عرف قطاع المؤسسات الناشئة وريادة الأعمال، مؤخرا، انتعاشا كبيرا. وأصبح من أهم القطاعات التي تراهن عليها الدولة الجزائرية، للنهوض بالاقتصاد الوطني وتنويعه، بشكل يؤدي إلى الخروج من التبعية للمحروقات، وهذا ما أدى بها إلى وضع برامج وإجراءات تسمح بتحسين مناخ الأعمال، والمبادرات الإبداعية، وتشجيع الشباب لولوج عالم المؤسسات الناشئة، ومن ثم إحداث قيمة مضافة، والدفع بعجله النمو الاقتصادي قُدما. وللمشاركة في هذا الدفع تنظم، اليوم، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، ملتقى وطنيا حضوريا افتراضيا بالتعاون مع مخبر العولمة والسياسات الاقتصادية بالجزائر، تحت إشراف الدكتور قدي عبد المجيد.

وجاء في ديباجة الملتقى الذي تنشطه كوكبة من المختصين، أن المؤسسات الناشئة في الجزائر أصبحت جزءا مهمّا في الاقتصاد الجزائري؛ إذ تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل واسعه النطاق، وتعزيز التنوع الاقتصادي المنشود. وقد تمت الإشارة إلى أنها تواجه عقبات وتحديات عديدة ومتنوعة، ذكر منها البيروقراطية، وضعف البنية التحتية، ونقص وضعف التمويل، مع الإشارة إلى أن كل هذه العوامل جابهتها الحكومة الجزائرية خلال المدة الأخيرة، بتبنّي خطوات وإجراءات لتعزيز بيئة الأعمال، ودعم رواد الأعمال. وتم التنبيه إلى أن دعم المؤسسات الناشئة في الجزائر هو مسؤولية مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص. ومن شأنه تعزيز وتوفير البيئة الملائمة لنمو هذه المشاريع؛ للمساهمة، بشكل ملفت للانتباه، في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وتحسين فرص العمل في البلاد، ومنه طرح الإشكالية التالية: "ما مدى فعالية الآليات المنتهَجة من طرف الدولة الجزائرية في ترقية المؤسسات الناشئة؟".
ويهدف الملتقى، حسب ما تمت الإشارة إليه، إلى تعزيز الوعي بأهمية المؤسسات الناشئة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا تثقيف الجمهور حول عملية بناء وتشغيل مشاريع الناشئة؛ من خلال تبادل المعرفة والخبرة من قبل المتخصصين ورواد الأعمال في مجال المؤسسات الناشئة، إلى جانب تعزيز بيئة الريادة والابتكار، وتوفير الدعم والفرص اللازمة لنمو هذا القطاع المهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
وبالنسبة للمحاور التي سيتم التطرق لها، فتشمل "الإطار النظري المؤسسات الناشئة"، و "محددات نمو المؤسسات الناشئة"، وكذا " آليات دعم وتمويل المؤسسات الناشئة"، و"دور الجامعة في ترقيه المؤسسات الناشئة"، و« دور المؤسسات الناشئة في تحقيق التنمية المستدامة" . وفي آخر محور سيستعرض المشاركون "تجارب محلية ودولية حول المؤسسات الناشئة".