"المساء" تفتح ملف التسويق السياحي مع دكاترة ومختصين

هكذا يتم استغلال التحول الرقمي في خدمة المنتوج الوطني

هكذا يتم استغلال التحول الرقمي في خدمة المنتوج الوطني
  • القراءات: 916 مرات
رشيدة بلال رشيدة بلال

قدم باحثون ودكاترة التقت بهم "المساء"، على هامش الملتقى الوطني الأول حول التوجهات المعاصرة للسياحة في الجزائر، عصارة ما توصلوا إليه في مجال التسويق للمنتوج السياحي الوطني، من خلال استغلال التحول الرقمي الذي حول العالم إلى قرية صغيرة، حيث أجمع المختصون في هذا الشأن، على أن للجزائر فرصة كبيرة للترويج لقدراتها الكبيرة في هذا المجال، كي تكون بديلا بامتياز، من أجل دعم الاقتصاد الوطني، اعتمادا على ما توفره التكنولوجيات الحديثة.

المختصة في التسويق السياحي الدكتورة أسماء سطنبوليضرورة إنشاء هيئة مستقلة للتحول الرقمي في القطاع السياحي

ترى الدكتورة أسماء سطنبولي، المختصة في التسويق السياحي والأستاذة المحاضرة بكلية العلوم التجارية بجامعة البليدة "2"، بأن الرهان على إنعاش القطاع السياحي، من خلال التحول الرقمي، يمكن أن يستمد من الإقبال الكبير لمختلف الشرائح العمرية على شبكات الأنترنت وانتشار استعمال مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعد، في حد ذاته، حسبها، "مؤشرا إيجابيا، يوحي بسهولة الترويج لمختلف المواقع السياحية ومشاركتها عبر مختلف المواقع"، وذكرت أن "الإحصائيات تشير إلى أن المواطن الجزائري، يستخدم الأنترنت لأكثر من ست ساعات في اليوم، وهذا المؤشر وحده يجعلنا كاقتصاديين، نستغل هذا المكسب في العمل الترويجي الهادف"، مشيرة في هذا الإطار، إلى أن التحول الرقمي في قطاع السياحة، يعني تحسين أداء المؤسسات عن طريق المزج بين العمليات التشغيلية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال التي تشهد دائما تطورا سريعا ومبدعا.

من جهة أخرى، ترى المتحدثة، بأن المؤثرين لعبوا دورا كبيرا في الترويج للمواقع السياحية والأثرية، بشهادة زوار الجزائر، ولعل أحسن مثال على ذلك، تساقط الثلوج على مرتفعات الشريعة، حيث لعب فيه المؤثرون دورا بارزا في استقطاب السياح من عدد من الدول العربية والأجنبية، فضلا عن محاولات قطاع السياحة، طرح منصات رقمية تعمل اليوم على الاستفادة من التحول الرقمي لخدمة القطاع وترقيته. كاشفة في هذا الصدد، بأن التحدي الذي يمكن أن يواجه الرقمنة، هو البنية التحتية، ممثلة في المرافق الخدماتية، "فلا يكفي الحديث عن الترويج السياحي عبر شبكة الأنترنت، دون أن تكون المرافقة السياحية مهيأة لتكون في المستوى المطلوب، من حيث المرفق في حد ذاته ونوعية الخدمات، وحتى نشر ثقافة الفكر السياحية لدى السكان، وكذا العمل على طرح تطبيقات محلية جديدة تعرف بالمناطق عبر الواقع الافتراضي، مثل تقديم نظارات تعبر على المناطق الأثرية، التي يجري زيارتها"، تضيف المتحدثة.

تختم المختصة في التسويق الإلكتروني بالقول: "إن الجزائر وعلى الرغم من أنها أدرجت الرقمنة في مختلف القطاعات، بما فيها قطاع السياحة، غير أنها لا تزال تخطو بخطوات بطيئة، بالتالي لابد من تسريع إصدار نصوص تشريعية تنظيم الدفع الإلكتروني، والإسراع في هيكلة البنية التحتية، والعمل على فهم ثقافة السائح، من خلال دعوة المؤثرين إلى التعامل مع الهيئات الحكومية، حتى يكون الترويج للسياحة في الجزائر بطريقة مهنية"، مردفة: "في اعتقادي، إنعاش قطاع السياحة لا يتحقق إلا بإنشاء هيئة مستقلة للتحول الرقمي، تكون تابعة لرئاسة الجمهورية، تخصص لها ميزانية خاصة، تكون كفيلة بمواكبة التحول الرقمي بقطاع السياحة، تضم مختصين يدرسون السوق والحاجيات وكيفية الترويج باستهداف المؤثرين من أصحاب المحتوى الهادف".

الدكتور خالد قاشي أستاذ بالمركز الجامعي لتيبازةلا بد من انتهاج سياقات جديدة في الاقتصاد الرقمي

يرى الأستاذ الدكتور خالد قاشي، بالمركز الجامعي تيبازة، بأن قطاع السياحة من القطاعات الحيوية والمكملة لباقي القطاعات، كالصناعة والزراعة، وعلى الرغم من أهميته، غير أنه لا يزال يساهم نسبة ضعيفة جدا في الناتج المحلي الخام، والتي لا يتعدى 1 بالمائة، لذا فإن الرهان الحالي، حسبه، هو العناية بهذا القطاع، من خلال انتهاج سياقات جديدة تقوم على اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي وسياقات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن تقنيات الإعلام والاتصال، لابد لها أيضا أن تدخل كمؤثر أساسي لزيادة نمو قطاع السياحة، والقفز به إلى 3 بالمائة في الناتج المحلي.

أشار المتحدث، في السياق، إلى أن مداخلتهن في الملتقى المذكور، "كانت حول السياحة الالكترونية في الدول العربية، للاطلاع على تجارب بعض الدول التي سبقتنا في توظيف التكنولوجيا الإعلام والاتصال لخدمة السياحة، والتي تقدمت بخطوات عن الجزائر" مضيفا بقوله: "بالتالي، فالجزائر مدعوة اليوم إلى استغلال الأدوات التكنولوجية من  تويتر وأنستغرام وفايسبوك، من أجل خدمة القطاع السياحي والاستفادة من تجارب من سبقوها"، وحسبه، فقد "أصبح للمؤثرين دور بارز في إنعاش قطاع السياحة، لأنهم يقدمون إضافة هامة في المجال الترويجي الهادف، لذا لابد على الجزائر، لترقية القطاع، أن تولي أهمية لهؤلاء، من خلال توظيف قدراتهم وابتكاراتهم ومواهبهم في تحريك قطاع السياحة".

وحول أهم الآليات المقترحة لاستغلال التحول الرقمي في إنعاش قطاع السياحة، أشار المتحدث إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالبنية التحتية، خاصة ما تعلق منها بتدفق الأنترنت، وكذا الرفع من مستوى الثقافة الإلكترونية، التي قال بأنها مازالت ضعيفة مقارنة ببعض الدول، بما فيها، كما أضاف، "الإطار التنظيمي والتشريعي الذي يهتم بالتعاملات الخاصة بالصرف الإلكتروني وغيرها"، مؤكدا أن الوكالات السياحية أيضا، لابد أن تأخذ على عاتقها الاعتماد على التحول الرقمي للترويج السياحي، من خلال توسيع دائرة اشتراكها في البوابات العالمية.

الأستاذ أمين مخفي من جامعة مستغانمالمرأة الحرفية قيمة مضافة في قطاع السياحة

ربط الأستاذ أمين مخفي، من جامعة مستغانم، أمر النهوض بقطاع السياحة بين التحول الرقمي والمرأة، وحسبه، فإن دور المرأة في قطاع السياحة، لا يزال محدودا، على الرغم من أنها كفيلة بأن تكون رائدة في هذا القطاع الحساس، وتضمن ما يسمى بالتنويع الاقتصادي.

وأوضح محدث "المساء"، أن للمرأة دور بارز، من خلال ممارستها لمختلف الحرف، تساهم بشكل كبير في إنعاش السياحة، انطلاقا من منزلها، يكفي فقط، حسبه،"أن تأخذ على عاتقها مهمة التعريف بمنطقتها، من حيث العادات والتقاليد عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يعتبر من أهم سبل الترويج السياحي الناجح، والذي يحولها إلى امرأة رائدة".

وحسب المتحدث، فإن المرأة الحرفية مدعوة للمساهمة في إنعاش قطاع السياحة، من خلال تبني فكرة الترويج لكل ما تعرفه عن منطقتها، سواء في مجال اللباس أو الأطباق أو حتى العادات والتقاليد ونمط العيش، خاصة أن المؤسسات البنكية تساهم في منح قروض للمهتمين بهذا القطاع، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للسياحة في لقاءاتها الأخيرة، تطرقت إلى أهمية تمكين المرأة في قطاع السياحة، بعد أن تبين لها بأنها قادرة على إنعاش هذا القطاع، من خلال البحث عن الآليات والأدوات التي يمكن أن تساعدها على النهوض بهذا القطاع، من خلال ما توفره الأنترنت من وسائل التواصل الاجتماعي، وحسبه، فإن الإحصائيات تشير ببعض الدول العربية، إلى أن المرأة لديها قيمة مضافة أكبر من الرجل في القطاع السياحي، لسبب بسيط، هو أن أهداف المرأة تختلف عن الرجل الذي يبحث فقط على الربح السريع، وإن تخلف في الحصول عليه، تخلى عن الفكرة، على خلاف المرأة التي تكافح وتجاهد من أجل تحقيق فكرتها، بالتالي خصائص المرأة تساهم على المدى الطويل في إنعاش قطاع السياحة، لذا ينبغي تمكينها من الوسائل التكنولوجية الجديدة، التي تساعدها على تقديم قيمة مضافة لقطاع السياحة، وأن تعمل في الإطار على تكوين نفسها، للنجاح في ولوج عالم الرقمنة، ومنه بلوغ الترويج السياحي الهادف.

رئيس المجمع السياحي بنادي المقاولين والصناعيين رؤوف نومةتسويق الخدمات إلكترونيا ينعش قطاع السياحة

بادر نادي المقاولين والصناعيين بالبليدة، تنفيذا للتوجه الحكومي الرامي إلى ترقية قطاع السياحة، حسب ما أعلن عنه، رئيس المجمع السياحي بالنادي، رؤوف نومة، إلى إنشاء لجنة السياحة على مستوى النادي، بهدف فتح آفاق واعدة للمهتمين بالقطاع وتمكينهم من تحويل الأفكار النظرية إلى واقع، ومنه المساهمة في إنعاش  قطاع السياحة.

وأوضح المتحدث لـ"المساء" بقوله: "نحن مقاولون ونسعى من خلال اللجنة، إلى تحويل الأفكار والأبحاث المقدمة إلى مشاريع يمكن الاستفادة منها في المؤسسات السياحية، التي يزيد تعدادها على 30 مؤسسة منتسبة للنادي، من وكالات سياحية وفندقية ومؤسسات النقل السياحي، كلها لديها احتياجات عملية نحاول إيجاد حلول لها، مما تقدمه الجامعات من إطارات وأفكار وإبداعات".

وحسب المتحدث، فإن مجالات استخدام التسويق الإلكتروني في مجال السياحة، لا يزال مقتصرا على الجانب الترويجي فقط، بسبب العوائق الكبيرة التي جعلت التسويق الإلكتروني ينحصر في مجرد الإشهار، كون التسويق الإلكتروني في عالم الخدمات غير متوفر في الجزائر، رغم أنه يمثل 2 بالمائة من السياحة، بالتالي، حسبه، فإن الجزائر مدعوة إلى فتح المجال للبنوك، من أجل شراء الخدمات عبر العالم الافتراضي، إن رغبت في مواكبة التحول الرقمي الكفيل بإنعاش قطاع السياحة".

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن استغلال التحول الرقمي في الجزائر بمجال القطاع السياحي متوقف على الجانب الإشهاري، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وليس المنصات التي لم تعد لها أهمية، مؤكدا أن الجزائري ناضج بحكم الاستعمال الكبير، لمواقع التواصل الاجتماعي وقادر على التفريق بين مختلف العروض الإشهارية، والتأكد من مصداقيتها.