وصلت فرق التدخل، بولاية قسنطينة، يوم الجمعة، إلى منطقة جبلية معزولة على الحدود مع ولاية سكيكدة؛ من أجل إنقاذ حياة 4 نساء، كن وحيدات داخل كوخ من الطوب والقصدير، وقد حاصرتهن الثلوج من كل النواحي، فبِتن مهددات بالموت الأكيد في انعدام أي إعانات أو مواد غذائية. وقد بادرت فرقة بني حميدان للدرك الوطني بقيادة قائد الكتيبة، بعد وصول معلومات حول الخطر الذي يهدد عائلة محاصَرة داخل مكان إقامتها بسبب تردي الأحوال الجوية وتراكم الثلوج التي ظلت تتساقط على المنطقة لعدة ساعات متتالية، حيث قامت بمحاولة أولى باءت بالفشل بسبب الأحوال الجوية الصعبة، والعاصفة الثلجية التي تزامنت مع عملية الإنقاذ.

مصالح الدرك الوطني التي كانت مرفقة بالسلطات المدنية المحلية مع حضور قوي لمواطني المنطقة الذين لبوا النداء وهبّوا للمساعدة، لم تستسلم، وقامت بمحاولة ثانية، نجحت في إغاثة 4 نساء علِقن داخل كوخ بأعالي جبل سيدي إدريس في الحدود الإقليمية بين بلديتي بني حميدان من جهة قسنطينة، وبني والبان من جهة ولاية سكيكدة. وحسب مصالح الدرك الوطني، فإن السيدات وُجدن في حالة مزرية.

وتم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية لهذه العملية بتضافر جهود الجميع؛ فبسبب صعوبة التدخل والمسالك الوعرة، تم الاستعانة بالجرارات الفلاحية، التي لم تتمكن، هي الأخرى، من الوصول إلى منزل الضحايا لسمك الثلوج، فأكملت فرق التدخل والإنقاذ مهمتها سيرا على الأقدام إلى غاية الوصول إلى الكوخ، وإنقاذ السيدات، اللواتي تم إجلاؤهن إلى العيادة متعددة الخدمات ببني حميدان؛ لفحصهن، وتقديم العلاجات الضرورية لهن. كما تم خلال ذات التدخل، إنقاذ قطيع من الأغنام كان في إسطبل الكوخ.

ومن جهتها، ساهمت وحدات الحماية المدنية بزيغود يوسف مدعمة بالوحدة الثانوية سيساوي سليمان والوحدة الثانوية حامة بوزيان والمركز المتقدم وسط مدينة قسنطينة، في إنجاح هذه العملية الإنسانية، التي جاءت لإنقاذ عائلة متواجدة بمنطقة جبلية نائية، كانت مهددة بالموت المؤكد بسبب الظروف الجوية الصعبة، ودرجة حرارة الطقس التي انخفضت إلى مستويات دنيا جدا بعدما انخفض مقياس الزئبق تحت الصفر.  وحسب مصالح الحماية المدنية التي سخّرت لهذه العملية تعدادا بشريا يتشكل من طبيب رائد و3 ضباط و9 أعوان، بالإضافة إلى سيارة إسعاف وسيارات اتصال، فإن العائلة المتكونة من 4 أشخاص، كانت تضم 4 نساء، تم معاينتهن، بعين المكان، من طرف طبيب الحماية المدنية، فتَبين أن الأولى التي تبلغ من العمر 36 سنة والثانية البالغة من العمر 48 سنة، في حالة عقلية سليمة، أما الثالثة التي تبلغ من العمر 65 سنة والرابعة التي كانت في سن 70، فكانتا تعانيان من مرض عقلي، ليتم بعد ذلك، نقل جميع أفراد هذه العائلة إلى المصالح الاستشفائية ببني حميدان؛ من أجل التكفل بهن على أحسن وجه.