الحديقة النباتية بتقرت
"غابة المرابطين" مكسب في حاجة إلى تثمين
- 1473
لاتزال الحديقة النباتية المعروفة باسم "غابة المرابطين"، تمثل أحد المكتسبات الهامة لسكان الولاية المنتدبة تقرت (شمال ورقلة)، لما تتوفر عليه من مساحات خضراء وفضاءات للراحة والاستجمام، كما يؤكد السكان المحليون.
تقع غابة المرابطين بقلب تقرت الكبرى، وتحديدا بالضاحية الجنوبية للمدينة التابعة لبلدية النزلة، وهي تضم بالخصوص مساحات خضراء، بالإضافة إلى بحيرة اصطناعية وألعاب للأطفال. ويعتبرها مواطنون وفاعلون اجتماعيون مكسبا حقيقيا لمدينة تقرت، التي تفتقر إلى فضاءات للتسلية والاسترخاء.
وقد عرفت الحديقة فترة طويلة من الإهمال والركود قبل أن يقرر المسؤولون المحليون إعادة فتح أبوابها أمام الجمهور العريض سنة 2017 بعد خضوعها لعملية واسعة لإعادة التهيئة والتأهيل. وعرف هذا الفضاء البيئي بعد قرابة سنتين من إعادة فتحه، إقبالا كبيرا من الزوار، سيما منهم العائلات. لكن رغم جلبها عددا كبيرا من المواطنين الذين كانوا يقصدونها للاستجمام والراحة، أعيد إغلاق أبواب الحديقة مرة أخرى بعد حوالي سنتين من فتحها.
وأوضح مسؤولون محليون بقطاع الشباب والرياضة، أن هذا العقار التابع لأملاك الدولة مُنح بموجب قرار ولائي سنة 2014، لفائدة الوكالة الوطنية لتسلية الشباب، من أجل استغلاله كمخيم للتسلية. وفور استيفاء جميع المراحل الإدارية بخصوص تسليمها رسميا للوكالة عن طريق المديرية الولائية للقطاع، تبين بعد دراسة المشروع أن أشغال التهيئة وإنجاز المخيم، مكلفة وتتجاوز حدود إمكانياتها المالية. بعد ذلك أوكلت مهمة تسيير غابة المرابطين لمصالح بلدية النزلة بعد استفادتها سنة 2016 من عملية التهيئة المذكورة، بعنوان متابعة وتهيئة فضاء للراحة والترفيه بتمويل من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية.
وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بالنزلة محمد ببة، أن تسيير هذا الفضاء العام التابع للملك الخاص للدولة، أُسند لمصالح المجلس الشعبي البلدي بعد تسلم المشروع، الذي تطلّب رصد غلاف مالي إجمالي بقيمة 94 مليون دج، خُصص في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لسنة 2016.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر محلية إلى نشوء نزاع بين صاحب المشروع والمقاولة التي أشرفت على أشغال التهيئة، نتيجة عدم تسديد كل المستحقات المالية لهذه الأخيرة؛ ما تسبب في إغلاق الحديقة مجددا بعد أشغال التهيئة وبعد فتحها أمام المواطنين لقرابة سنتين. وأضافت المصادر المحلية أنها طالبت بتدخل الجهات المسؤولة من أجل تسوية هذه الوضعية، ومنح مهمة تسيير الحديقة للبلدية أو لمؤسسة متخصصة في هذا المجال في إطار تسيير المرفق العام؛ بهدف إعادة فتح الحديقة.
وبالمقابل، أوضح مسؤولون محليون بقطاع الشباب والرياضة، أن هذا العقار التابع لأملاك الدولة قد تم منحه بموجب قرار ولائي سنة 2014، لفائدة الوكالة الوطنية لتسلية الشباب من أجل استغلاله كمخيم للتسلية.
وفور استيفاء جميع المراحل الإدارية بخصوص تسليمها رسميا للوكالة عن طريق المديرية الولائية للقطاع، تبين بعد دراسة المشروع أن أشغال التهيئة وإنجاز المخيم مكلفة وتتجاوز حدود إمكانياتها المالية. وأضافوا أن تسيير غابة المرابطين أوكل بعد ذلك، لمصالح بلدية النزلة بعد استفادتها سنة 2016 من عملية التهيئة المذكورة بعنوان متابعة وتهيئة فضاء للراحة والترفيه بتمويل من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية.
وكان السيد ببة شدد على أهمية تدخل السلطات الولائية لدى مصالح أملاك الدولة، لإسناد عملية التسيير للمجلس الشعبي البلدي بالنزلة، مما يسمح بالتكفل بأشغال الصيانة والتسيير.
عملية التجديد أعادت الرونق والبهجة للحديقة
سمحت عملية التجديد التي تترجم إرادة الدولة بخصوص تثمين التراث الطبيعي والثقافي بجنوب الوطن، سمحت لهذه الحديقة التي كانت تضم إلى غاية سنوات الثمانينيات واحة نخيل جميلة تشتمل على العديد من أنواع النباتات المزهرة، باستعادة رونقها وبهجتها، وهي التي ظلت راسخة في ذاكرة سكان المدينة، سيما منهم الجيل القديم.
وفي هذا السياق، قامت مجموعة من المواطنين المهتمين بالمحافظة على التراث المحلي في سنة 2018، بإعادة زراعة وردة تقرت (نبتة مزهرة موطنها سوريا، وقد تم جلبها من طرف سلاطين مملكة بني جلاب) على مستوى غابة المرابطين. وجرى خلال العهد الاستعماري تصدير وردة تقرت نحو فرنسا، قبل أن يتم التوقف لاحقا عن ذلك لأسباب متعقلة بالتخلي عن هذه الحديقة، التي أصبحت ولسنوات عديدة، وكرا للمنحرفين.
ويعود اسم المراطبين إلى حرس الحدود للمملكة التاريخية لبني جلاب (المنحدرين من المرينيين)، والتي أسست بتقرت ما بين 1414 و1854 للميلاد، قبل أن يتم تدميرها من طرف السلطات الاستعمارية.
للإشارة، فإن هذا الفضاء العام الذي يتربع على مساحة إجمالية قوامها 3.7 هكتارات، كان ضمن برنامج زيارة ميدانية من طرف السلطات الولائية، للوقوف على وضعية التنمية المحلية ونسبة تقدم أشغال الإنجاز على مستوى مختلف المشاريع الإنمائية بالجهة.
إن إعادة فتح غابة المرابطين اليوم ستكون متنفسا للعائلات للخروج من أجواء البيت خلال أيام العطل أو في ساعات المساء في الليالي الصيفية، لاسيما بعد صدور قرار الحكومة المتعلق بإعادة فتح المنتزهات وأماكن الاستراحة التي أُغلقت في إطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا.