رغم جهود تحسين خدمات التوزيع
أزمة حادة في مياه الشرب بأحياء مفتاح
- 1447
تعرف العديد من أحياء مدينة مفتاح الواقعة بنحو 41 كلم شمال شرق ولاية البليدة، نقصا فادحا في التزود من مياه الشرب، وانقطاعات متكررة تدوم أكثر من أسبوع، مردها التسربات الكبيرة المسجلة بعدة قنوات ضخ رئيسة وشبكات توزيع، حيث تستمر هذه الظاهرة التي أرهقت السكان مع حلول فصل الصيف، رغم الجهود التي تبذلها مصالح مؤسسة "الجزائرية للمياه" لتدارك هذا الانشغال العويص وتحسين الخدمات المقدمة.
تشهد بلدية مفتاح بمختلف أحيائها في المدة الأخيرة، أزمة حادة في توفير مياه الشرب فاقت الأسبوع، فيما تفتقد أحياء أخرى في الوسط الحضري لهذه المادة الحيوية. والأكثر من ذلك، أن سكان الطوابق العليا لبعض العمارات على غرار حي 65 سكنا تساهميا الذي لا يبعد عن خزان الماء الرئيس بالمدينة إلا بعشرات الأمتار، محرومون من الماء منذ عدة أسابيع رغم الشكاوى التي قُدمت لمسؤولي الجزائرية للمياه، وهو ما انعكس سلبا على حياة السكان والقاطنين، الذين يعانون الأمرّين لغياب هذه المادة، فيما تسجَّل تسربات كثيرة عبر الشوارع والطرقات، أرجعتها الجهة المسؤولة إلى تصدع وقدم قنوات التوزيع، بالإضافة إلى أشغال الحفر العشوائية التي تقوم بها مؤسسات وأشخاص بدون الاعتماد على دراسات مسبقة لأماكن تواجد قنوات توزيع المياه.
وعبّر سكان أغلب أحياء مفتاح عن استيائهم الكبير من هذه الظاهرة، التي تجبرهم على اقتناء صهاريج المياه المتنقلة بأثمان باهظة للحصول على هذه الثروة الطبيعية، داعين السلطات المحلية والهيئات المشرفة على تسيير قطاع المياه بالمنطقة، إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذا الكابوس الذي نغص حياتهم اليومية. كما طالبوا بالمناسبة، بتحسين خدمات التزويد بمياه الشرب؛ من خلال اعتماد نظام توزيع، يسمح بوصول هذه المادة الاستراتيجية إلى كل العائلات على مستوى أحياء البلدية بدون تسجيل أي اختلال أو أتذبذب في شبكات الضخ وقنوات التوزيع.
ومن جهاتها، تسعى مؤسسة "الجزائرية للمياه"- فرع مفتاح، حسبما علمت "المساء" في هذا الشأن، إلى تحسين الخدمة العمومية في التزويد بمياه الشرب؛ حيث وضعت هذا الرهان من بين أولويات عملها في تسيير هذا القطاع الحساس بالمدينة؛ إذ قامت هذه المؤسسة بتعزيز نظام الإنتاج على مستوى مركز مفتاح؛ بتغيير المحول الكهربائي على مستوى محطة الضخ رقم 2 (SP2) الممونة لأحياء الجهة العليا للبلدية على غرار (المستشفى، والخروبة، وحي 18 شهيد، والثكنة العسكرية)، مما يسمح بوضع مضخة جديدة، تعمل على زيادة قوة تدفق المياه، وبالتالي تحسين عملية التموين بالمنطقة.
كما أوضحت المؤسسة أن مصالحها التقنية تدخلت ميدانيا لإصلاح الأعطاب والتسربات المسجلة في الشبكات الرئيسة لقنوات الضخ والتوزيع بمدينة مفتاح، لا سيما بأحياء (200 مسكن، و100 مسكن والمرابطين)، وانتهت من أشغال كشف وتحديد التسربات، ناهيك عن نقاط اختلاط مياه الشرب بقنوات الصرف الصحي؛ حيث تم أخذ عينات من المياه لتحليلها والتأكد من جودتها؛ حفاظا على صحة المواطنين.
وذكرت وحدة "الجزائرية للمياه" أن التذبذب المسجل في عملية توزيع مياه الشرب بحي 3555 مسكنا بالموقع السكني الجديد بسيدي حماد (مفتاح)، يعود إلى مشكل تسرب مائي هام بشبكة التوزيع ذات القطر 300 مم، مطمئنة كافة السكان باتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح هذا التسرب، مما يسمح بعودة توزيع مياه الشرب بشكل تدريجي فور الانتهاء من كل الأشغال المبرمجة لذلك.