لتعزيز الوقاية الصحية والصول إلى صفر إصافة
نحو إطلاق حملة وطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال
- 197
نور الهدى بوطيبة
نظمت وزارة الصحة، بحر الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية، يوما تكوينيا إعلاميا في فندق غولدن توليب أوبرا، بأولاد فايت، العاصمة، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الوقاية الصحية وحماية الأطفال من الأمراض المعدية، وتحضيرا لإطلاق الأيام الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال في مختلف ولايات الوطن، وذكر في هذا السياق، أن البرنامج المسطر يتمحور حول ثلاث مراحلة لتقديم الجرعات التي ستكون عن طريق الحقن أو عن طريق قطرات عبر الفم، لتشمل التراب الوطني عبر 274 مؤسسة عمومية للصحة الجوارية، بهدف تلقيح 4425502 طفل، بداية من 23 نوفمبر الى نهاية ديسمبر.
ويهدف اليوم التكويني، حسب سامية حمادي، مديرة الأمراض المعدية لدى وزارة الصحة وممثلة عن المنظمة العالمية للصحة، إلى تمكين الإعلاميين من الاطلاع على الجوانب العلمية والتقنية المتعلقة بالحملة الوطنية للتطعيم، وشددت في هذا السياق، على أهمية ودور الإعلام الفعال في نشر الوعي حول أهمية التطعيم. وقالت: "إن الإعلام بمختلف أشكاله من الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية يعد شريك رئيسي في تحسيس المواطنين بأهمية الالتزام بمواعيد التلقيح"، مضيفة أن "التعاون بين الإعلام وقطاع الصحة يعتبر أداة قوية لرفع مستوى الوعي بين الأمهات والمجتمعات، خصوصا في المناطق النائية".
في هذا الصدد، أوضح الدكتور فانييل حبيمانا، ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر، نيابة عن الشركاء الدوليين، منظمة الصحة العالمية، اليونيسيف والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، أن شلل الأطفال هو مرض فيروسي حاد يصيب بشكل رئيسي الأطفال، ويؤدي إلى التهاب في الحبل الشوكي، وقد يتسبب في شلل عضلي دائم، مؤكدا أن العدوى الفموية هي الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس، حيث ينتشر عبر الطعام والماء الملوثين، وأوضح أن منظمة الصحة العالمية، اليونيسيف و المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، منظمات تواصل دعم الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على المرض.
وأضاف الدكتور أن استئصال شلل الأطفال هو هدف عالمي، مؤكدا أن هذا المرض لا يقتصر على أي حدود جغرافية، ولا يعرف أي تمييز بين الأطفال، وقال في نفس الياق: "اننا اليوم أمام مرحلة متقدمة من المعركة ضد هذا المرض بفضل التعاون المستمر بين الحكومات، والشركاء الدوليين، والمجتمعات المحلية".
من جهته، قال خالف إسحاق ممثل عن اللجنة الإقليمية لتصديق استئصال شلل الأطفال في إفريقيا، إنه منذ عام 1988، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة عالمية تهدف إلى القضاء التام على شلل الأطفال، مضيفا أنه اليوم ورغم التحديات المستمرة، أصبح هناك عدد قليل جدا من الدول التي لا تزال تسجل حالات من شلل الأطفال، أبرزها أفغانستان و باكستان. وبفضل هذه الحملات المستمرة، انخفضت إصابات شلل الأطفال من 350 ألف حالة سنويا في 1988 إلى أقل من 200 حالة في عام 2020 على مستوى العالم.
وذكر المتحدث، أن منظمة الصحة العالمية تحصي حوالي 400 مليون طفل يجب تطعيمهم سنويا في جميع أنحاء العالم من أجل القضاء على شلل الأطفال بحلول عام 2029، وذلك ضمن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، مشددا على انه وفقا لهذا الهدف، تنظم منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف حملات تطعيم مستمرة في مختلف الدول لمكافحة الفيروس، وقال أن اللقاح الجديد، سيساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الجهود، ويتوقع أن يستخدم بشكل موسع في الحملة القادمة التي ستنفذ في الجزائر.
حملة وطنية ضد شلل الأطفال
وتستعد الجزائر لإطلاق الأيام الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال في ديسمبر 2022، حسبما جاء على لسان المشاركين في اليوم الإعلامي، حيث سيتم استخدام اللقاح الجديد nVPO2 في الحملة، والتي ستستهدف الأطفال من شهرين إلى 59 شهرا، وأكد المشاركون على ضرورة التعاون بين السلطات الصحية ووسائل الإعلام لضمان نجاح الحملة وتوصيل رسائلها إلى جميع المواطنين، وتحقيق هدف صفر طفل مصاب، حيث تم الإشارة إلى أن الجزائر سجلت خلال سنة 1996 آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النوع الأول، غير انه خلال سنة 2022، شهدت المنطقة عودة الفيروس مرتبط بالمتحور من النوع الثاني، في ولاية تمنغراست، تلتها حالات متفرقة أخرى في مناطق مختلفة، والسبب حسب خبراء الصحة عدم اكتمال نسبة التلقيح الضرورية مما سمح للسلالة الضعيفة بالتحور واستعادة قدرتها المرضية مما يتطلب استجابة سريعة وفعالة لاحتواء الفيروس حسب الأطباء المشاركين في اليوم التكويني.
وخلال اللقاء، قدم عدد من المختصين في المجال الصحي عروضا تناولت الأمراض المعدية التي ما تزال تشكل تهديدا لصحة الأطفال، مثل الحصبة، التهاب الكبد الفيروسي، السعال الديكي، وشلل الأطفال او ما يعرف بالبوليو، وأكدوا على أن التطعيم هو الوسيلة الوحيدة و الأكثر فعالية لحماية الأطفال من هذه الأمراض التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو إعاقات دائمة.
وفي سياق الحديث عن شلل الأطفال، شدد المختصون على أن هذا المرض هو فيروس معد يصيب الجهاز العصبي، ويؤدي في بعض الحالات إلى شلل دائم، ورغم أن الجزائر تمكنت، بفضل حملات التطعيم المتواصلة، من القضاء عليه، إلا أن الاستمرار في احترام رزنامة التلقيح الوطنية يبقى ضروريا للحفاظ على هذه المكاسب الصحية وضمان عدم عودة المرض.
وفيما يتعلق بالتطعيم، أشار المشاركون إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال في الجزائر يتم تلقيحهم بفضل حرص اوليائهم، إلا أنه لا يزال هناك حاجة ماسة إلى تحسيس الكثير من الاباء والامهات بأهمية الالتزام بمواعيد التلقيح وضمان متابعة كل الجرعات في وقتها المحدد، اذ ان هذا الالتزام يضمن حماية كاملة للطفل من الأمراض المعدية.
وعلى الرغم من التقدم الكبير في محاربة شلل الأطفال في الجزائر، إلا أن المشاركين في اللقاء أكدوا أن التحدي لا يزال قائما، وعلى الرغم من نجاح الحملات في تقليص الإصابة بهذا المرض بشكل كبير، إلا أن المناطق النائية لا تزال تشكل تحديا في ضمان وصول اللقاح إلى كل طفل،وكذا اقناع الاولياء باهمية تلقيح اطفالهم دون خوف من اعراض جانبية، لذلك، تبقى أهمية تعزيز حملات التوعية من جهة والتطعيم في هذه المناطق أولوية أساسية.