لضمان استمرارية النشاط الزراعي

إبراز أهمية إعادة استعمال المياه المصفاة بوهران

إبراز أهمية إعادة استعمال المياه المصفاة بوهران
  • 274
 رضوان. ق  رضوان. ق

أكّد المشاركون في يوم تحسيسي، نظّم بغرفة الفلاحة بوهران، مؤخرا، على أهمية إعادة استعمال المياه المصفاة في السقي الفلاحي، والتي تحوّلت لضرورة وطنية تفرضها التحديات المناخية والاقتصادية المتزايدة، ما يستوجب تضافر جهود الفاعلين وتسريع وتيرة إنجاز محطات التصفية وربطها بالمحيطات الفلاحية.

دعا المشاركون في اليوم التوعوي، المنظم من قبل وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني – الشط الشرقي، بالتنسيق مع مديرية الري، مديرية المصالح الفلاحية، وغرفة الفلاحة بشعار "إعادة استعمال المياه المصفاة في الفلاحة، حل ضروري والتزام مشترك"، إلى ضرورة توسيع شبكات التوزيع وضمان استمرارية تزويد الفلاحين بهذه الموارد البديلة، مشدّدين على أهمية مرافقة الفلاحين عبر برامج تكوين وتأطير شاملة، تتيح لهم استعمال هذه المياه في ظروف تقنية وصحية سليمة، إضافة إلى تعزيز آليات التشاور الميداني الدائم بين الفلاحين والهيئات المعنية، بما يضمن معالجة الانشغالات الفعلية في وقتها.

وأبرز مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني الشط الشرقي محمد طباش، أنّ التغيّرات المناخية الحادة وتراجع تساقط الأمطار، والطلب على المياه، يفرض تبني بدائل جديدة، مؤكّدا أنّ استعمال المياه المصفاة، لم يعد خيارا ثانويا بل أصبح أولوية وطنية لضمان استمرارية النشاط الفلاحي، دون التأثير على مياه الشرب. واعتبر أنّ هذه التجربة، يجب أن تبنى على التزام مشترك، يراعي التكوين والتأطير واحترام المعايير الصحية والبيئية، مشيرا إلى وجود تجارب ناجحة بالفعل في محيط ملاتة، حيث تم إيصال المياه المصفاة إلى المحيطات الزراعية وربط مستثمرات فلاحية بمحطة التصفية. وأكّد المتحدّث، أنّ الفرصة سانحة في ولاية وهران، بفضل توفّر محطتين لتصفية المياه، ما يزيد من حجم المياه المعالجة القابلة لإعادة الاستخدام.

من جانبه، أكّد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية وهران، أنّ الأبواب ستظل مفتوحة للفلاحين لمرافقتهم ومساعدتهم في كل ما يخص مشاكل السقي الفلاحي، وإنشاء تواصل مباشر مع السلطات المعنية والإنصات لانشغالاتهم الميدانية، خصوصًا فيما يتعلّق بنقص كميات المياه الموجّهة للسقي في سهل ملاتة، الذي يغطي حوالي 6200 هكتار. وأوضح رئيس الغرفة، أنّ الفلاحين يعانون منذ سنوات من مشكلات ترتبط بشبكات التصفية، داعيا لحلّ هذه الإشكالات وتجاوز العقبات، مشدّدا على أهمية استمرارية اللقاءات وتكثيف التشاور، حتى تتحوّل مثل هذه المبادرات إلى آليات عمل دائمة وفعّالة.

من جانبها، قدّمت ممثلة مديرية الرأي لولاية وهران، عرضا حول المشاريع الجارية في مجال تهيئة وتوسعة المساحات المسقية، ورفع طاقة محطة التصفية بالكرمة، لتصل تدريجيا إلى 60 ألف متر مكعب يوميا، ما سيسمح بسقي نحو 3000 هكتار من الأراضي الفلاحية بالتناوب. كما شدّدت المتدخلة، على تواصل أشغال إعادة تأهيل محطة الكرمة، حيث تقوم الفرق التقنية بعملها ميدانيا، إلى غاية بلوغ مرحلة الاستغلال الكامل للمحطة.