في مؤتمر دولي احتضنته قسنطينة

أمراض النساء والتوليد في قلب نقاش مختصين

أمراض النساء والتوليد في قلب نقاش مختصين
  • القراءات: 629
شبيلة. ح شبيلة. ح

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي السابع لطب أمراض النساء والتوليد، المنعقد بقسنطينة، أول أمس، على أهمية التكفل الأنجع بالمصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة، فعلى الرغم من أنه مرض مستجد في الجزائر، وغير معروف لدى الكثيرين، إلا أن نسبة الإصابة به باتت تعرف ارتفاعا ملموسا.

دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الذي احتضنته قسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، بمشاركة أزيد من 350 مختص من داخل وخارج الوطن، لاستعراض آخر المستجدات والخبرات في مجال أمراض النساء والتوليد، إلى السعي لإدراج مرض بطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف أيضا "بالاندوميتريوز"، ضمن قائمة الأمراض المزمنة، لما لهذا المرض من آثار سلبية على المصابة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية وحتى الاجتماعية، كتسجيل الغيابات المتكررة للمرأة العاملة وحتى الطالبات، وكذا الرسوب في الدراسة وغيرها، وهو الحال بالنسبة للمرأة الماكثة في البيت أيضا، التي لا يمكنها القيام بمسؤولياتها العائلية على أحسن وجه، فضلا عن تسجيل حالات طلاق بسبب صعوبة في الإنجاب.

أوضح في هذا الشأن، الدكتور محمودي عبد الفاتح، أخصائي في أمراض النساء والتوليد، أن بطانة الرحم مرض مناعي وجيني في نفس الوقت، إلى جانب تسببه في عدم خروج الطمث الذي يرجع داخل الرحم، وهو ما يخلف آلاما حادة على مستوى حوض وأسفل بطن المرأة، حيث قال إن الإحصائيات تشير إلى أن من 5 إلى 10 بالمئة من النساء في سن الإنجاب، يعانين من مرض بطانة الرحم المهاجرة. وحسب المختصين، فإن هذا المرض المزمن لا يزال غير مفهوم، ويتميز بتكوين أنسجة تشبه بطانة الرحم خارج الرحم، ويمكن أن يكون بدون أعراض، لكنه قد يتسبب أيضا في نوبات ألم ويؤدي إلى العقم، فيما تجهل العديد من الفتيات والنساء إصابتهن به، وكثيرا ما يكتشفنه عند حدوث مشاكل في الحمل.

أما عن الطريقة الوحيدة للشفاء من مرض بطانة الرحم المهاجرة، فقال المختص، هو الحمل والإنجاب أو بلوغ سن اليأس، مشيرا في ذات السياق، إلى أن مشكل التشخيص لدى بعض الأطباء العامين أو أطباء أمراض النساء والتوليد، قد يكون أحيانا خاطئا، حيث أن المصابة قد تشتكي من أعراض لا يتم تشخيصها، إلى أن تصادف طبيبا متمكنا قد يتفطن للمرض، وهذا أمر لا يتعلق بالأطباء الجزائريين فقط، إنما عالميا، إذ تعرف العديد من الدول صعوبة في تشخيص بطانة الرحم المهاجرة.

من جهة أخرى، تحدث المختصون المشاركون في المؤتمر الدولي، الذي عرف مشاركة أطباء ومختصين من فرنسا وتونس وموريطانيا، عن مشكل العقم والتقنيات الجديدة المعمول بها، والتي أثبتت نجاعتها في العديد من الحالات، حتى المستعصية منها، حيث أكد البروفيسور مروان براهم، أخصائي معالجة العقم لدى الرجال بتونس، أن الإنجاب تطور كثيرا، سواء في تونس أو بالجزائر، بعد أن كان العقم أو عدم الخصوبة عند الأزواج يمثل مشكلة صحة عمومية، مشيرا إلى التطور الكبير وإمكانية العلاج الجراحي بمختلف تقنياته ونجاعته في القضاء على العقم عند آلاف الأزواج المعرضين له.

وأضاف المختص حول التنافسية في الترويج للوجهات الطبية في بلدان أجنبية، من أجل علاج العقم بأسعار باهظة، "إن الجزائر وتونس اليوم، تملكان كفاءات في علاج العقم، كما أن تسجيل نجاح العديد من الحالات المستعصية أكبر دليل على نجاح الدولتين في العلاج"، مشيرا إلى أن الاطباء اليوم، باتوا متمكنين من عملية التشخيص ومعرفة الأمراض وأسباب العقم، مؤكدا على أن التركيز ينبغي أن يكون حول التكفل في المستشفيات العمومية، مقابل الارتفاع الكبير في الأسعار في القطاع الخاص.

وعن المؤتمر الدولي، الذي دأبت جمعية أطباء النساء والتوليد الخواص لولاية قسنطينة، على تنظيمه سنويا، فأكد رئيسها البروفيسور محمد بوكرو، أنه ينظم سنويا لمناقشة مشكل ما من مشاكل الصحة العمومية، التي باتت تؤرق راحة الجزائريين، مضيفا أنهم تعمدوا إشراك خبراء أجانب، بهدف الاستفادة من تجاربهم في مجال أمراض النساء والتوليد، والذين سيعرفون الأخصائيين المحليين بالتكنولوجيات والتقنيات الجديدة، التي تمكنهم من الاستفادة منها، حيث اعتبر البروفيسور بوكرو، أن الجزائر مواكبة للتقدم المسجل في مجال طب النساء والتوليد على المستوى العالمي، كما نبه إلى أن الملتقى سيفضي إلى مجموعة من التوصيات، التي سيتم رفعها للجهات الوصية.

للإشارة، فقد عرف المؤتمر الدولي في طبعته السابعة، لأطباء النساء والتوليد، تنظيم معرض مفتوح، شاركت فيه أكثر من أربعين مؤسسة منتجة للأدوية والتجهيزات الخاصة بالتشخيص وعلاج أمراض النساء والتوليد، على غرار المخبر الفلسطيني الوحيد الذي ينشط بالجزائر في مجال الأدوية، حيث أكد القائمون عليه أنهم أطلقوا مشروعا لإنتاج أدوية على المستوى الوطني، فضلا عن مشاركة واسعة للعديد من المخابر الأخرى، والمتعلقة أساسا بكل ما يخص أمراض النساء والتوليد.