ضمن حملة "ما أحلى النقا لو كان يبقى"

مؤثرون يروجون للسياحة عبر حملات التنظيف

مؤثرون يروجون للسياحة عبر حملات التنظيف
الشاب قاسي جمايكة
  • 155
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختار عدد من المؤثرين، مع حلول موسم الصيف، المشاركة في الترويج لمختلف المواقع السياحية بطريقتهم الخاصة، من خلال إطلاق حملات واسعة، تمحورت حول نظافة الشواطئ، التي لا تزال تشكل النقطة السوداء في عدد كبير منها. ومن بين هؤلاء، ابن ولاية تيبازة، المؤثر قاسي جمايكة، الذي أطلق حملته تحت شعار: "ما أحلى النقا لو كان يبقى"، والتي لقيت تفاعلاً كبيرًا.

قال الشاب قاسي جمايكة، في حديثه لـ"المساء"، إنه ابن ولاية ساحلية نشأ بالقرب من البحر، ويُعد واحدًا من الذين اختاروا أن يجعلوا من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للترويج لصورة الجزائر الجميلة، التي تتميز بشواطئها الخلابة. ولكن، للأسف الشديد، حسبه، "تعاني هذه الشواطئ خلال موسم الصيف من بعض التصرفات السلبية، التي أساءت إلى جمالها". وأوضح أن الدافع الذي جعله يبادر إلى إطلاق حملته، هو رغبته في حمل المصطافين على التفاعل بشكل إيجابي وتغيير بعض الذهنيات، التي لا تزال تنظر إلى شواطئ البحر على أنها أماكن لرمي الفضلات.

ويضيف المتحدث، أن بدايته في إطلاق حملة تنظيف الشواطئ كانت نتيجة ردة فعل بناته، اللواتي كن ينزعجن عند الذهاب إلى الشاطئ من منظر النفايات، خاصة القارورات البلاستيكية والأكياس التي تسبح في البحر، وهو ما دفعه إلى التفكير في إطلاق الحملة، علها تساهم في رفع الوعي، وحث المصطافين على التحلي بشيء من الحس المدني عند زيارة الشواطئ، من خلال رفع نفاياتهم ورميها في الأماكن المخصصة لها.

وأشار إلى أن حملته استهدفت في البداية، أحد أشهر الشواطئ ببلدية بوهارون، حيث حمل معداته وقبعته، وبدأ بجمع النفايات التي غلبت عليها الأكياس والقارورات البلاستيكية وحفاضات الأطفال ومواد التغليف، وقام بتصوير ما أنجزه لمشاركته على صفحته، علها تساهم في تحريك بعض فئات المجتمع، والدفع بهم إلى المشاركة في الحملة، أو على الأقل فهم الرسالة التحسيسية.

وردًّا على سؤال حول تقييمه لمدى وعي المصطافين بأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ، أعرب المتحدث عن أسفه الشديد لبعض التصرفات التي تصدر عن بعض المصطافين، الذين يأتون للاستمتاع بالشواطئ والسباحة في مياهها، ثم يتركون خلفهم نفاياتهم عند الرحيل. وأشار إلى أن ما تشهده الشواطئ اليوم من فضلات، يُعد واحدة من النقاط السوداء التي تسيء إلى السياحة في بلادنا، رغم ما تملكه من شواطئ جميلة.

ولفت إلى أن الشواطئ المؤجرة لا تعاني من هذا المشكل، لأن المستأجرين يحرصون على تنظيفها وتهيئتها لجذب الزوار، أما باقي الشواطئ، فتعاني من سلوكيات المصطافين السلبية وغير المسؤولة، مما يعني أن الإشكال يكمن في المواطن الذي لا يزال يمارس بعض التصرفات غير المسؤولة، والتي تحتاج إلى التوعية، وهو ما يحاول المساهمة فيه من خلال حملته، التي من المنتظر أن تستمر إلى نهاية الصيف.

وبخصوص الشواطئ التي ستشملها الحملة، أوضح المتحدث، أنه لا يستهدف شواطئ ولاية معينة، بل يقوم في كل مرة بتنظيف شاطئ مختلف، حيث بدأ رحلته من شواطئ تيبازة، التي تعرف إقبالاً كبيرًا من المصطافين خلال فصل الصيف، وتمتد حملته إلى باقي شواطئ ولايات الوطن. وأضاف أنه سبق له أن نظف شواطئ بولاية سكيكدة، وبوادٍ وشلالات في بجاية، مشيرًا إلى أن ترقية السياحة في الجزائر تحتاج إلى مساهمات بسيطة، يمكن أن تترك أثرا كبيرًا، خاصة وأن "النظافة" هي أكثر ما يحرص عليه الزائر إلى أي مكان يذهب إليه، مناشدا بالمناسبة، أن يتم دعمه ببعض معدات جمع النفايات، مثل أكياس جمع النفايات والقفازات وغيرها.

ويختم المؤثر حديثه بالقول، إنه اختار أن يكون له أثر إيجابي في بلاده، فاختار المجال السياحي، إذ لا يكتفي بالترويج لمختلف الشواطئ، من خلال حملته الهادفة إلى محاربة بعض التصرفات السلبية، بل ويقوم أيضًا، بحكم عشقه للبحر، بمشاركة متابعيه كيفية صيد بعض أنواع السمك، مثل سمكة التونة الهندية، وسمكة أبو سيف، والسردين، وغيرها من الأسماك، وقد لقيت منشوراته تفاعلاً كبيرًا، وكل ما يحتاجه، يقول، هو فهم رسالته والتفاعل بشكل إيجابي مع كل ما يخص المرافق والمناطق السياحية في الجزائر.