إحياء لذكرى 11 ديسمبر وتضامنا مع الشعب الفلسطيني
نقاش حول دور الأسرة الجزائرية في ترسيخ قيم المواطنة
- 304
تطرق مؤرخون وباحثون خلال يوم دراسي، جاء تحت عنوان "الأسرة الجزائرية ودورها في ترسيخ قيم المواطنة الفعالة"، نظمته جمعية "آلاء" للتنمية الأسرية، تزامنا وإحياء ذكرى 11 ديسمبر 1960، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، إلى دور الأسرة خلال الحرب التحريرية وما قدمته المرأة الجزائرية وأبناؤها من تضحيات جسام، بفعل الروح التي زرعتها فيهم لتحرير الوطن، حيث أشارت الدكتورة لطيفة العرجوم، رئيسة الجمعية، إلى أن الملتقى يبرز "روح المواطنة الفعالة وكيفية المساهمة في بناء الوطن".
أكدت الدكتورة لطيفة العرجوم، أن الملتقى يهدف إلى تعزيز قيم المواطنة لدى أفراد الأسرة، خاصه الشباب، وإظهار دور المؤسسات المجتمعية، وعلى رأسها مؤسسة الأسرة في التحسيس بأهمية الانتماء لمبادئ أول نوفمبر المجيدة وحرية الوطن والسيادة الوطنية، مع الحديث عن المقاومة الفلسطينية كنموذج حقيقي للكفاح والنضال، يمكن للشباب أن يستقي منه معاني العزة والكرامة والعيش في ظل الحرية، كما فعله الأجداد.
وأضافت لعرجوم، أن "الأسرة أول حاضن للمواطنة الفعالة، لاسيما في ظل ما تعرفه مجتمعاتنا اليوم من تحولات مريبة على مستوى القيم والأخلاق"، إذ يستوجب، حسبها: "تفعيل منظومه القيم، بما فيها المواطنة التي أصبحت ضرورة وبالغة الأهمية في حياة الأفراد، لأنها تحفظ مصلحة الأسرة وقوة تماسكها، إذ بقاء الأسرة مرهون بما يمثله من معايير قيمية وخلقية، وليست مادية فحسب"، وأردفت: "وهي التي تعمل على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي عبر نسق قيمي، تجعل الإنسان يتوافق مع محيطه ومع بيئته ومجتمعه، لأن المواطنة الفعالة نابعة عن حب وطواعية دون انتظار مقابل، ولأن الوطن يستحق العطاء والتضحيات".
وأوضحت العرجوم، أن الحفاظ على الهوية الوطنية، يفرض تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي والثقافي، لضمان مواطنة فعالة طوعية نابعة من الوعي الذاتي، الذي يعكس انتماء الفرد لوطنه.
السند العلمي والاجتماعي لضمان مواطنة ناجحة وفعالة
من جهتها، أشارت البروفيسور صباح العياشي، إلى أن مخبر الأسرة والوقاية من الانحراف، الذي تشرف عليه، يساهم في تقديم المختصين في علم الاجتماع والأسرة، للمساهمة في عملية بناء المجتمع، كما تطرقت لمفهوم المواطنة من حيث تداوله، وآليات ترسيخه الاجتماعية، من خلال التركيز على مصادر حقيقية، بما فيها الأسرة التي تعد الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، والحفاظ على القيم والمبادئ الاجتماعية التي تغذي الشعور بالانتماء للوطن، والرغبة في الدفاع عنه، معطية نماذج عن الثورة التحريرية والثوار الأحرار، ودعم الجزائر اللامشروط لفلسطين تحت شعار" نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
أكدت المتحدثة، أن المواطنة ممارسة اجتماعية، تبني وترسخ بشكل مباشر عبر المؤسسات الرسمية للمجتمع، وبشكل غير مباشر في معالم تنشئة الأسرة، بالاستعانة بالسند العلمي والاجتماعي لضمان مواطنة ناجحة وفعالة، مع الاعتماد على الحلول التكنولوجية والعلمية.
20 ألف طفل مبتور الأطراف بفلسطين
تطرقت الدكتورة نسرين مقداد، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالجزائر، إلى الواقع الأليم لغزة وأبنائها، بعد أكثر من 365 يوم من الحرب الهمجية التي يقودها الكيان الصهيوني، شاكرة الجزائر على مواقفها ووقفتها، قائلة: "نعرف جيدا كيف وقفت الجزائر إلى جانبنا، وكم تعاني من الضغط، لقد عملت فوق طاقتها، حفظها الله وصرف عنها الفتن". وأضافت: "اليوم واقعنا الأليم غزة، أصبحنا نتمنى الشهادة، حتى لا نذل أنفسنا من أجل رغيف خبز، شاحنات المساعدات موجودة.. لكن من يدخلها... لدينا 20 ألف طفل مبتور الأطراف، لابد أن تركب، من خلال بناء مستشفى لتركيب الأطراف وإعادة التأهيل... لكننا نتفاءل خيرا، فوعد الله حق والنصر قريب".
ترسيخ معنى التضحية وربطها بالجهاد هزيمة نفسية للصهاينة
أوضح الدكتور رائد ناجي، خلال مداخلته، أن العدو الصهيوني وقع في الانكسار النفسي، الذي كان يخشاه قادته مند زمن بعيد، لاسيما بعد أن أدرك أنه وجها لوجه مع جيل، لا يخشى الموت ومصر على التحرر، حيث عرج لواقع المقاومة الفلسطينية التي تشكلت بوعي جديد، ساهم في بناء مقاومة عنيفة وشديدة، والتي عمدت إلى قلب كل الموازين، من خلال تنصيب البوصلة، بترسيخ معنى التضحية وربطها بالجهاد وراء الهزيمة النفسية للصهاينة.
التضحية أساس التحرير وبناء الأوطان
اختار الشيخ يحي صاري، تقديم مداخلة بعنوان: "التضحية أساس بناء الأوطان الثورة الجزائرية نموذجا"، مؤكدا على ضرورة الاقتداء برجالات الثورة المعجزة، مليون فرنسي مستعمر مدجج بالسلاح، يقف في وجه 10 آلاف جزائري، موضحا أن إحياء ذكرى وبطولات من سبقوا، ضرورة لتتعرف عليها الأجيال، كونها مساهمة في تعزيز المناعة الاجتماعية والثقافية، حتى تأخذ الأجيال بعين الاعتبار، قيمة التضحية والاقتداء بمن سبقوا.
وقد أكد المشاركون في الملتقى على ضرورة غرس القناعات، ورفع درجة الوعي لدى الشباب والأجيال القادمة من روح من سبقوا وكانوا قدوة في العطاء.