أطلقت، أول أمس، محافظة الغابات بولاية قسنطينة، كمية معتبرة من طائر البط، بهدف إعادة الحياة إلى هذه المناطق الرطبة، والمساهمة في تنشيطها من جديد، حيث عرفت العملية تواجد عدد من المواطنين المهتمين بالبيئة، بالإضافة إلى مشاركة جمعيات بيئية، في شكل جمعية الحفاظ على الطبيعة والبيئة والفدرالية الولائية للصيادين.
حسب رئيس مصلحة الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات في قسنطينة، فإن هذه العملية تدخل في إطار الحفاظ على النظام الإيكولوجي والمناطق الرطبة بالولاية، وكذا زيادة الثروة الحيوانية بعاصمة الشرق، خاصة ما تعلق بالطيور، وأوضح أنها جاءت بالتنسيق مع مركز الصيد الرغاية، التابع للمديرية العامة للغابات، الذي يملك خبرة معتبرة في هذا المجال، وساهم بشكل كبير في إحضار هذا العدد من طيور البط.
ذكر رئيس مصلحة الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات في قسنطينة، أن العملية عرفت إطلاق 700 طائر من نوع البط ذي العنق الأخضر، الذي يعد من الأنواع السائدة والمتأقلمة مع مناخ ولاية قسنطينة، مضيفا أنه تم اختيار هذه الفترة لعملية إطلاق الطيور في الفضاء المفتوح، احتراما لتوقيت تكاثر هذا النوع في فترة الربيع، بين مارس وأفريل، وصغاره يمكنها أن تنمو خلال الفترة الممتدة بين جوان وجويلية في العمر الممتد بين 3 و4 أشهر.
قررت محافظة الغابات بولاية قسنطينة، تخصيص أربع مناطق من أجل إطلاق طائر البط ذي العنق الأخضر، حيث تم اختيار حاجز مائي بمنطقة بارلة في بلدية عين السمارة، البحيرة رقم "5" بأعلالي غابة جبل الوحش في بلدية قسنطينة، بالإضافة إلى الحاجز المائي الأبيار والحاجز المائي الهرية ببلدية ابن باديس، وهي المناطق الرطبة التي تفتقر إلى تواجد الطيور، حيث من المنتظر أن تساهم هذه العملية في جلب أنواع أخرى منها، وجعل هذه المناطق أكثر حيوية، حتى يمكنها من الحفاظ على التنوع الإيكولوجي من جهة، ومن جهة أخرى، خلق فضاءات للراحة والاستجمام وجلب السياح.
ستساهم هذه العملية، في تنظيف الحواجز المائية والبحيرات، خاصة أن النظام الغذائي للبط البري، يتكون بشكل أساسي من الحشرات والنباتات المائية، ويمكنه الاعتماد في غذائه على العديد من أنواع الرخويات واللافقاريات التي تنتشر بكثرة في محيط الحواجز المائية والبحريات، على غرار الذباب واليعسوب والخنافس، وكذا القشريات والديدان، والعديد من أصناف البذور والجذور والدرنات، وحتى بعض أنواع السمك الغيرة والبرمائيات في شكل الضفادع.