ترويج لطقوس السحر والشعوذة بالفضاء الأزرق

مختصون يحذّرون: "العلاج الروحي" تدمير للعلاقات الأسرية

مختصون يحذّرون: "العلاج الروحي" تدمير للعلاقات الأسرية
  • القراءات: 128
 رشيدة بلال رشيدة بلال

❊ مراقبة ما يشاهده الأطفال في الرسوم المتحركة حول القوى الخارقة ضرورة

❊ الوعي بخطورة السحر لايزال ضعيفا ووسائل التواصل وسّعت رقعته

❊ المادة 303 مكرر تَعدّ السحر جريمة قائمة بذاتها تصل عقوبتها إلى 14 سنة

❊ المراهنة على النشاط المسجديّ وما تقوم به الجمعيات من أعمال جوارية

يُعد السحر والشعوذة من الآفات الاجتماعية التي كانت ولاتزال تدمر الكثير من العلاقات الأسرية في صمت. ولعل الأغرب أنها، هي الأخرى، طالتها عوامل التطور والعصرنة، وركبت موجة التكنولوجيا، وأصبح يروَّج لمختلف الطقوس وأعمال السحر والشعوذة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحظى بمتابعة كبيرة، بل وأخذ بعضها تسميات مختلفة كـ«العلاج الروحي" ، أو "العلاج النفسي" ، أو "التداوي بالطاقة" ، وغيرها من التسميات التي تبعد الأشخاص عن الاعتقاد بوجود الله، وتجعلهم من عبدة الشياطين.
"المساء" حاولت من خلال هذا الربورتاج تسليط الضوء على الظاهرة في شكلها الجديد، ومناقشة أبعادها مع مختصين، لا سيما بعدما لبست الشعوذة ثوب التكنولوجيا، واتسع تأثيرها السلبي ليدمر العلاقات الأسرية عن بعد.

احتكت "المساء" بأعضاء جمعية "نور" للمرأة والطفل والأسرة، التي خصصت يوما مفتوحا للنقاش مع مختصين حول السحر والشعوذة، ومنه الخروج ببعض الحلول التي من شأنها أن ترفع من درجة الوعي بخطورة ما يقبل عليه البعض من أعمال تؤدي إلى تحطيم العلاقات الأسرية والزوجية تحديدا.
وفي هذا الإطار قالت رئيسة الجمعية دليلة حسين: "إن ما جعل أعضاء الجمعية يطرحون موضوع السحر والشعوذة رغم أنه من الظواهر الاجتماعية القديمة، كثرة ما يتم استقباله من شكاوى نساء يطلبن الرقية، ويشتكين من تعرضهن لأعمال السحر والشعوذة التي عطّلت علاقاتهم الأسرية أو الزوجية، أو تسببت في توقيف حياتهم، أو من خلال طلب الاستنجاد براقٍ؛ حتى يرقي منزلهم نظير كثرة المشاكل والخلافات التي لا تنتهي بين أفراد العائلة". وحسبها، فإن موضوع الشعوذة لا يعترف بالمستويات؛ إذ يقبل عليه بحكم تجربة الجمعية في المجال، المثقفون وغير المتعلمين؛ ما يعني أن الأمر لا يتعلق بمستوى تعليمي معيّن، وإنما الأمر مرجعه الذهنية، وضعف الوازع الديني، والرغبة في إيذاء الغير، وتغيير الأقدار بالتعاقد مع الشياطين.
هي قصص كثيرة يتم استقبالها على مستوى الجمعية، تعكس بما لا يدع مجالا للشك، حسب رئيسة الجمعية، تفشي الظاهرة بشكل كبير في المجتمع. ولعل ما عزّز من تفشيها أنها من الظواهر المسكوت عنها؛ حيث تتم في الخفاء. وبالنظر إلى خطورتها تفطن لها المشّع، الذي سارع إلى تغيير تكيفها من جريمة نصب واحتيال، إلى جريمة  شعوذة.
وحسب رئيسة الجمعية، فإن السحر علم قائم بذاته، يتم تعلمه. ومفتاحه هو الشرك بالله.
وتوضح المتحدثة: "نجد أنه يستقطب إليه الكثير من الذين يرفضون واقعهم ويرغبون في تحقيق بعض الأهداف؛ بحيث يكفي تعلُّم بعض الطقوس، والقيام ببعض الطلاسم" ؛ كأن يتم، كما يقال، "التعزيم" على فلان من خلال قراءة بعض الكلمات التي تجعل الطرف الثاني يستجيب مباشرة لأي طلب، مشيرة إلى أن الشائع في السحر الذي يتم تقديم شكوى منه من خلال عرض المشكلة على الجمعية، هو ذلك الذي يستهدف تحطيم الروابط الأسرية، وأخذ الزوج من الزوجة لتفريقهما، بعدها تأتي حالات أخرى تتعلق بوقف الحال عن النجاح، أو المال.
وعما إذا كان هناك وعي بانتشار الظاهرة وخطورتها بين أفراد المجتمع، أوضحت المتحدثة أن الوعي بخطورة السحر، لايزال ضعيفا؛ بدليل الإقبال الكبير من مختلف الشرائح العمرية، على التواصل مع المشعوذين والسحرة؛ من أجل تعطيل حياة الغير، أو تفكيك الروابط الأسرية، أو انتزاع الرجال من بعض النساء، مؤكدة بالمناسبة، أنها تعمل على مستوى الجمعية بمعية المختصين، على رسم برنامج يستهدف لفت انتباه النساء تحديدا، إلى خطورة السحر، خاصة بعدما أصبح يجري تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصار من السهل الحصول على طلاسم وشعوذة، وبلوغ المستوى السفلي من عمليات السحر، وممارستها تقودهم إلى بلوغ المطلوب، لافتة إلى أن على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، تبدأ الظاهرة من خلال جلب المتابعين عبر ما يسمى بالعلاج بالطاقة أو العلاج الروحي وما شابههما، ومن ثمة يتم إخراجهم من العقيدة، وإدراجهم إلى عالم السحر والشعوذة.