وسائل التواصل الاجتماعي

مخفف لهيب الشوق وواصل الرحم

مخفف لهيب الشوق وواصل الرحم
  • 839
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تعيش بلادنا هذه الأيام ظرفا خاصا، على غرار البشرية جمعاء، وهو خطر فيروس "كوفيد 19" الذي بات يحصد الأرواح، ويستوجب التعامل معه بحذر شديد، خاصة المكوث في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وهو ما جعل العائلات تطمئن على بعضها البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعد مصدرا مهما جدا في إراحة النفوس والتخفيف من وطأة الشوق، حسب ما أكده الكثيرون في حديثهم مع "المساء"، كما وصفت الوسائل أيضا بواصلة الرحم في زمن "كورونا".

وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها، عملت على وصل البعيد سواء من أفراد العائلة المقيمين في الولايات المجاورة، أو ممن يسكنون ديار الغربة، وهنا بوجه خاص من يقيمون بالدول التي هي على خط النار من أثر الفيروس، خاصة الأوروبية منها، على غرار إيطاليا، فرنسا وألمانيا، التي شهدت أعدادا هائلة من الإصابات وارتفاعا في عدد الموتى.

وهو ما زاد من قلق وخوف الأمهات على فلذات أكبادهن هناك، سواء من حصلوا على الإقامة أو "الحراقة" الذين زادت حرقة أمهاتهم، اللواتي أكدت بعضهن ممن صادفناهن في أماكن مختلفة لشراء مستلزمات البيت، أنهن وجدن في وسائل التواصل رحمة، تقول سيدة في العقد الخامس، كانت بصدد شراء الخضر بسوق حي الحياة "أشعر أنني أعيش في دوامة، من جهة قلقي على نفسي وأولادي هنا خوفا من حمل الوباء، وعلى ابني الموجود حاليا بميلانو، لقد اتصل بي مند أسبوع، رأيته خلال اتصال بـ"الماسنجر"، أخبرني أنه بخير وفرحت لرؤيته، لكنه ألح علي أن لا أقلق إذا لم يكن على الخط، لأنه لا يملك المال لتعبئة الهاتف بالأنترنت، كما أن فرض الحجر العام وعدم السماح بالخروج هناك زاد من قلقي عليه، الله غالب، إنه قلب الأم".

أكد منصف، أنه على اتصال دائم بأخيه المتواجد في باريس لطلب العلم وأبناء عمه المقيمين بألمانيا، ويقول "لقد قمت بتحميل كل برامج وتطبيقات التواصل الموجودة في التكنولوجيا، حتى يتسنى لي التواصل مع أحبتي والاطمئنان عليهم كل يوم، فقد وجدنا فيها جميعا الملاذ وراحة القلب والاطمئنان على البعيد على وجه الخصوص، لأننا في البيت لم ندخر جهدا في الحجر المنزلي الصحيح، لإيمانها بأنه سفينة الآمان التي تركب حاليا حتى يرفع عنا البلاء".

أوضحت كامليا جزائرية مقيمة بهولندا، أنها تتواصل يوميا وبلا انقطاع مع أبويها الموجودين بالعاصمة، تقول في اتصال مع "المساء"؛ "لقد مر على زواجي عشر سنوات، وإقامتي بهولندا، الآن ومع هذا الأمر العصيب الذي تمر به البشرية جمعاء، وجدت في الهاتف والتكنولوجيا وسيلة لوصل رحمي والاطمئنان على والداي، لأنهما كل ما أملك في الدنيا، كما أنهما يرتاحان نفسيا بعد الاطمئنان علي وعلى عائلتي،  كما تجدد والدتي يوميا النصح لي برفع العلاقة الروحية مع الله تعالى والإكثار من الدعاء".

يؤكد الكثيرون أنهم وجدوا، خاصة خلال هذه الأيام، في وسائل التواصل المعروفة والمختلفة، على غرار "الفايسبوك، الانستغرام، الفايبر، الواتساب، الإيمو، السناب شات" وغيرها الملاذ، لاسيما أن بعض القائمين على الاتصالات وفروا الأنترنت بالمجان في بعض المناطق المتضررة، وهو ما عاد بالنفع على أصحابها الذين عمدوا إلى التواصل مع الأحبة والأهل عبر مناطق الوطن.

أشارت سارة من العاصمة، إلى أنها عمدت إلى احترام الحجر المنزلي، ووجدت في وسائل التواصل، فرصة للترفيه عن النفس والتواصل مع أفراد العائلة عبر العاصمة، البليدة وبجاية، حيث تتقاسم من خلالها أطراف الحديث مع أخواتها وأبنائهم وتطمئن عليهم يوميا.