العائلات أزيد من شهرين بالمنازل بفعل الحجر الصحي، وهو ما أثر على نفسيتهم بشكل كبير.
غابة إعكوران التي تُعد الأنسب لعشاق الهدوء والسكينة خاصة في أوقات العطل بعد أسبوع من العمل والضغط، أخذت تكتظ بشكل كبير بعد قرار رفع الحجر الصحي كلية عن الولاية؛ إذ شهدت اجتياح العائلات المساحات الخضراء والفضاءات في أماكن اللعب والراحة التي يتوفر عليها هذا الموقع الجميل، الذي زادته الرحابة وجاذبية الطبيعة رونقا، إضافة إلى المحلات التي تعرض على قارعة الطرق، أواني فخارية وألبسة تقليدية، وغيرها من الهدايا الجميلة التي بإمكان الزائر اقتناؤها.
وتشهد حافة الطريق الوطني رقم 12 في شطره الممتد بين مدينة اعزازقة وغابة اعكوارن، طوابير من السيارات المصطفة بغرض التنزه، والتي تجد ضالتها بين أحضان الطبيعة الخلابة، التي تعطي الراحة والاطمئنان لكل من يقصدها بعيدا عن الضجيج والازدحام؛ إذ بإمكان الجميع اللعب بكل حرية في هذا الفضاء الطبيعي بدون أن يتسبب ذلك في إزعاج أحد.
وتختار العديد من العائلات هذه البقعة الخضراء من أجل التنزه؛ فشساعة الغابة الكثيفة وفرت محيطا مناسبا للعديد من الحيوانات كالقردة من فصيلة "الماغو"، التي جلبت الأنظار إليها، لا سيما مع تعودها على رؤية البشر من زوار المكان، فغالبا ما تقترب منهم بحثا عن قطعة خبز، وهي اللقطة التي يبحث عنها الجميع لحفظها من خلال أخذ صورة تذكارية أو فيديو من قلب المكان. وعلاوة على ذلك فإن الغابة تحتوي على أنواع كثيرة من الأشجار المعمرة منذ عقود طويلة، والتي تبدو كأنها تعانق السماء نظرا لطولها، لاسيما شجرة الفلين التي تتخللها شجيرات صغيرة وأحجار متنوعة الأحجام متناثرة، تتوسطها وديان، وهو ما يزيد من جاذبية المكان.
وتمكنت الينابيع الطبيعية الموزعة على طول الغابة، من صنع ديكور طبيعي متناهي الجمال، كما أنها تروي العطشان بمائها العذب؛ حيث تسجل على مدار السنة، إقبال العائلات بحثا عن ماء عذب ومنعش. ويزداد الإقبال عليها خلال الصيف نظرا لبرودة المكان عندما تصل درجة الحرارة بالمدن، إلى 45 درجة، حيث يهرب الجميع بحثا عن مكان بارد وسط الهواء النقي وزقزقة العصافير، التي توفر أجواء الراحة، التي تساعد على رفع المعنويات والتخلص من القلق والتوتر.
وأجمعت العائلات التي تحدثنا إليها على أن غياب المساحات الخضراء ومرافق الترفيه بالمدن، دفعتها إلى الاتجاه نحو الغابات، كفضاء راحة واستجمام، حيث ترمي بنفسها بين أحضان الطبيعة للاستمتاع بوقتها، لكن ما تم التنبيه إليه هو وجوب التحسيس بقوة لضمان حماية هذا الفضاء الذي طاله الإهمال، خاصة في ما تعلق بمشكل النفايات ورمي المتنزهين بقايا الطعام وأكياس البلاستيك في الغابة، كذلك إقدام البعض على إضرام النيران لطهي اللحم، وغيرها من التصرفات التي تهدد الغابة بالحرائق، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة.
للإشارة، تحرص مصالح محافظة الغابات بشكل مستمر، على شن حملات تحسيسية حول ضرورة الحفاظ على المساحات الخضراء والغابات؛ من خلال دعوة المتنزهين إلى تبني حس المواطنة للإبقاء على النظام البيئي للمكان، وكذا الحفاظ على الغابات عبر تفادي رمي النفايات وإضرام النيران، وغيرها من التصرفات غير العقلانية التي قد تكون سببا في دمارها، لا سيما أن ضمان نظافتها هو حماية لصحتهم؛ كونها تساهم بشكل كبير في توفير الأوكسجين، كما أنه فضاء يقصده الجميع للترفيه والراحة.