في مبادرة أولى من نوعها على المستوى الوطني

فضاء للفنون والآداب التربوي لرعاية المواهب المدرسية

فضاء للفنون والآداب التربوي لرعاية المواهب المدرسية
  • 516
رشيــدة بـلال رشيــدة بـلال

لا يزال الاهتمام بالمواهب الشابة في مختلف الأطوار التعليمية، يشغل اهتمام الكثيرين، حيث يتم في كل مرة، طرح مبادرة في مجالات مختلفة رياضية، تعليمة، فنية وأخرى أدبية، لرعاية المواهب المدرسية واحتضانها. "المساء"، سلطت الضوء على واحدة من المبادرات الهامة، التي أطلقت مؤخرا، ولقيت تجاوبا كبيرا من تلاميذ المدارس، في انتظار تعميمها على مستوى الوطن، ممثلة في فضاء الفنون والآداب التربوي، التابع لمديرية التربية لولاية سيدي بلعباس، والذي تشرف عليه مفتشيه مادة التربية الفنية التشكيلية.
وحول نشاطات هذا الفضاء والأهداف المرجوة منه، تحدث "المساء"، إلى صاحب المبادرة، الأستاذ فريد داز، مفتش مادة التربية الفنية التشكيلية، وفنان تشكيلي وناشط جمعوي، في هذه الأسطر.

قال مفتش مادة التربية الفنية، وصاحب مبادرة فضاء الفنون والآداب التربوي، بأن التفكير في هذا الفضاء جاء بعد الوقوف على تراجع الاهتمام بمادة التربية الفنية، التي لم تعد تلق اهتماما في أوساط المتمدرسين، بمختلف الأطوار التعليمية، انطلاقا من هذا، ولدت فكرة إحياء الحس الفني لدى تلاميذ المدارس، خاصة الفئة الموهوبة منها.

وأردف قائلا: "قدمت فكرة المشروع لمديرية التربية لولاية سيدي بلعباس، وقد لقيت الفكرة  ترحيبا كبيرا، وتم الشروع في تجسيدها، من خلال إنشاء رواق فني، بعد إعادة استرجاع وتهيئة مكتبة مهملة منذ 2018، ومن ثمة، فتح الفضاء أبوابه لرعاية المواهب الشابة من مختلف الأطوار التعليمية".
فتح فضاء الفنون والآداب التربوي أبوابه، حسب المتحدث، منذ سنة تقريبا، حيث يشمل الفضاء، أول رواق فني تشكيلي تربوي، ومكتبة وورشة فنون تشكيلية مفتوحة هي الأخرى، لكل الفنانين الراغبين في المشاركة، وبعدما شرع في العمل ولقي تجاوبا كبيرا، خاصة من طرف تلاميذ المدارس، تم بالموازاة، تأسيس نادي "بيت الحكاية"، حيث شهد عدة عروض فنية، أشرف عليها الفنان الحكواتي العالمي ماحي صديق، في انتظار تأسيس نواد جديدة خلال هذه السنة، من خلال التعاقد مع عدد من القطاعات المختلفة.

كشف المتحدث، أنه تم مؤخرا، عقد اتفاقية مع مديرية الثقافة، واتفاقية أخرى مع الجامعة، مع قسم الفنون، لإنعاش الفعل الفني، لافتا في السياق، إلى أن فضاء الفنون خصص تحديدا لكل الفنون التشكيلية، ممثلة في الأعمال اليدوية والصورة الفوتوغرافية وغيرها.
الهدف من هذا الفضاء، حسب مفتش مادة التربية الفنية، الأستاذ فريد داز، هو الوصول إلى تفعيل النشاط الفني، خاصة التشكيلي، من خلال الاهتمام بالمواهب والفئة المبدعة من التلاميذ، يوضح: "كما نعمل على نشر ثقافة التشكيل، قصد تنمية الإبداع والتذوق عند المتعلمين، وفي نفس الوقت فتح المجال للبيئة المحيطة بالمدرسة، خاصة الأولياء، للتعرف على نشاطات أبنائهم وجهود المعلمين والمتعلمين".

وفي هذا الخصوص، أوضح أنه من خلال مشاركة الأولياء الذين يرافقون أبناءهم، تحولوا إلى شركاء في النشاط الفني، كونهم يرافقون مواهب أبنائهم ويرعونها، يقول: "وبالمناسبة،  تمكنا من تغيير ذهنية بعض الأولياء اتجاه هذا النوع من الأنشطة الإبداعية، وساعدنا على امتصاص الضغط الذي يعانيه بعض الأبناء من كثرة الدروس"، لافتا بالمناسبة، إلى أن والدة تلميذة، لشدة إعجابها بما تقوم به ابنتها، قالت بأنها تفكر في تنظيم معرض خاص لها، تعرض فيه إبداعاتها الفنية التشكيلة، يقول: "وهو التفاعل الإيجابي المتبادل، الذي نتطلع إليه من وراء التأسيس لهذا الفضاء التربوي".

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أنه، إلى جانب العمل على التنمية وتحسين وإظهار شخصية المدرسة، ودورها الفعال في التأسيس لتلميذ ومجتمع ذواق، يحب كل ما هو جميل، نسعى كذلك إلى إعادة تفعيل المقروئية والمطالعة، من خلال المكتبة وتأسيس نادي خاص بها وتشجيع محبي القراءة وتحفيزهم، مؤكدا أن الفضاء التربوي يفتح أبوابه على مدار الأسبوع، ليتكيف مع كل الراغبين في الحضور والمشاركة، حيث لا يقتصر الأمر على طور معين، وإنما يخص تلاميذ كل الأطوار التعليمية الموهوبين والمبدعين.