يحفظ ذاكرة ولاية البليدة
نحو إصدار مؤلف جديد يجمع موروث سكان "الوريدة"
- 670
تعد السيدة وحيدة بن يوسف، رئيسة جمعية "صناعة الغد" لولاية البليدة، واحدة من اللواتي اهتممن بجمع عادات وتقاليد ولاية البليدة المادية و اللامادية في كتب على مدار سنوات من البحث، حيث تمكنت من إصدار سبعة كتب تحكي عراقة الولاية وما تحوز عليه من عادات وتقاليد، واليوم تسعى لإصدار آخر كتاب لها يكون بمثابة المرجع الشامل الذي وسعت فيه نشاطها ليشمل كل ما يخص الولاية بما في ذلك المعالم السياحية وليكون بمثابة المرجع التاريخي لكل من يبحث في الموروث البليدي.
تستعد رئيسة جمعية "صناعة الغد" لولاية البليدة، السيدة وحيدة بن يوسف، لطرح آخر كتاب لها حول عادات وتقاليد سكان ولاية البليدة عبر التاريخ، أطلقت عليه تسمية "البليدة وريدة" والذي تعمل عليه منذ مدة والذي أعادت من خلاله جمع وإدراج معلومات أخرى لم تحتو عليها كتبها التي سبق وأن أصدرتها ولقيت إقبالا كبيرا عليها بعد توزيعها، حيث اختارت أن يكون الكتاب الثامن باللغة العربية على خلاف الطبعات السابقة التي كانت باللغة الفرنسية، نزولا عند طلب والي البلدية الذي أبدى اهتماما كبيرا بالكتاب.
قالت وحيدة بن يوسف في حديثها لـ"المساء"، على هامش مشاركتها مؤخرا في معرض للصناعات التقليدية، أين اجتهدت في عرض مجموعة هامة من الأواني والألبسة والأكلات التقليدية التي تعكس كلها تقاليد المجتمع البليدي: "أحاول في كل مرة أن أصدر طبعة جديدة حول تقاليد ولاية البليدة أن أدرج معلومات جديدة لم تأت في الطبعات السابقة"، مردفة: "لأني في كل مرة أبحث بين العائلات ولدى كبار السنة عن أهم ما ميز سكان الولاية من عادات وتقاليد"، معلقة بالقول: "بعدما كانت الطبعات السابقة محصورة في مجرد سرد العادات والتقاليد وسعت من البحث لتشمل حتى المرافق والسياحية والأحياء والمنازل الأثرية التي طالها النسيان".
مشيرة بالمناسبة إلى أن تاريخ مدينة البليدة غني بالعادات والتقاليد والمعالم، متطرقة في هذا الصدد إلى المساجد وعراقتها وكذا البيوت القديمة ممثلة في الدويرات بطابعها العمراني العريق وحمّاماتها وكذا فنانيها وحرفييها وغيرهم، قائلة: "من أجل هذا اخترت البحث والتدقيق في كل ما يعكس تراث وعراقة الولاية لحفظه في كتابي الأخير في طبعته الثامنة الذي أختم به مجموعتي عن تاريخ ولاية البليدة".
وردا على سؤال "المساء" حول المصادر التي تعتمد عليها من أجل الإعداد لكتابها حول تاريخ البليدة أشارت المتحدثة إلى أنها بنت ولاية البليدة وكان والدها واحدا من المهتمين بتراث الولاية، حيث سبق لها وأن طرحت كتابا حول عرش بني صالح وجبال الشريعة، مردفة بالقول: "أعتمد على الباحثين والمؤرخين والاحتكاك بالسكان الأصليين من كبار السن الذين لا يزالون يروون كيف كانت العائلات البليدة تعيش فيما مضى"، مشيرة إلى أن الكتاب الأول الذي حضرته كان حول عرش بني صالح بعدها أعدت كتابين حول جبال الشريعة وسكانها وأهم ما يميزها تليها كتب أخرى كلها عن العادات والتقاليد.
واليوم تحضر لكتابها الثامن "البليدة وريدة" الذي تتطلع من ورائه إلى المساهمة في حفظ التراث واطلاع الجيل الجديد على تقاليد سكان هذه الولاية العريقة، التي اندثر عدد كبير منها، معلنة أنها تعتزم بعد الانتهاء من كتابها توزيعه على المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمة ليكون بمثابة مرجع حول كل ما يتعلق بالبليدة، خاتمة حديثها بالإشارة إلى أن المبادرة التي تبنتها تطوعية حيث تطلب منها تحضير الكتاب والكتب السابقة إنفاق مبالغ مالية كبيرة، مؤكدة أن هدفها من وراء هذا العمل هو المساهمة في حفظ تراث "الوريدة" مدينة مؤسسها سيدي أحمد لكبير الاندلسي ولا تتطلع لبيعه و إنما تسعى لوضع لمستها بالولاية.