مؤسسة "الفردوس" لنظافة البيئة وجمال المحيط بعنابة
مبادرة تجمع بين النشاط الديني والواجب المجتمعي

- 169

أعلن مسجد "الفردوس" بمدينة عنابة، أول أمس، عن إطلاق مبادرة نوعية، تجسد تداخُل العمل الديني بالواجب المجتمعي، من خلال تأسيس "مؤسسة الفردوس لنظافة البيئة وجمال المحيط"، وهي خطوة رائدة، تحمل بين طياتها رسالة عميقة، تتجاوز جدران المسجد، لتصل إلى أحياء المدينة وسكانها، بل وإلى الوطن بأسره.
جاء هذا الإعلان في وقتٍ أصبحت الحاجة ملحة إلى تعزيز الوعي البيئي، بعد ما شهده المحيط العام من تدهور واضح في مستوى النظافة، وزيادة مظاهر الإهمال في الفضاءات العمومية. وفي ظل هذا الواقع، تتجلى أهمية الدور الذي يمكن للمؤسسات الدينية أن تلعبه في ترسيخ ثقافة حماية البيئة لدى المواطنين، خاصةً وأن المسجد ظل، عبر التاريخ، مركز إشعاع تربوي وسلوكي، قبل أن يكون فضاءً للعبادة فقط.
ولأن البيئة السليمة حق لكل إنسان، وواجب جماعي في الوقت نفسه، فإن مبادرة مسجد الفردوس تشكل خطوة عملية نحو تحقيق هذا الهدف النبيل، مستندة إلى وعي عميق بأن الإيمان لا يكتمل إلا بإصلاح النفس والمحيط معًا، وأن الإسلام دين النظافة، والجمال، والتناغم مع الكون.
إن إنشاء مؤسسة تُعنى بجمال المحيط ونظافته باسم المسجد، ليس مجرد عمل تنظيمي، بل هو تحول نوعي في مفهوم الدور الديني والاجتماعي للمسجد، حيث تتحول خطب الجمعة والدروس إلى محفزات لسلوك بيئي مسؤول، وتتحول الساحات المحيطة بالمسجد إلى فضاءات نموذجية تعكس جمال الإسلام في أدق تفاصيله.
ومن هنا، ثمن العديد من المواطنين بولاية عنابة هذا الجهد النبيل، والإشادة بإدارة مسجد الفردوس وكل من ساهم في إطلاق هذه المبادرة المباركة، التي ينتظر منها ساكنة عنابة أن تجد لها صدى واسعًا بين مختلف مساجد الولاية .مع التأكيد أن المسجد ليس معزولًا عن واقع الناس، بل هو قلب المجتمع النابض، ومتى اتجه هذا القلب نحو البناء، والنظافة، والجمال، تبعته بقية الأعضاء.
فلتكن مؤسسة الفردوس بداية لسلسلة من المشاريع المشابهة، وليكن كل مسجد من مساجد الجزائر مركزًا لحماية البيئة، ونشر الوعي، وتربية الأجيال على حب الجمال والنظام. فذلك، في جوهره، جزء من العبادة، وخدمة للمجتمع، وسعيٌ نحو وطنٍ أفضل يليق بأبنائه ومستقبلهم.