"الفايسبوك".. "السكايب" و"الفايبر"
وسائل تكنولوجية قضت على صلة الرحم في الأعياد
- 1598
رشيدة بلال
أجمع كل من تحدثت إليهم "المساء" على أن تبادل التهاني بالمناسبات الدينية لم يعد كما كان عليه فيما مضى، بعد أن طغت وسائل التواصل الاجتماعي على علاقات الأفراد، حيث أصبح الكل يحبذ فكرة إرسال رسالة قصيرة تحمل جملة مكونة من عبارتين "عيدكم مبارك"، هذه الأخيرة أثرت على صلة الرحم وأضعفت الروابط العائلية. ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الأسر إعادة الاعتبار إلى بعض عادات زمان بغرض تقوية الروابط الاجتماعية باستغلال المناسبات الدينية للتزاور وتبادل التهاني، نقف على عدم اكتراث آخرين بها، مبررين ذلك بالتطور الذي يعرفه المجتمع ويفرض على أفراده ضرورة الرضوخ له، وبحكم أن وسائل التواصل الاجتماعي تعرف تطورا كبيرا على غرار "الفيسبوك".. "السكايب" و"الفايبر"، أصبح بإمكان المواطنين النظر إلى بعضهم البعض والدردشة عبر الهواتف الذكية التي هي في متناول الجميع، حتى الأطفال، الأمر الذي أعفاهم من التنقل وأداء الواجب، غير أن ما لا توفره هذه الأجهزة هي حرارة اللقاء وتحقيق القصد الشرعي من التعايد.
وهو ما حدثتنا عنه الحاجة سعيدة من سكان باب الوادي والتي قالت: "فيما مضى، كنا نرتقب المناسبات الدينية بفارغ الصبر لنتبادل الزيارات، وكنا نتسابق بعد العودة من صلاة العيد للتغافر أولا على المحيطين بنا، وبعد أن نفرغ من الأضحية نسارع إلى طبخ "البوزلوف" ليكون جاهزا ونقدمه لمن يقبل علينا من ضيوفنا، ولا أخفي عنكم أننا كنا نستقبل الأقارب والأحباب طيلة أسبوع كامل بعد العيد وكان لحم الأضحية يطبخ للغرض، دون إغفال ما يجب التصدق به. لكن اليوم للأسف الشديد، أصبح ما نطبخه يظل على حاله وفي كل دقيقة نسمع الهاتف يرن معلنا عن وصول رسالة قصيرة للتهنئة بالعيد".
أما السيدة ربيعة، فترى بأن المناسبات الدينية في الآونة الأخيرة فقدت الكثير من خصائصها أهمها التزاور، تقول: "أذكر أنه فيما مضى كنا نجتمع في بيت واحد، وهو بيت كبير العائلة، وننحر الأضحية مع بعضنا البعض ونحضر الغذاء وسط جو عائلي مفعم بالحب والحنان ونتبادل التهاني بالعناق الحار وننسى الأضغان والنزاعات، أما اليوم فيرغب الجميع في نحر الأضحية بصورة منفردة ويأبى التنقل لتبادل التهاني إلا للضرورة، كأن تكون والدته أو والده، بينما البقية يتم المعايدة عليهم برسالة قصيرة أو بتعليق على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي".
مواطنة أخرى حدثتنا عن الجهد الذي تبذله لتربية أبنائها بضرورة تقوية صلة الرحم في مثل هذه المناسبات قائلة: "أجبر كل أبنائي بالتنقل إلى أقاربنا الذين يمكن الوصول إليهم من خارج الولاية فنكتفي بالتحدث إليهم عبر الهاتف، فالتطور التكنولوجي سيجعلنا يوما ما لا نتعرف على بعضنا لأننا لم نعد نتزاور، وكلمة "صح عيدك" عبر الهاتف أو عبر باقي وسائل التواصل الاجتماعي تحمل الكثير من الجفاء ولا تحقق الغاية من التواصل وهي تقوية صلة الرحم، فيما أكدت أخرى أن توفر الوسائل التكنلوجبة جعلتنا نتماطل في القيام بأهم الواجبات وهي تقوية صلة الرحم بمثل هذه المناسبات الدينية ولعل أحسن دليل على ذلك أن شبكة الاتصالات تصبح عاجزة عن تأمين كل الطلبات ومع هذا لا نتزاور.
عيد الأمس على لسان الباحث ابن مدور
وحول صور التضامن والتكافل الاجتماعي في عيد الأضحى أيام زمان، حدثنا محمد بن مدور باحث في التاريخ، عن القيمة العظيمة لمثل هذه المناسبة الدينية عند سكان القصبة قديما فقال: "سكان القصبة قديما كانوا يعرفون كيف يقوون صلة الأرحام فيما بينهم بمثل هذه المناسبات، حيث كانوا يجتمعون أول الأمر في دويرة واحدة حول الأضحية التي عادة ما تكون أكثر من كبش، ومن ثمة يتم تخصيص جزء من الأضحية ليقدم إلى الزاوية التي كانت تلعب دورا كبيرا في صنع صور التضامن الذي تراجع بشكل كبير اليوم.
من أكثر العادات التي كان سكان القصبة يحرصون عليها بعيد الأضحى، يقول محدثنا؛ "توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين، حيث يقصدون الزاوية الموجودة بحيهم لأخذ نصيبهم الذي يكون محددا سلفا بعد ذبح الأضاحي، أما بالنسبة لما يتم طبخه فهو طبق "البوزلوف"، وفي اليوم الثاني حين تتزاور العائلات يتم طبخ الكسكسي باللحم. وحسب الحقائق التاريخية، فإن سكان القصبة كانوا يتصدقون بنصف الأضحية، أما الباقي يتم تشليحه ويخبأ للمواسم الأخرى. ويعلق "بنّة العيد تختفي شيئا فشيئا خاصة بعد أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت تحل محل التزاور وتبادل التهاني، الأمر الذي أضعف الروابط الاجتماعية وغيرها".
وهو ما حدثتنا عنه الحاجة سعيدة من سكان باب الوادي والتي قالت: "فيما مضى، كنا نرتقب المناسبات الدينية بفارغ الصبر لنتبادل الزيارات، وكنا نتسابق بعد العودة من صلاة العيد للتغافر أولا على المحيطين بنا، وبعد أن نفرغ من الأضحية نسارع إلى طبخ "البوزلوف" ليكون جاهزا ونقدمه لمن يقبل علينا من ضيوفنا، ولا أخفي عنكم أننا كنا نستقبل الأقارب والأحباب طيلة أسبوع كامل بعد العيد وكان لحم الأضحية يطبخ للغرض، دون إغفال ما يجب التصدق به. لكن اليوم للأسف الشديد، أصبح ما نطبخه يظل على حاله وفي كل دقيقة نسمع الهاتف يرن معلنا عن وصول رسالة قصيرة للتهنئة بالعيد".
أما السيدة ربيعة، فترى بأن المناسبات الدينية في الآونة الأخيرة فقدت الكثير من خصائصها أهمها التزاور، تقول: "أذكر أنه فيما مضى كنا نجتمع في بيت واحد، وهو بيت كبير العائلة، وننحر الأضحية مع بعضنا البعض ونحضر الغذاء وسط جو عائلي مفعم بالحب والحنان ونتبادل التهاني بالعناق الحار وننسى الأضغان والنزاعات، أما اليوم فيرغب الجميع في نحر الأضحية بصورة منفردة ويأبى التنقل لتبادل التهاني إلا للضرورة، كأن تكون والدته أو والده، بينما البقية يتم المعايدة عليهم برسالة قصيرة أو بتعليق على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي".
مواطنة أخرى حدثتنا عن الجهد الذي تبذله لتربية أبنائها بضرورة تقوية صلة الرحم في مثل هذه المناسبات قائلة: "أجبر كل أبنائي بالتنقل إلى أقاربنا الذين يمكن الوصول إليهم من خارج الولاية فنكتفي بالتحدث إليهم عبر الهاتف، فالتطور التكنولوجي سيجعلنا يوما ما لا نتعرف على بعضنا لأننا لم نعد نتزاور، وكلمة "صح عيدك" عبر الهاتف أو عبر باقي وسائل التواصل الاجتماعي تحمل الكثير من الجفاء ولا تحقق الغاية من التواصل وهي تقوية صلة الرحم، فيما أكدت أخرى أن توفر الوسائل التكنلوجبة جعلتنا نتماطل في القيام بأهم الواجبات وهي تقوية صلة الرحم بمثل هذه المناسبات الدينية ولعل أحسن دليل على ذلك أن شبكة الاتصالات تصبح عاجزة عن تأمين كل الطلبات ومع هذا لا نتزاور.
عيد الأمس على لسان الباحث ابن مدور
وحول صور التضامن والتكافل الاجتماعي في عيد الأضحى أيام زمان، حدثنا محمد بن مدور باحث في التاريخ، عن القيمة العظيمة لمثل هذه المناسبة الدينية عند سكان القصبة قديما فقال: "سكان القصبة قديما كانوا يعرفون كيف يقوون صلة الأرحام فيما بينهم بمثل هذه المناسبات، حيث كانوا يجتمعون أول الأمر في دويرة واحدة حول الأضحية التي عادة ما تكون أكثر من كبش، ومن ثمة يتم تخصيص جزء من الأضحية ليقدم إلى الزاوية التي كانت تلعب دورا كبيرا في صنع صور التضامن الذي تراجع بشكل كبير اليوم.
من أكثر العادات التي كان سكان القصبة يحرصون عليها بعيد الأضحى، يقول محدثنا؛ "توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين، حيث يقصدون الزاوية الموجودة بحيهم لأخذ نصيبهم الذي يكون محددا سلفا بعد ذبح الأضاحي، أما بالنسبة لما يتم طبخه فهو طبق "البوزلوف"، وفي اليوم الثاني حين تتزاور العائلات يتم طبخ الكسكسي باللحم. وحسب الحقائق التاريخية، فإن سكان القصبة كانوا يتصدقون بنصف الأضحية، أما الباقي يتم تشليحه ويخبأ للمواسم الأخرى. ويعلق "بنّة العيد تختفي شيئا فشيئا خاصة بعد أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت تحل محل التزاور وتبادل التهاني، الأمر الذي أضعف الروابط الاجتماعية وغيرها".