أودية التاسيلي أزجر بإيليزي
وجهة مفضلة للاستجمام

- 2014

تستقطب أودية منطقة التاسيلي أزجر (ولاية إيليزي) هذه الأيام، موجات من العائلات التي تفضل الاستمتاع بمناظر سيلان المجاري المائية، التي تشكل لوحة فسيفسائية طبيعية خلابة تشتهر بها هذه المنطقة التي تُعد أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق. وتقصد العديد من العائلات مختلف المواقع الطبيعية، سيما التي تكثر فيها الأودية (ويسمى الوادي بأنجي بالتمهاق، وهي اللغة المحلية لتوارق الطاسيلي).
تشهد المنطقة في هذه الفترة من فصل الصيف تساقط كميات معتبرة من الأمطار، لاسيما بالجهة الجنوبية لولاية إيليزي وخصوصا بأقاليم برج الحواس وجانت، فضلا عن الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والولاية المنتدبة جانت؛ مما تسبب في سيلان العديد من الأودية على غرار أودية تاست (إيليزي) وإهرير (برج الحواس) وأفرا وإفديل وغيرها من المواقع التي تتجمع فيها مياه الأمطار بجبال التاسيلي.
فضاءات طبيعية للراحة والترويح عن النفس
يعتبر الشاب (ع.ف) من منطقة إهرير أن كميات الأمطار التي تتساقط بشكل مستمر على منطقة التاسيلي أزجر، أصبحت متنفسا ”حقيقيا” لسكان المنطقة لا سيما الشباب، الذين يستغلون سيلان الأودية التي تحولت فيما بعد إلى برك مائية وفضاءات لممارسة السباحة في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة التي تشهدها الولايات الجنوبية بصفة عامة. وأشار إلى أن هناك العديد من الأودية المعروفة بمنطقة إهرير المصنفة ضمن المناطق ذات الأهمية العالمية في قائمة الاتفاقية العالمية الخاصة بالمناطق الرطبة ”رامسار” سنة 2001، أصبحت ملاذا ”خاصا” لهواة الطبيعة والسباحة، على غرار أودية ”إضران” و«أغرم” و«أجه” التي يقصدها السياح من مختلف بلديات الولاية ومناطق الوطن أيضا.
ومن جهته، أوضح الشاب (س.ج) أنه تنقّل رفقة أصدقائه على مسافة تزيد عن 120 كلم انطلاقا من مدينة إيليزي، إلى إحدى البرك المائية المعروفة بالمنطقة للاستمتاع بالسباحة فيها، خاصة أنه لم يتنقل هذه الصائفة إلى مدن الشمال للاصطياف. واعتبر الأمطار التي أدت إلى سيلان تلك الأودية ”هبة ربانية للمنطقة، التي ساهمت في اعتدال المناخ ولطافته وتوفير فضاءات طبيعية للراحة والترفيه للعائلات” . كما يفضل البعض الآخر من الشباب المكوث لأيام عديدة بالمناطق التي تكثر فيها الأودية بغرض الاستمتاع ليلا ونهارا بروعة مناظر منطقة التاسيلي أزجر، التي يمتزج فيها جمال جبالها الشامخة بسيلان الأدوية التي تشكل لوحة فنية، تعكس سحر طبيعة الصحراء، سيما منها الشلالات التي يتجمع بمحاذاتها عشاق الطبيعة لالتقاط صور فوتوغرافية، وعادة ما تمزج تلك الصور التذكارية بين غروب الشمس والبرك المائية، مشكّلة بذلك منظرا طبيعيا في غاية الروعة، وهي الصور الفوتوغرافية التي قد ترقى لأن تنافس كبريات صور الطبيعة في العالم وأشهرها، فضلا عن أنها تساهم في التعريف والترويج لسحر الطبيعة بهذه المنطقة من أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويُجمع سكان المنطقة خاصة القاطنين بالمناطق النائية من البدو الرحل الذين يمارسون نشاط الرعي، على أن الأمطار التي تهاطلت مؤخرا على المنطقة، تبشر بموسم رعوي وفلاحي ”متميز”، خصوصا ما تعلق منه بتوفر الكلأ لمواشيهم وزيادة خصوبة التربة ووفرة مياه السقي. وهناك علاقة حميمية تربط بين سكان التاسيلي أزجر بالأودية، إذ تحظى بمكانة خاصة لديهم لما توفره من كلأ للمواشي، علما أن نشاط الرعي يُعد مصدر رزق العديد من عائلات البدو الرحّل.
وتظل منطقة التاسيلي أزجر واحدة من أجمل مناطق العالم ومصدر إلهام العديد من السياح القادمين من شتى القارات ومن مختلف مناطق الوطن؛ لما تزخر به من مناظر طبيعية ومواقع سياحية خلابة، والتي تشهد على مدار أيام السنة إقبالا واسعا من عشاق الطبيعة الصحراوية وعادات وتقاليد سكانها.