تلقيح 20 ألف شخص ضد الأنفلونزا بالعاصمة

إقبال على المصحات و’’خلايا اليقظة” تترصد الفيروس

إقبال على المصحات و’’خلايا اليقظة” تترصد الفيروس
  • 1043
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

بلغت الحصة الأولى من اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية 65309 لقاحات  بولاية الجزائر، من أصل 2.5 مليون تم توزيعها على المستوى الوطني، حسبما كشف عنه لـ«المساء، الدكتور بوجمعة آيت أوراس، مدير الوقاية بمديرة الصحة للعاصمة، مشيرا إلى أن هذه الحصة تم توزيعها على 35 مركزا صحيا، موجهة للفئات الهشة من مسنين، مصابين بأمراض مزمنة وحوامل، فضلا عن عمال السلك الطبي وشبه الطبي، المجبرين على الخضوع للتلقيح، وينصح أطباء الوقاية المواطنين بأخذ كل الاحتياطات لتفادي الإصابة، وعدم التأخر في زيارة الطبيب عند ظهور بعض مؤشرات الوباء، كالحمى المفاجئة، التهاب الحلق، الصداع الشديد، الألم العضلي، الرعشة، والتعب الشديد.

شهدت العاصمة منذ بداية حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، في العاشر من الشهر الجاري، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لتأمين صحتهم، والتسلح بمناعة ضد هذا الوباء الذي ينتشر بكثرة في فصل البرد، من شهر أكتوبر إلى غاية مارس، وقد استنفذت العديد من المؤسسات العمومية للصحة الجوارية حصتها من هذه اللقاحات، بالنظر إلى الإقبال المكثف عليها، حسبما تم تأكيده لـ«المساء، منها مصحة بئر خادم التي انتهت من استغلال حصتها الأولى من اللقاح، في انتظار تزويدها بحصة أخرى.

أفاد الدكتور آيت أوراس في هذا الصدد، أنه يتم منذ بداية الحملة، إجبار العاملين في قطاع الصحة على التلقيح، مشيرا إلى أن كل المصحات، سواء المؤسسات الجوارية أو المستشفيات، خصصت أسرة خاصة للمصابين  بالأنفلونزا الموسمية، وعزلهم عن باقي المرضى، وتقديم العلاج اللازم لهم، حتى لا تتعقد وضعيتهم، لاسيما أن هذا الوباء -يقول المصدر- أدى إلى حالات وفاة، مثلما حدث من قبل، بالتالي فإن الاحتياط له، ضمان لإبعاد خطر الإصابة.

أكد المتحدث أن حملة التلقيح بدأت في العاشر من نوفمبر الجاري، وشهدت المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص المسنين (60 سنة فما فوق) والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، وعمال السلك الطبي وشبه الطبي، كي لا يصابوا بالفيروس وينقلونه لآخرين، لاسيما المرضى الذين يتعاملون معهم، مفيدا أنه تم منذ بداية مرحلة التلقيح وإلى غاية منتصف هذا الأسبوع، تلقيح قرابة 20 ألف شخص، منهم 5850 مسنا، 10760 مصابا بأمراض مزمنة، 75 امرأة حاملا و60 طفلا مصابين بأمراض مزمنة، كما تم تلقيح 1735 عاملا من السك الطبي وشبه الطبي، وبذلك تصل نسبة استهلاك الحصة الأولى من اللقاحات إلى 29 بالمائة.

يذكر محدثنا أنه تم العام الماضي، تلقيح 69800 شخص، من أصل 83504 جرعة مخصصة للعاصمة، أي بنسبة 85 بالمائة.

لم يخف محدثنا أن خلايا اليقظة التي تنظمها مصالح الوقاية في ولايات الوطن، خاصة تلك الموجودة بالحدود البرية، تسهر على مراقبة ظهور أية إصابة مشكوك فيها، وفي حالة ضبط حاملين للفيروس، يتم أخذ الإجراءات الفورية اللازمة، وتحديد المصدر، للعمل على عدم انتشاره، من خلال إخضاع المصابين للعلاج.

نفى محدثنا أن يكون توزيع اللقاح هذا العام قد تأخر عن موعده، لأن توزيعه مرتبط بسلسلة إنتاجه، واعتماده من طرف منظمة الصحة العالمية، والسماح بتوزيعه، وأن معهد باستور في الجزائر له اتفاقية مع مخابر صانوفي باستورلتزويدها باللقاح كل سنة.

الصيدليات جاهزة لإنجاح حملة التلقيح

من جهتها، توفر الصيدليات المنتشرة في بلديات العاصمة، هذا اللقاح، حسبما لاحظناه في الميدان، حيث ذكر لنا مستخدمو وأصحاب الصيدليات التي زرناها بوسط العاصمة، أنهم بدأوا منذ عشرة أيام، في بيع اللقاح الذي يصل سعره إلى 650 دينار، ويمكن لبعض الصيدليات القيام بحقنه لفائدة صاحبه، لاسيما الفئات الهشة، حسبما ذكره لنا صيدلي بشارع ديدوش مراد، وسط العاصمة، الذي ذكر أن العديد من الزبائن اقتنوا هذا المصل، ومنهم من استفاد من الحقن بالصيدلية، وذكر صاحب صيدلية في نفس الشارع، أن اللقاح تم توزيعه منذ أكثر من أسبوع، ويجري بيعه بطريقة عادية، وأن الزبائن على علم بذلك، وليس هناك أي مشكل في إعلام المواطنين، في وقت يتميز بسهولة الاتصال، بفضل التكنولوجيات الحديثة. 

نصائح هامة لتفادي الإصابة بالوباء

يذكر الدكتور آيت أوراس أن أعراض الوباء التي تظهر في اليوم الثاني من العدوى، تظهر من خلال حمى مفاجئة، التهاب في الحلق، صداع شديد في الرأس، ألم عضلي، رعشة، وتعب شديد، وأي مواطن إذا اجتمعت فيه مثل هذه المؤشرات، يتعين ألا يتأخر عن زيارة أقرب مصحة، كما ينصح محدثنا كل المواطنين بأخذ جميع الاحتياطات، والتحلي بالعادات الصحية في كل مكان، ومنها غسل الأيدي بالماء والصابون والهلام المطهر الموجود في الصيدليات ومحلات بيع مواد التجميل، والتقليل من ملامسة الأشخاص، لاسيما المصابين الذين يمنع مصافحتهم وتقبيلهم.

كما يوصي الدكتور آيت أوراس، بتهوية المنازل وفتح النوافذ لتجديد الهواء، وإزالة الرطوبة التي تعد المناخ المناسب لتكاثر الفيروس، إلى جانب اعتماد نظام غذائي يقوي المناعة الجسدية، ويتعلق الأمر بالإكثار من الخضر والفواكه، خاصة تلك التي تحتوي على فيتامين سي، وارتداء ألبسة تحمي من نزلات البرد، وإضعاف مناعة الجسم، لاسيما بالنسبة لممارسي الرياضة، الذين غالبا ما يصابون بذلك.

هكذا يتم إنتاج مصل لقاح الأنفلونزا الموسمية

تذكر المعلومات العملية أن فيروسات الأنفلونزا، هي فيروسات من فئة أر.أن.أ التي تنقسم إلى ثلاث سلالات أ و«بي و«سي، وأن الغالبية العظمى من الأعراض تسببها السلالتان أ و«ب، وكل سلالة يمكن أن تنقسم إلى العديد من الأنواع الفرعية، لذلك تسمى لقاحات الأنفلونزا لقاحات ثلاثية السلالة، كما أن فيروسات الأنفلونزا تتميز بالطفرات المتعددة، التي تتسبب في تغيير شكل الفيروس، وهو ما يمكنها من خداع الجهاز المناعي للإنسان، وعادة ما تحدث تلك الطفرات سنويا، ولمواكبة هذه الطفرات تتغير لقاحات الأنفلونزا الموسمية سنويا لتتناسب مع السلالات المنتشرة في كل شتاء، بالتالي يصبح لقاح العام السابق لا يناسب هذا العام.

تذكر المعلومات أن منظمة الصحة العالمية تصدر مرتين سنويا، تقييما خاصا بالسلالات الفيروسية للأنفلونزا الأكثر تهديدا للشتاء التالي، وتنقل توصياتها للمصنعين أصحاب المخابر المختصة، في فيفري، لنصف الكرة الأرضية الشمالي، وسبتمبر للنصف الجنوبي، لأن سلالة فيروس الأنفلونزا يتغير كل سنة، وعلى هذا الأساس تستهدف مخابر تصنيع اللقاحات ضد الأنفلونزا ميزات مركزية للفيروس وسلالته، ومعرفة نقاط ضعفه.

تذكر المعلومات المستقاة من موقع منظمة الصحة العالمية، أن مراحل صناعة هذا اللقاح تتم عبر عدة مراحل، وتستغرق كل مرحلة من شهر إلى أربعة أشهر، حيث تقوم المختبرات العالمية المعتمدة من طرف هذه الهيئة الدولية  بشكل روتيني، في إطار الشبكة التي أُنشئت لأغراض الترصد، بجمع عينات من فيروسات الأنفلونزا الدائرة وإرسالها إلى المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، كي يتم تحليلها، وتبدأ أول خطوة نحو إنتاج اللقاح، وعندما يكشف أحد تلك المراكز عن سلالة فيروس جديد من فيروسات الأنفلونزا يختلف إلى حد كبير عن السلالات الدائرة، يتم إبلاغه للمنظمة التي تتحقق منه، وتحويله للمخابر المكلفة قصد إعداد الكواشف واختبار اللقاح، التي تدوم 5 أشهر، بينما تقوم مصانع اللقاحات بتوفير الظروف المثلى لنمو الفيروس، ليتم بعدها صنع اللقاح، ومراقبة جودته، من خلال الاختبارات السريرية بعدة بلدان، لتتم الموافقة على تسويقه في آخر مرحلة.