معرض الصناعة التقليدية بعنابة

نافذة فنية تطل على البحر

نافذة فنية تطل على البحر
  • 112
سميرة عوام سميرة عوام

انطلق معرض الصناعة التقليدية على مستوى ممر الراجلين، الرابط بين شاطئ "ريزي عمر" وشاطئ "رزقي رشيد" بعنابة، في أجواء صيفية تملؤها نسمات البحر وعبق التراث. المعرض، الممتد طيلة موسم الاصطياف، يُعد مساحة فنية حية تجمع بين إبداع الحرفيين وتنوع الصناعات التقليدية، في موقع ساحر يضفي على كل قطعة معروضة بُعدا جماليا خاصا.

يستقبل المعرض زواره من مختلف الأعمار، ويأخذهم في رحلة بين أروقة الفن اليدوي، التي تنبض بالحياة. من الحلي الفضية المشغولة بأنامل دقيقة، إلى الأقمشة المطرزة يدويًا، ومن الزرابي التقليدية إلى الفخار والمنتجات الجلدية المصنوعة بكل حب وعناية، يشهد الزائر على تنوع ثقافي وحرفي، يروي حكايات مدن وتقاليد عريقة.

تحف فنية تزين الصيف وترافق الأفراح

تميز المعرض بعرض تحف فنية، تتناغم تمامًا مع موسم الصيف، وطقوس الأفراح التي تملأ الأحياء والسواحل في هذا الوقت من السنة. فقد حرص الحرفيون المشاركون على تقديم منتجات تليق بالمناسبات السعيدة، كصواني النحاس المنقوشة التي تزين بها طاولات الأعراس، والمرايا التقليدية المؤطرة بزخارف أمازيغية، والشمعدانات المصنوعة يدويا بإتقان.

ولم تغب عن المعرض قطع الأزياء التقليدية المصممة بطريقة عصرية، تناسب حفلات الصيف، كالقفطان المطرز، والجبادور، والبرنوس الصيفي الخفيف الذي يجمع بين الأصالة والأناقة. كما لاقت مستحضرات التجميل الطبيعية، المستخلصة من الأعشاب والزيوت المحلية، اهتمامًا لافتًا من الزائرات، خصوصا تلك التي تستعمل في طقوس الحمام التقليدي وتحضير العروس.

أصوات البحر تلتحم بألوان الحرفة

يأخذك المعرض إلى عالمٍ فريد، حيث تندمج أصوات البحر مع ألوان المعروضات، وتغدو كل زاوية لوحةً فنية مفتوحة على زرقة السماء والبحر. الموقع البحري المتميز لا يمنح المعرض بعدا بصريا فقط، بل يجعله أيضا نقطة جذب للسياح والمصطافين، الذين يجدون فيه فرصة للاستمتاع بالجمال في بُعديه الطبيعي والثقافي. يقول أحد الزوار: "كأنك تمشي في سوق تقليدي معلق فوق البحر... كل قطعة تحكي قصة، وكل ركن يحمل ذوقا مختلفا. من الصعب أن تغادر دون أن تقتني شيئا."

منبر حي للتراث وتبادل الخبرات

يمثل هذا المعرض فرصة للحرفيين من مختلف ولايات الوطن، لتبادل الخبرات والعرض المشترك، كما يساهم في ترسيخ الوعي بقيمة المنتوج التقليدي، ودوره في الاقتصاد المحلي والسياحة الثقافية. وتبقى مشاركة الفنانين الشباب لافتة للنظر، حيث يبرز جيل جديد من المبدعين الذين يدمجون الحداثة في قوالب تراثية أصيلة.

دعوة مفتوحة لاكتشاف الإبداع المحلي

إنه أكثر من مجرد معرض، بل تظاهرة فنية وسياحية تحتفي بالإبداع المحلي، وتعيد وصل الزائر بتراثه الثقافي. في قلب الصيف، وبين ضوء الشمس وانعكاس الماء، تتجلى براعة الحرفي الجزائري في كل تفصيلة وكل نقش، لتتحول الزيارة إلى تجربة حسية وثقافية متكاملة.

يبقى المعرض مفتوحا طيلة موسم الاصطياف، والدعوة موجهة لكل عشاق الفن الأصيل، الباحثين عن هدايا ذات طابع خاص، أو حتى أولئك الذين يودون فقط أن يمشوا وسط الجمالو ويستمعوا لحكايات الحرف من أفواه أصحابها.