أسعار الكباش تلتهب بأسواق الشرق

أضاحي العيد لمن استطاع والعجول بديل متاح

أضاحي العيد لمن استطاع والعجول بديل متاح
  • القراءات: 683
  زبير. ز زبير. ز

تشهد مختلف المزارع التي تعرض أضاحي العيد في قسنطينة، توافدا معتبرا من الموطنين، في انتظار فتح نقاط البيع عبر مختلف البلديات، بعد استكمال كل الإجراءات الإدارية والترتيبات بين مديرية المصالح الفلاحية والمجلس البلدي، التي تقدم اقتراحات بشأن النقاط التي من شأنها استقبال قطعان الماشية. والبارز من خلال حديث المواطنين، والأسعار المتداولة، أن أسعار هذه السنة، فاقت أسعار السنة الفارطة، مما جعل بعض المواطنين يبحثون عن حلول أخرى.

على عكس السنة الفارطة، إذ كانت الخرفان التي بلغ سعرها 8 ملايين سنتيم، جد مقبولة ومرضية بالنسبة للشاري، سواء من حيث حجمها أو نوعية السلالة، فإن هذا المبلغ بات لا يسمح باقتناء خروف متوسط الحجم، حيث كانت الأسعار المعروضة، سواء بالمزارع عبر ربوع الولاية، أو عبر سوق الخروب، وحتى عبر المدن المجاورة لولاية قسنطينة، جد مرتفعة، وأصبح مبلغ 8 ملايين سنتيم يسمح باقتناء خروف صغير الحجم، في ظل وجود نعاج وصل سعر الواحدة منها إلى أثمان فاقت مبلغ 7 ملايين سنتيم، وهي التي كانت لا تتجاوز 5 ملايين سنتيم، السنة الفارطة. وبات المواطن الذي يريد اقتناء خروف في حدود 5 ملايين سنتيم، تائها ولم يجد ضالته بعد، على بعد حوالي 20 يوما من عيد الأضحى المبارك

الخرفان اللائقة بين 12 و14 مليونا ومنها من وصل إلى 20 مليونا

في الجولة التي قامت بها "المساء"، ومن خلال الاستماع لبعض المواطنين الذين تجولوا عبر بعض المزارع بقسنطينة، كبني حميدان، الخروب، ديدوش مراد، وكذا وادي العثمانية في ولاية ميلة، وعين البيضاء بأم البواقي، تبين أن اقتناء الخروف اللائق لا ينخفض سعره عن 12 مليون سنتيم، حيث باتت الأضاحي المعروضة بأسعار 9 ملايين سنتيم و10 ملايين سنتيم غير مقنعة للشاري، وتم تخصيص مبلغ 14 مليون سنتيم للخروف الواحد ضمن قطيع تم عرضه بمزرعة في منطقة بوادي العثمانية، وهي خرفان من نوع "السردي" التي تكون قوائمها سوداء، وكذا جزء من فمها وأعينها وأذانها، في حين أن لون صوفها أبيض في كامل الجسم، بل وأكثر من ذلك، تم عرض خرفان بهذه المزرعة في حدود 20 مليون سنتيم، حسبما أكده لنا فاتح يموت، الذي تنقل عبر عدد من المزارع.

المتسوقون بين متفائل ومتشائم

عبر عدد من المواطنين، عن تفاؤلهم بانخفاض الأسعار مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، في ظل عزوف عدد كبير من الناس عن اقتناء الخرفان، بالنظر إلى أسعارها التي زادت بحوالي 20 بالمائة، مقارنة بالسنة الفارطة، رغم الإقبال المعتبر على المزارع. وأوضح المتفائلون من الناس، أن فتح نقاط البيع عبر البلديات ودخول الماشية من مختلف الولايات، خاصة المسيلة والجلفة، خلال الأيام المقبلة، من شأنه أن يساهم في انخفاض الأسعار، التي تبقى في الوقت الحالي، بعيدة عن القدرة الشرائية للمواطن متوسط الدخل.

وفي المقابل، يرى مواطنون آخرون، أن أسعار الأضاحي لن تنخفض، بل بالعكس، يمكن أن ترتفع مع اقتراب مناسبة العيد، مدعمين استنتاجهم بتحكم السماسرة في السوق، من جهة، وتصريحات مدراء الفلاحة عبر الوطن، والتي أكدت عدم بيع الخرفان الرومانية كأضاحي للعيد عبر الأسواق، والاكتفاء ببيعها للجزارين فقط، من أجل تسويق لحومها، من جهة أخرى. واعتبر مواطنون من قسنطينة، أن مثل هذا القرار أثر على السوق وسمح للسماسرة بالتنفس.

أسعار الخرفان تدفع نحو الأبقار والعجول

فضل عدد من المواطنين بقسنطينة، التوجه إلى اقتناء الأبقار لأضحية العيد، ما دام الدين والشرع يسمح بذلك، حيث كان التنسيق بين الجيران والأقارب والأصدقاء، على مستوى مختلف الأحياء، من أجل الاشتراك فيما بينهم، لاقتناء بقرة أو عجل.

وأكد السيد مراد بلعيد، أنه قرر اقتناء عجل هذه السنة، في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الأضاحي من قطعان الخرفان، مضيفا أنه وأصدقاءه وعدد من الجيران، البالغ عددهم 7، اشتركوا في ثمن عجل، وتم اقتناؤه من أحد المزارع في أعالي جبل الوحش، بمبلغ مناسب لم يتعد 45 مليون سنتيم، وقال بأنه وبعدما ضحى ببقرة، السنة الفارطة، أعجبته الفكرة وقرر إعادتها هذه السنة.

كما ذهب في نفس السياق، جاره محمد الشريف بن طريفة، وكذا السيد ناصر لعابد، الذي أكد أنه زار العديد من المزارع رفقة إخوته، ولم يجدوا ضالتهم فيها بعد، في ظل الارتفاع الكبير للأسعار، وقال إنه اقتنى السنة الفارطة، خروفا كبيرا بمبلغ 8,2 ملايين سنتيم، معتبرا أن هذا السعر لم يمكنه هذه السنة من اقتناء خروف في نفس حجم كبش السنة الفارطة.

وأضاف أنه قرر اللجوء إلى اقتناء عجل، حيث زار عددا من المزارع من أجل ذلك، ووجد أسعار العجول التي يتراوح وزنها بين 2 و2,5 قنطار، بين 34 و36 مليون سنتيم، كما شجعت الأسعار المناسبة للأبقار السيد بلال قادري، من أجل تغيير البوصلة هذه السنة، من الخرفان إلى الأبقار، حيث قرر التنسيق مع عدد من جريانه للمضي في هذ الصدد.

الدين ينصح باقتناء أحسن الأضاحي

يرى عدد من رجال الدين، أن مناسبة عيد الأضحى المبارك، فرصة لأداء أحد الشعائر الإسلامية والتقرب إلى الله عز وجل بهذه الأضحية، حيث ينصح الأئمة باختيار أحسن الأضاحي في حدود المستطاع، خاصة أنها ستكون قربان لله عز وجل، كما ينصحون بعدم الحديث عن سعر الأضاحي وترك ذلك بينهم وبين خالقهم، وفق ما ينصح به الإمام عبد المجيد معروف من مسجد "عائشة أم المؤمنين" بحي الصنوبر في قسنطينة، كما ينصح الأئمة بعدم التباهي بين المضحيين، معتبرين ذلك سيدخل صاحبه ضمن الغرور المنهى عنه، الذي يمكن أن يحرم صاحبه من أجر الأضحية.

وجه عدد من الأئمة بقسنطينة، ندائهم إلى المضحين، لإخلاص النية في هذه الشعرية لله فقط، وعدم استعمال الأضاحي من أجل العراك، وهي الظاهرة التي باتت في انتشار رهيب من سنة إلى أخرى، كما يحثون على تذكر الفقراء والمحتاجين في هذه المناسبة الدينية. ويرى الأئمة الذين سبق لـ«المساء" وأن تحدث معهم في هذا الشأن، أن أحسن أضحية هي الخروف الأقرن الأملح، لكن ذلك لا يمنع ـ حسبهم ـ من شراء خروف صغير أو الاشتراك في ثمن بقر أو عجل، وسيكون الأجر لكافة المشتركين، ناصحين العائلات غير القادرة على شراء الأضحية، بترك هذه السنة وعدم تكليف النفس بما لا طاقة لها به.