رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء لـ "المساء":

استيراد كميات معتبرة من اللحوم في الأيام المقبلة

استيراد كميات معتبرة من اللحوم في الأيام المقبلة
  • 379
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

❊ لا يوجد مشكل في التموين باللحوم

❊  وعي المواطن ساهم في تنظيم السوق 

❊ الإغلاق الاضطراري لأسواق الماشية وراء ارتفاع أسعار اللحوم المحلية

أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير، لـ "المساء"، أن أسعار اللحوم المحلية مرتفعة مقارنة بالمستورَدة، وهذا راجع إلى نقص المنتوج المحلي، لا سيما بعد إغلاق أسواق المواشي، ومنع تنقلها ما بين الولايات، بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية، مشيرا في نفس الوقت، إلى أن هناك وفرة كبيرة في اللحوم المستوردة. وإقبال المواطن كان "معقولا"؛ بسبب ترشيد الاستهلاك، ووعيه الكبير باقتناء هذه المادة الضرورية.

وقال مروان خير: " سجلنا وفرة في اللحوم المستوردة خلال الأيام الأولى من رمضان رغم تأخر وصول الباخرة القادمة من إسبانيا"، مشيرا إلى أن تدخل السلطات مكن التجار من تسلُّم البضائع في انتظار قدوم حاويات أخرى في الأيام المقبلة، ولا توجد ندرة، مؤكدا أن "الجزائر تستورد اللحوم منذ حوالي سنة ونصف سنة بأسعار مسقّفه".

وأضاف محدث "المساء" أنه لا يمكن التلاعب بأسعار اللحوم المستوردة التي حددت فيها الدولة هوامش الربح، وأن أسعار اللحوم المحلية في ارتفاع مستمر منذ أزيد من ثلاث سنوات، بسبب ارتفاع أسعار رؤوس المواشي، عكس لحوم الأبقار المحلية التي تحافظ على أسعارها.

وأشار في السياق، الى أن أسعار اللحوم المحلية في رمضان زادت نوعا ما، والإقبال عليها كان "متوسطا"، وهذا راجع لوعي المواطن في ترشيد الاستهلاك، قائلا: "لاحظنا غياب اللهفة مقارنة بالسنوات الماضية"، مما ساعد على القضاء على مشكل الندرة، وعاد بالإيجاب على السوق الوطنية. والقصابات في مختلف الأحياء لديها وفرة، وبأسعار واضحة؛ "ندرة مَشاهد التدافع والطوابير في الأيام الأولى من رمضان عند تجار التجزئة. أما اللحوم المحلية فتحتكم لقانون العرض والطلب. والعرض ناقص"، وفق توضيح المتحدث.

ومن بين الأسباب التي أدت الى ارتفاع اللحوم المحلية أيضا، قال رئيس اتحادية اللحوم الحمراء، "إغلاق الأسواق، ومنع تنقّل المواشي ما بين الولايات بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية الذي مس رؤوس المواشي، مما أثر سلبا على الأسعار"، مردفا أن هذا الأمر يهدف إلى البحث عن آلية أخرى لمنع إغلاق الأسواق مستقبلا، ومجابهة مثل هذه الأمراض. وأشار في الأخير الى أنه لا يوجد مشكل في التموين. ووزارة الفلاحة وضعت لجنة لدراسة الثروة الحيوانية المحلية؛ لإيجاد حلول مستقبلا. 

جزارون يعترفون: تسويق كميات كبيرة  من اللحوم المستوردة

لاحظت "المساء" خلال خرجتها الميدانية إلى بعض القصابات بالعاصمة، استقطاب محلات بيع اللحوم المستوردة فئة كبيرة من المواطنين؛ نظرا لما تقدمه من خدمات بأسعار منخفضة نوعا ما مقارنة بالقصابات ومحلات الجزارة الأخرى، وهو ما جعلها تصنع اسما لها، خصوصا أن غالبية الزبائن لا تهمهم نوعية اللحم إن كان مستوردا أو محليا، فالأهم بالنسبة لهم دوما هو الثمن.

وكانت البداية بالقصابات المحاذية لملعب بن عمر بالقبة، فهذه المحلات التي تبيع اللحم المستورد والتي أصبحت تُعرف بمحلات "الزوالية"، وجد فيها الميسورون طريقهم أيضا إليها، وهو ما يتضح جليا من السيارات المركونة بجوارها؛ ما صعب التوقف بمحاذاتها لشراء اللحوم، بعضها خاصة بـ"الشربة" واللحم المفروم وأنواع أخرى.

وقالت إحدى الزبونات المتعودات على شراء اللحم المفروم من هذه المحلات، بأنها جيدة، ولا تختلف كثيرا عن تلك المعروضة في القصابة العادية، لتضيف أنها تضمن حصولها على كمية كبيرة تكفي عائلتها، فـ 500 دج من اللحم المفروم المستورد، أكثر بكثير من الكمية التي تشتريها من القصابة التي تبيع المحلي.

وأكد أحد الباعة أن جميع لحوم الأبقار الموجودة في السوق الوطنية مستوردة، "لأننا لا نملك أبقارا بالقدر الكافي، بل يتم استيرادها من الخارج سواء حية لتربى وتُذبح، أو على شكل لحوم"، يوضح المتحدث.

غياب الطوابير و"اللهفة"

وانتقلت "المساء" إلى قصابة "الرحمة" بحسين داي. وقبيل دخول المحل عُلقت لافتة، كُتب عليها "لحم بقري مستورد بسعر خيالي".  وأكد في هذا الصدد أحد العاملين في المحل، أن لحم البقر المعروض في المحل مستورد من إسبانيا. أما لحم الغنم فيباع المحلي منه فقط، بـ 3 آلاف دج للكلغ، وبالنسبة لكبد البقر فلم يجلب منذ فترة طويلة.

كما لاحظت "المساء"، بقصر المعارض، وبالتحديد بجناح شركة "قصابة الرحمة" المتخصصة في استيراد اللحوم، أكبر مستويات الإقبال من بين جميع الأجنحة، بالنظر للأسعار المخفضة للحوم، حيث يتم بيع لحم البقر المستورد من البرازيل بسعر ينطلق من 1150 دج للكيلوغرام، ولحم البقر المستورد من إسبانيا بين 1120 دج و1320 دج. أما لحم الغنم المستورد من الدولة نفسها، فبلغ ثمنه 2050 دج، بينما حُدد ثمن اللحم المفروم بـ 1050 دج للكيلوغرام.

وأوضح مسير الشركة أن هذه الأسعار تعكس الروح التضامنية للتجار في شهر رمضان، حيث تسمح لجميع الشرائح بشراء اللحوم، مؤكدا أن الكميات المتوفرة ستكون كافية لمواجهة الإقبال الكبير على هذه المادة الغذائية، خاصة أن الدولة عملت على تحقيق الوفرة من هذه المواد.

وقال أحد المواطنين إن الأسعار المعروضة معقولة، على أمل أن تبقى مثلما هي عليه في قادم الأيام، أو أن تنخفض أكثر، بينما أبدى مواطن آخر متعود على شراء اللحوم المستوردة، إعجابه بنوعية اللحوم المعروضة، ونظافة فضاءات العرض، مؤكدا أن هذه الأسعار أفضل مما هي عليه في القصابات بشكل واضح.