حديقة "لامبي بارك" للتسلية بباتنة

فضاء ترفيهي بكل المقاييس ووجهة مفضلة للعائلات

فضاء ترفيهي بكل المقاييس ووجهة مفضلة للعائلات
  • 5583
 حكيم حكيم

تعتبر حديقة التسلية والترفيه "لامبي بارك " المتواجدة ببلدية جرمة الواقعة على بعد 20 كلم شمال مدينة باتنة قطبا ترفيهيا وسياحيا، حيث تشهد مع مطلع كل صيف إقبالا كبيرا للعائلات تقدر بالآلاف من مختلف مناطق الولاية وغرداية.

تتربع حديقة "لامبي بارك" العائلية - حسب مسؤوليها- على 22 هكتارا توفر الكثير من الألعاب الترفيهية المخصصة للأطفال،  كلعبة سفينة القراصنة واهرى للكبار كذلك، عبر فضاءاتها المختلفة، منها المنتزه المائي الذي يحتوي على مزالق مائية مثيرة، مرشات الحظيرة المائية التي تتسع لخمسة مسابح وسبع ملاعب مطاطية مائية، وأرجوحة الترامبولين والألعاب المطاطية المنفوخة،  إلى جانب الخيمة العملاقة ذات الطراز الأوراسي الممزوج بعبق الأرز والدردار، والشكل الهندسي والبيداغوجي المدروس والتي نصبت فوق بساط من العشب الطبيعي وتحت ظلال الأشجار، حيث يسهر القائمون عليها على ضمان راحة زوارهم من خلال حسن الاستقبال والأمن والنظافة وضمان الخدمات الممتازة التي توفرها المطاعم راقية ومحلات "البيتزا" ومنتجات الألبان إلى جانب المصلى ومواقف للسيارات، علاوة على تقديمها كؤوس الشاي ذات الذوق الصحراوي.

يرى أحد العاملين بالحديقة أن وقوعها في مكان استراتيجي على محور الطريق الوطني باتنة قسنطينة وقربها وهي تتوسط عدة مرافق جوارية هامة، منها مطار باتنة، بالإضافة إلى بيت الشباب جرمة مجاورة ومركز للفروسية من الطراز الممتاز، تم إنجازهما من طرف قطاع الشباب وكذا ضريح امدغاسن ببلدية بومية غير البعيدة والذي يعتبر من بين أهم الكنوز الأثرية، لاسيما مع استقباله للمراطون الدولي إمدغاسن في كل سنة، من العوامل التي من شأنها أن تساعد لا محالة على تحويل المكان إلى منتجع ترفيهي وسياحي جدير بالاهتمام.

وخلال تجولنا في المكان وحديثنا إلى زوار هذا الفضاء الترفيهي المريح الذي يطبعه الاحترام التام والأمن - وهو ما صرحت لنا به جل الأسر القادمة من مختلف الجهات وحتى من خارج الوطن- والتي أثنت كثيرا على ذلك وأعجبت بالمياه المتدفقة والخضرة والترفيه الحسن في هذا المكان الذي يقصده الناس من كل حدب وصوب منذ صباح كل يوم حتى طلوع الفجر في أجواء من الفرح والحيوية، بعيدا عن ضوضاء المدن وملل الصيف القاتل. حتى وإن كانت أسعار الدخول التي تتراوح بين 200 دج للشخص الواحد في الحديقة و800 دج في المتنزه المائي ـ حسب محمد مرابط مدير مؤسسة تعليمية ـ معقولة، فإنها تبدو لدى بعض الزوار ممن تحدثوا إلينا مرتفعة نوعا ما، حيث يرونها بعيدة عن متناول الجميع، كما أجمع عدد من المواطنين والعائلات التي صادف وجودنا بهم هناك وهم يتجولون جماعات وفرادى في الحديقة رفقة أبنائهم وأقاربهم في جو عائلي جماعي هروبا من أشعة الشمس الحارقة، على الأهمية البالغة لوجود مثل هذا الفضاء الترفيهي في المناطق الأخرى من الوطن، خاصة بالجنوب، للتخفيف من مشكل التنقل على العائلات. 

وبغرض استقطاب الزوار من العائلات على وجه الخصوص وتسهيل تنقل المواطنين إلى هذا الفضاء الترفيهي والسياحي بعاصمة الأوراس التي ازدهرت في الآونة الأخيرة بعدة استثمارات هامة في هذا المجال، لجأت إدارة هذا المرفق إلى توفير خمس حافلات تضمن من خلالها النقل المجاني للعائلات من زوارها من وإلى حديقة "لامبي بارك" من مختلف المحطات والأحياء الكبيرة بمدينة باتنة ذهابا وإيابا.

للإشارة وبفضل الاستثمار الخاص، تم تجسيد عدة مشاريع سياحية وأقطاب ترفيهية هامة بولاية باتنة، من بينها حديقة قادري التي تستقطب هي الأخرى آلاف الوافدين إليها لتوفرها على أنواع كثيرة من الألعاب والأكشاك، إضافة إلى حديقة "لامبي بارك " الجميلة التي دخلت الخدمة سنة 2008 وتم إنجازها من خلال أراض مؤجرة لدى بلدية جرمة بباتنة، والتي تبقى تستقبل زوارها يوميا خلال فصل الصيف، كما يمتد نشاطها طيلة أيام السنة للوافدين من ولايات الجنوب أثناء فصل الربيع والتلاميذ في عطلة نهاية الأسبوع والعطل المدرسية وخلال رمضان، بحيث تستقبل الحديقة المائية وحدها يوميا ما يقارب الـ 1000 شخص في الأيام العادية و4 آلاف شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما يشهد نشاطها هذه الأيام انتعاشا وإقبالا كبيرين عليها بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة.