لحث زوار غابة الشريعة على حماية الطبيعة
متطوعون في مواجهة لا مبالاة بعض "المتهورين"
- 728
شاركت جمعية شباب لحماية البيئة لولاية البليدة، في حملة التنظيف الكبرى التي أطلقتها مؤخرا، وزارة البيئة، تفعيلا لسياسة الحكومة الرامية إلى رفع النفايات من المساحات الغابية، التي يخلفها الزوار، وتعتبر واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحرائق. "المساء "حظرت جانبا من الحملة، ووقفت على عمل الجمعية وطريقة تفاعل المواطنين، وعلى أهم العراقيل التي تواجه المتطوعين في نشاطهم البيئي.
يقول رئيس الجمعية، هشام تاكراتي، بأن دور المجتمع المدني مهتم في الحفاظ على بيئة نظيفة، في إطار الحملة الوطنية التي أطلقتها وزيرة البيئة بأعالي جبال الشريعة، إذ يعتمد كأول خطوة على التوعية، من خلال الاحتكاك بزوار الحظيرة الوطنية للشريعة، والحديث معهم حول كيفية التخلص من نفاياتهم، بعدما يقررون مغادرة الغابة، مشيرا إلى أن العمل التحسيسي مهم، لأنه يلفت الانتباه إلى بعض النقاط التي قد يهملها أو ينساها الزائر في غابة الشريعة، مؤكدا وجود تجاوب من بعض الزوار، غير أن البعض الآخر لا يلقي بالا لما يقدم لهم من نصائح، وهو ما يشكل أكبر عقبة أمام عمل المتطوعين، معتبرا أن ذلك يولد عجزا لأفراد الجمعية، لأنهم لم يتمكنوا من إقناعه، مردفا بالقول: "غالبا ما نجد وسط الغابة، علب البلاستيك والزجاج وأغلفة الحلويات والسجائر وأغلفة رقائق البطاطا، كلها نفايات تساهم في اشتعال النار، إذا توفر لديها العامل المساعد، وهو الحرارة المرتفعة".
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن البعض يعتقد أن التحسيس غير مجد، وأنه ينبغي الشروع مباشرة في حملات التنظيف التطوعية، لكن بحكم تجربتنا، يقول: "أعتقد أن التوعية خطوة غاية في الأهمية، وتعتبر بمثابة التمهيد للقيام بالنشاط التحسيسي، فكيف نقنع زائر الغابة بعدم الرمي، إن لم يتم توعيته بالأضرار التي تنجم عن تعريض الغابة للخطر، خاصة ما تعلق منها بخطر الحريق"، وأكثر من هذا يقول: "المبادرات الجماعية التي يتم إطلاقها لتنظيف الغابات، تظل غير كافية، وأن الرهان الكبير هو كيفية إقناع المواطن بصورة فردية وتلقائية بضرورة الحفاظ على المكان نظيفا، سواء تعلق الأمر بالغابة أو الشاطئ، بالتالي فالرهان الذي نعول عليه هو تفعيل دور الفرد في العمل التطوعي، ليكتسب هذه الثقافة ويشارك على مستواه في العملية".
وردا على سؤالنا حول ما إذا وقفت الجمعية على حالات لمخالفاتو تسببت في حدوث حرائق الغابات على مستوى جبال البليدة، أكد المتحدث أن الخرجات التي قامت بها الجمعية، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية على مستوى غابة بلدية الأربعاء وصوحان، كانت هناك تدخلات لحالات اشتبه في أنها تسببت في إشعال النار، نتيجة مواقد الشواء، وذكر بأن حماية الغابات من خطر الحرائق مرهون بتفعيل المبادرات الفردية، التي تقدم سلوكا إيجابيا، هدفه الالتزام بالحفاظ على المحيط نظيفا وتأمينه من المخاطر الكبرى، المتمثلة في الحرائق.