تعرف إقبالا كبيرا خلال عطلة الصيف

مدارس التعليم القرآني وجهة أبناء البليدة

مدارس التعليم القرآني وجهة أبناء البليدة
  • 975
رشيدة بلال رشيدة بلال

تشهد المدارس القرآنية خلال العطل الصيفية، إقبالا كبيرا عليها لتعليم وتحفيظ الأطفال آيات بينات من القرآن الكريم. وعلى الرغم من الارتفاع الكبير المسجل في درجات الحرارة، إلا أن ذلك لم يمنع الأطفال من الالتحاق بالمساجد، واستغلال العطلة الصيفية من أجل التعلم. والعيّنة كانت من إحدى المدارس القرآنية الواقعة بقلب مدينة الورود، التابعة لجمعية العلماء المسلمين، التي تُعد نموذجا في التعليم القرآني بالولاية.

زائر المدرسة القرآنية المتواجدة على مستوى ولاية البليدة خلال العطلة الصيفية، يقف على التواجد المكثف للأطفال بالمدرسة؛ بغية حفظ كتاب الله، بعضهم يأتي من تلقاء نفسه للتسجيل، وبعضهم الآخر يقوم وليّه بتسجيله بالنظر إلى صغر سنه.

وحسب بعض الأولياء ممن تحدثت إليهم المساء، فإن المدارس القرآنية بمثابة الفضاءات التربوية الأخلاقية، التي تساعدهم على تربية أبنائهم، وحمايتهم مما يحدث اليوم في المجتمع من آفات اجتماعية، ناهيك عن أن المتفوقين في الدراسة والحائزين على المراتب الأولى في مختلف الأطوار التعليمية، هم من حفظة كتاب الله وخرجي المدارس القرآنية. ومن أجل هذا يؤكد أحد المستجوَبين، أنه حرص على تسجيل ابنه في المدرسة القرآنية لتحقيق هدفين: الأول حفظ كتاب الله، خاصة أن عددا من الأطفال لم يعد لديهم أي ارتباط بالمصحف الشريف؛ بسبب الإدمان الكبير على الهواتف الذكية، والثاني حتى ينعكس حفظهم للقرآن الكريم على مشوارهم الدراسي، ويكون بمثابة الداعم لهم.

وأكد مدرس التعليم القرآني المتطوع أيوب فاضل من جمعية العلماء المسلمين فرع نادي بالقاسم نومة للقرآن الكريم وعلومه، في معرض حديثه مع "المساء"، أن الإقبال على المدارس القرآنية خلال العطل، كبير على مستوى ولاية البليدة؛ من أجل هذا يتجند  معلّمو القرآن الكريم خلال العطل لتأطير هؤلاء الأطفال، والإشراف على تحفيظهم، مشيرا إلى أن التجربة الطويلة مع المقبلين على تعلّم القرآن الكريم من فئة الأطفال، كشفت أن بعضهم يأتي بدون أن تكون لديه أي فكرة حول كيفية التعلم، غير أنه بمجرد حضور جلسة واحدة يتعلق قلبه بالقرآن الكريم، ويتأثر بكلام الله عزل وجل.

وحول البرنامج المسطر على مستوى المدرسة، أوضح المتحدث أنه برنامج  يتماشى وخصوصية العطلة؛ بمعنى أنه لا يكون مكثفا حتى يحوز المتعلم على حقه في الاستمتاع بالعطلة، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يعتمد البرنامج على تحديد للمتعلم، آيات من كتاب الله حتى يحفظها في البيت، بعدها يأتي إلى المدرسة يوميا؛ حيث يشرف معلم القرآن الكريم على تحفيظه، وشرح له مفهوم الآية، وإلى ما ترشد إليه، مشيرا إلى أن المدرسة تضم مختلف الشرائح العمرية ومن الجنسين. "وعلى مستوى المدرسة فقط، لدينا أكثر من 100 طفل من فئة الذكور، وأكثر من 60 فتاة. والملاحَظ في السنوات الأخيرة أن الإقبال على تعلم القرآن الكريم  من فئة البنات، كبير جدا".

وحسب المتحدث، فإن واحدا من المحفزات التي شجعت الأطفال على الالتحاق بالمدارس القرآنية وحفزت الأولياء على الدفع بأبنائهم إلى تعلم القرآن الكريم، تفوُّق حفظة كتاب الله في مشوارهم الدراسي، وهو ما يعكسه تقلّد خريجي المدارس القرآنية المراتب الأولى، وهو ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: "علّموا أولادكم القرآن. والقرآن سيعلمهم كل شيء"، وبالتالي فالقرآن يطوّر ملَكات الطفل البلاغية، ويجعل لسانه فصيحا.

وعلى صعيد آخر، يشير معلّم القرآن أيوب فاضل، إلى أن المدارس القرآنية إلى جانب ما تقدمه من قيمة مضافة للأطفال في المجال التعليمي وتقريبهم من كتاب الله، فإنها تحميهم من مختلف الآفات الاجتماعية التي تتربص بهم. وفي الختام قال: "من أجل هذا نحث الأولياء على ربط أبنائهم بالمساجد والمدارس القرآنية؛ لحمايتهم، وتربيتهم تربية دينية".