تحت شعار "يناير هوية تجمعنا"
نشاطات فنية وثقافية مكثفة بقسنطينة
- 270
على أنغام الزرنة ودوي البارود، انطلقت الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية 2975، عشية أول أمس، بدار الثقافة "مالك حداد" في قسنطينة، وسط حضور لافت للجمهور القسنطيني، الذي استمتع بالعروض المقدمة والعديد من النشاطات، والتي امتزجت فيها العادات والتقاليد من مختلف مناطق الوطن، قبل أن تتواصل الاحتفالات بمسرح قسنطينة الجهوي في مدينة كانت عاصمة للدولة النوميدية في أرض الأمازيغ.
أشرف والي قسنطينة، عبد الخلق صيودة، رفقة السلطات المدنية والعسكرية، على هامش الاحتفالات الرسمية بالسنة الأمازيغية 2975، ببهو دار الثقافة "مالك حداد"، على إعطاء إشارة انطلاق فليم وثائقي من إنتاج دار الثقافة وإخراج المخرج علي عيساوي، يحاكي ذاكرة المدينة، منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الوقت الحالي، ليطوف بعدها بالمعرض التاريخي الذي كان تحت شعار "الصخر العتيق...هوية الأرض"، مع افتتاح معرض تراثي، تحت شعار "أمازيغ بلادي"، والتي امتزجت فيها تقاليد القبائل بالشاوية والميزاب والتوارق.
الفعالية عرفت تقديم أكلات شعبية للجمهور العريض، الذي استمتع بتذوق الحلويات الخاصة بالمناسبة، والعديد من الأطباق المميزة لجهات الوطن الأربعة، على غرار "الشخشوخة" البسكرية و«الزفيطي" المسيلي، "القرصة" القسنطينية، "الكسكس" الجزائري وعدد من الأطباق الشهية واللذيذة، التي زينت مختلف زوايا دار الثقافة وداخل الخيم التقليدية التي تم نصبها بالمناسبة، كما تم تقديم أغاني أمازيغية، تحت شعار "الموسيقى هوية تجمعنا"، من تنشيط فرقة الموسيقار ومدير المعهد الجهوي للموسيقى عباس بوراس، والتي استهلت الحفل بالمقطع الأول للنشيد الوطني "قسمنا"، قبل أن تقدم عدد من الوصلات الفنية المشهورة، على غرار أغنية " أسندو" ورائعة "أفافا ينوفا" والأغنية الترقية "أكليغ الزمن".
أما بالمسرح الجهوي، فقد تم تقديم عروض، من تنشيط فرقة جمعية "الهدى" بني ميزاب من ولاية غرداية، كما قدمت جمعية "نجوم" الفنية للإنشاد، وصلات إنشادية، مع تقديم مداخلة حول أهمية المحافظة على الهوية الوطنية، من تقديم الدكتور طه كوزي وعرض حول فكرة بناء وهندسة المدينة الأمازيغية "تافيلات"، من تقديم الدكتور أحمد نوح، صاحب العديد من الجوائز الدولية، كما استضافت المكتبة العمومية للمطالعة، مصطفى نطور، بالمناسبة، جلسة ثقافية تحت شعار "ينار مرآة تاريخنا وإلهام تقدمنا"، من تنشيط الروائية والكاتبة الفلسفية، الأستاذة ليلى تباني، والتي قدمت عملها الروائي الجديد "تنهنان، النبع والجبل والياقوت الأزرق".
ونظمت قاعة (أحمد باي) "الزنيت"، التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، معرض للصناعات التقليدية والحرف، بالتنسيق مع غرفة الصناعة والحرف لولاية قسنطينة، مع تقديم عروض خاصة بالبراءة بعنوان "يناير بعيون الطفولة"، وقعدة يناير لجمعية "الستار الذهبي" وحفل فني للفنان فوفي القسنطيني، بمرافقة فرقة الفنون الشعبية للديوان الوطني للثقافة والإعلام.
تكريم جريدة "المساء" بالمناسبة
احتفالا بالسنة الأمازيغية الجديدة 2075، وباختتام الأسبوع الاحتفالي بالزي التقليدي للشرق الجزائري الكبير، ارتأى والي قسنطينة، بالتنسيق مع دار الثقافة "مالك حداد"، تكريم جريدة "المساء"، ممثلة في صحفييها، تقديرا لمجهودات الجريدة، المبذولة في سبيل الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية، كما تم بالمناسبة، تكريم العديد من الأقلام الصحفية من الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية، التي ساهمت بشكل مميز في تنشيط الفعل الثقافي بعاصمة الشرق الجزائري. المناسبة، عرفت أيضا تكريما خاصا لجمعية "الهدى" الإباضية، الشيخ مسعود والواهج، وكذا تكريم شخصيات ثقافية، تقديرا لمجهوداتها المبذولة في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، الذي يمثل الهوية الوطنية.