في تجربة أولى من نوعها ببومرداس
إنتاج وتسويق دجاج "بيو" بمنطقة جعونة
- 632
❊ مستثمر يُطالب بتسوية وضعية عقار مستغل لخلق فرص عمل
❊ "الفيسبوك" ساعد في الترويج للمنتوج وأغلب الزبائن من مرضى السرطان
في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى ولاية بومرداس، نجح المستثمر الشاب كمال قاسم في تربية الدواجن باعتماد تغذية طبيعية، دون استعمال مضادات حيوية أو هرمونات لتسريع نمو "الفلوس"، حيث انطلقت تجربة هذا الشاب منذ سنتين، في البداية خسر قرابة 70% من رأس المال، غير أنه نجح أخيرا في إنتاج "دجاج بيو" وهو اليوم يطمح لتوسيع استثماره، وخلق مزيد من مناصب الشغل لشباب منطقة جعونة في بلدية يسّر، لكنه ربط ذلك بمدى تسوية وضعية العقار الفلاحي الذي يستغله منذ سنوات.
قال كمال قاسم إن فكرة تربية "الدجاج بيو" مغامرة حقيقية بدأت بفكرة وانتهت بتجسيدها، ومكّنه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من الترويج لنفسه، حيث يتداول رواد الفضاء الأزرق محليا منذ أيام، صور مزرعته بقرية جعونة ببلدية يسّر شرق ولاية بومرداس على نطاق واسع، مما أكسبه زبائن قصدوا مزرعته من عدة ولايات، بمن فيهم القادمين من الهضاب العليا والجنوب. "المساء" قصدت مزرعة الشاب ووقفت على تجربته الفريدة.
يكفي أن تؤمن بالنجاح حتى تحقّقه فعلا
قال كمال إن فكرة تربية الدجاج الطبيعي، أي "الدجاج بيو"، كانت تراوده منذ سنوات، غير أن الإمكانيات لم تسمح له بتجسيدها، حيث أنه ينشط في المجال منذ قرابة 20 سنة، موضحا أنها شعبة تتطلب صبرا وجهدا كبيرين. أما فكرة تربية "الدجاج بيو" فعادت لتطرح نفسها مجددا بحدة أكبر خلال فترة تفشي فيروس كورونا، حيث زاد الوعي الصحي لاسيما بأهمية الأكل الصحي والابتعاد عن كل مسببات المرض كيفما كانت.
وأردف قائلا: "بدأت في تجربة تربية الدواجن دون استعمال أي نوع من الهرمونات أو المضادات قبيل سنتين، ولكن الخسارة كانت كبيرة، وصلت لأزيد من 70% من إجمالي ألف كتكوت تقريبا"، مضيفا: "الأمر في بدايته كان صعبا لكوني أعمل بإمكانياتي الخاصة، لكني تمكنت من تجاوز الخسارة بفضل قناعتي بالفكرة، ومساعدة أفراد العائلة".
كما اعتبر أن نشأته في عائلة تعمل في الفلاحة وتربية الدجاج جعله يطمح لتوسيع هذه الفكرة، وجعلها قابلة للتسويق من خلال الاعتماد على تغذية طبيعية دون الحاجة إلى هرمونات التسمين، وقال إنه لم يحاول التركيز على الخسارة التي لحقت به في أول الأمر، حيث رسخت لديه قناعة تحقيق النجاح وهو ما تحقق فعلا.
أما تغذية الدجاج فيقول إنها تعتمد على الصوجا والذرة والشعير التي ترحى كلها وتخلط وأحيانا يضاف لها "الشْلمّة"، وهي بقايا الزيتون، مع إضافة بعض المقويات الطبيعية كالحلبة وبعض الأعشاب الطبيعية مثل المْليلس والزعتر والمَرّيوَة والشيح وكذا إكليل الجبل، حيث يتم رحي كل هذه الأعشاب وتغلى في صهريج ماء على نار هادئة تماما، وتقدم للدجاج كمقويات طبيعية.
وأكد المتحدث أنه يملك وثائق صادرة عن مخبر تحاليل متخصص في ولاية بومرداس تثبت بأن الدجاج في مستثمرته طبيعي 100 بالمائة، حيث اقتطعت عينة وقام المخبر بالتشريح، وبعد 21 يوما ظهرت النتائج مؤكدة خلوه من أي مضادات حيوية أو غيره.
نأمل في تسوية قانونية للعقار المُستغل
يعمل كمال قاسم في مزرعة رفقة أفراد من عائلته وبعض الأصدقاء ممن آمنوا بنجاح فكرة الشاب، بإمكانيات قال إنها بسيطة، وهو اليوم يوجه نداءً للسلطات المعنية من أجل تسوية وضعية العقار الفلاحي الذي يستغله منذ سنوات في مستثمرة بمنطقة جعونة على مساحة تقارب 3 هكتارات، وقال في هذا السياق، بأنه راسل عدة جهات من أجل هذه الغاية ومنها الغرفة الفلاحية لبومرداس، ومازال في انتظار التسوية وفق القوانين المعمول بها، مُبديا تفاؤله من رد إيجابي، خاصة وأن رئيس الجمهورية يشجع الشباب على الاستثمار لاسيما في المجال الفلاحي.
وأوضح كمال أنه يطمح لتوسيع استثماره وخلق مزيد من مناصب الشغل لتفوق حوالي 10 لفائدة شباب المنطقة الفلاحية، ولكن ذلك مربوط، حسبه، بمدى تسوية وضعية العقار الفلاحي. مناشدا السيدة الوالي للتدخل ومساعدته في هذا الإطار، بل إنه يأمل في أن يتمكن من استغلال عقار فلاحي آخر محاذي لمستثمرته، ذكر أنه مهمل منذ سنوات وغير مستغل تماما، إذ يطمح الشاب لتوسيع استثماره لتربية النعاج والأرانب "بيو"، خاصة وأن تسوية الوضعية القانونية ستفتح أمامه آفاق الحصول على قروض ومنه قرض "الرفيق"، ومزايا أخرى تسمح له بالتوسيع. كما دعا مصالح سونلغاز كذلك لربط مستثمرته بالغاز الطبيعي حتى يتمكن من تحسين ظروف عمله.
"الفيسبوك" ساعد في الترويج لـ"الدجاج بيو"
تداول رواد الفضاء الأزرق ببومرداس مؤخرا، صورا لمستثمرة الشاب كمال قاسم في تربية "الدجاج الطبيعي"، وهو ما سمح له باكتساب زبائن من عدة ولايات منهم من تنقل من الهضاب العليا ومن ولايات الجنوب على غرار ولاية بسكرة. قد يبدو الأمر عاديا بالنسبة للبعض، ولكن بالنسبة لبعض المرضى فإن "البيو" محبذ بشكل كبير في لائحة الطعام لديهم، حيث قالت، في هذا الشأن، أم يعقوب، وهي زوجة كمال قاسم، "إن هناك مرضى السرطان ممن يخضعون للعلاج بالأشعة قدموا إلى المزرعة لشراء الدجاج، وتأكدوا من حقيقة كونه طبيعي مائة بالمائة، وذلك بعد أن حرمتهم حالاتهم الصحية من تناول اللحوم بأنواعها". بينما لفتت فاطمة الزهراء، وهي نحّالة صديقة الأسرة الفلاحية، أنها من بين الذين استمتعوا بمذاق "الدجاج بيو" الذي ذكرها بـ"الدجاج العربي" مثلما يعرف، وهو نوع من الدجاج يربى في البيوت ويأكل من بقايا طعام الأسر.
تأخر حاضنة الأعمال في تجسيدها ببومرداس.. 30 مشروعا بحاجة لعقارات أو محلات
دعا القائمون على حاضنة الأعمال بجامعة بومرداس، السلطات الولائية، لتسهيل حصول أصحاب المشاريع النهائية على عقارات من أجل الشروع في مرحلة التجسيد، وقالوا إن عدد هذه المشاريع يصل الى 30 مشروعا في مختلف المجالات، فيما تحصي الحاضنة حاليا 70 مشروعا آخر في مرحلة متوسطة، وعدد آخر من المشاريع الابتدائية.
دعا في هذا الصدد، الدكتور سمير لشهب، مدير حاضنة الأعمال بجامعة "امحمد بوقرة" لبومرداس، وهو أيضا عضو اللجنة الوطنية للابتكار وريادة الأعمال، إلى مزيد من التنسيق ما بين السلطات الولائية والمتعاملين الاقتصاديين والجامعة من أجل تسهيل تجسيد مختلف المشاريع المبتكرة المتحصلة على علامات مؤسسة ناشئة. وقال في هذا الإطار، إن الحاضنة تسجل 30 مشروعا في مرحلة نهائية للتجسيد، ينتظر أصحابها عقارات صناعية، أو سياحية، أو فلاحية أو حتى محلات تجارية من أجل انطلاق مرحلة الانتاج.
وأوضح الأستاذ في تصريح لـ"المساء" على هامش تنظيم يوم وطني للجامعة ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي، نظم مؤخرا بمقر ولاية بومرداس، أن هذه المشاريع تشمل مختلف الميادين منها السياحة، الطاقة، الفلاحة، الصناعة والصناعة الغذائية الى جانب التجارة الالكترونية والرقمنة وغيرها من التخصصات، مؤكدا أن الجامعة حققت هدفها من حيث تسخير كل الامكانيات للوصول الى هذه النتائج التي اعتبرها محدث "المساء"، "مرضية جدا"، مضيفا بقوله: "نحن ننتظر مزيدا من المرافقة من طرف السلطات الولائية، ومنه تمكين أصحاب المشاريع من العقار أو محلات تجارية لممارسة النشاط". كما اعتبر المتحدث أن الحاجة تظهر اليوم أكثر من ذي قبل لتفعيل قانون حصة المؤسسات المصغرة من الصفقات العمومية المقدر بـ20%، إضافة الى نسبة 5% حصة ذات المؤسسات من مناطق النشاط.
من جهة أخرى، وبلغة الأرقام لفت محدث "المساء" إلى أن حاضنة الأعمال، تحصي ـ الى جانب 30 مشروعا نهائيا ـ 70 مشروعا آخر في مرحلة متوسطة مسجل في سنة 2023، إضافة لإحصاء 100 مشروع مسجل كفكرة في 2024 أي أنها مشاريع في مرحلة ابتدائية أطلق مؤخرا مرحلة التكوين لأصحاب هذه المشاريع، وحسب ذات المسؤول فإن هذه المعطيات تجعل حاضنة الأعمال بجامعة بومرداس من بين الأوائل في ريادة الأعمال الوطنية للمؤسسات الناشئة والمقاولاتية، معتبرا أن نقص الرابط ما بين مختلف الفاعلين وحاملي المشاريع الحلقة الأضعف في ذات المعادلة، داعيا المتعاملين الاقتصاديين في هذا الصدد الى المرافقة الميدانية لكسر ذات الحلقة.
بومرداس.. إقبال على جناح التكوين المهني في صالون المنتجات التقليدية
يسجل صالون المنتجات التقليدية والحرف الذي انطلق، بحر الأسبوع الجاري، ببومرداس بمشاركة 21 عارضا، إقبالا من فئة الشباب على جناح التكوين والتعليم المهنيين، حسبما لوحظ.
ويعد غالبية الوافدين على هذا الجناح ضمن هذه الفعالية التي تتواصل إلى نهاية شهر فيفري الجاري بوسط المدينة، من فئة الشباب وطلبة الجامعة الذي جاؤوا للاستفسار عن فرص التكوين المتاحة، والاطلاع على إجراءات الالتحاق بمختلف التكوينات.
واستحسن الكثير من الشباب هذه المبادرة التي تقربهم أكثر من قطاع التكوين المهني، وتسهل عليهم الاطلاع على مستجدات القطاع في مجال التكوين، كما دعوا الجهات المعنية بتوسيع هذه المبادرة لتشمل قطاعات أخرى معنية بالتكوين، حسبما سجل.
كما تميزت هذه التظاهرة السنوية التي تنظم قبيل شهر رمضان بهدف مساعدة الحرفيين على تسويق منتجاتهم، بتخصيص جناح للحرفيين المنخرطين في الغرفة لتجديد بطاقاتهم الحرفية وتحويلها إلى بطاقة بيومترية في إطار عملية الرقمنة التي يسعى إليها القطاع.
وتعرف أجنحة العرض الأخرى إقبالا على أجنحة الأكلات التقليدية ومشتقات الزيتون والعسل والحلويات والزرابي، إضافة إلى المنتجات المصنوعة يدويا من مواد الزينة كالصابون وغيره.
وأرجع مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، لخضاري محمد، المشرف على التنظيم، هذا الإقبال إلى أسعار البيع المناسبة المتداولة وموقع إقامة الفعالية الذي يتوسط المدينة. مشيرا إلى أن تنظيم الصالون يهدف للتعريف بمختلف المنتجات في المجال، وتوفير مكان لائق لهم لتسويق منتجاتهم وتسهيل إدماج الحرفيين الجدد في محيط تسويقي مناسب، وتوجيه الشباب العاطل عن العمل نحو الاستثمار في هذه المهن الحرفية.
وتتضمن هذه التظاهرة أجنحة متنوعة تبرز مختلف المنتجات والحرف التقليدية، وأخرى لعرض وبيع منتجات زيت الزيتون والعسل ومختلف الأغذية والحلويات واللباس التقليدي والحلي، إلى جانب أجنحة لعرض الخدمات والتسهيلات التي تقدمها أجهزة وهيئات دعم التشغيل للشباب.