سكيكدة تسابق الزمن لضبط آخر الترتيبات
الانتقال إلى السرعة القصوى لاستقبال موسم الصيف

- 202

دخلت ولاية سكيكدة في سباق ضدّ الزمن لضبط آخر الترتيبات لاستقبال موسم الاصطياف للسنة الجارية 2025، وفق تعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية.
وفي هذا الإطار وبهدف معاينة حالة الشواطئ بالولاية ومنه تسجيل النقائص، قامت اللجنة الولائية المكلفة باقتراح ومنع الشواطئ للسباحة، مؤخرا، بمعاينة 35 شاطئا مسموحا للسباحة سجّلت من خلالها، حسب التقرير الذي عُرض من قبل مديرية السياحة والصناعة التقليدية للولاية، خلال أشغال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، العديد من النقائص، حيث طالبت من مصالح البلديات الساحلية المعنية، الإسراع في التكفّل بها قبل انطلاق موسم الاصطياف.
وتتعلّق هذه النقائص بالخصوص، بصيانة التجهيزات الموجودة على مستوى الشواطئ المعنية، على غرار مراكز الحماية المدنية، والدرك والأمن الوطنيين ومكاتب متصرفي الشواطئ، إلى جانب المراحيض ودورات المياه، والمرشات والسلالم، ناهيك عن التكفّل بعملية تنظيف الشواطئ سواء بتسخير الإمكانات التي بحوزة البلديات المعنية، أو تكليف مؤسسات التنظيف المتخصصة، إلى جانب التأكيد على ضرورة اقتناء بعض التجهيزات الضرورية، كمراكز الحماية المدنية والدرك والأمن الوطنيين والمراحيض العمومية، لاسيما على مستوى الشواطئ المبرمجة للفتح.
كما تمّ التشديد على رؤساء البلديات، بوجوب تهيئة بعض المسالك المؤدية إلى الشواطئ، وكذا تهيئة حظائر لتوقف السيارات، مع وضع إشارات تؤكّد على مجانية الولوج إلى الشواطئ، ناهيك عن الإسراع في إعداد مخططات لتهيئة هذه الفضاءات، مع إلزامية تنظيف المحيط.
مبالغ معتبرة لتهيئة 20 شاطئا
وفيما يخص مخطط تهيئة الشواطئ المسموحة للسباحة، تكفّلت مديرية السياحة بسكيكدة، بـ11 شاطئا مسّته عملية التهيئة، فيما استفادت في إطار عمليات الاستثمار العمومي للدولة من غلاف مالي إجمالي يقدّر بـ 2387250000 د.ج، خصّص من أجل إعداد مخططات لتهيئة 20 شاطئا بالولاية، حيث تمّ منح 11 شاطئا لمكاتب دراسات متخصصة في التهيئة والتعمير لتهيئة شواطئ كل من المرسى، الرميلة 1و3 ببلدية المرسى، وشاطئ كاف فاطمة1 ببلدية ابن عزوز، وشواطئ كل من وادي القط ببلدية فلفلة، ووادي بيبي الواقع بين بلديتي عين الزويت وتمالوس، وابن الزويت ببلدية كركرة، وتمّت المصادقة على المرحلة الأولى من الدراسة، كما يجري بخصوص شواطئ كاف فاطمة 2 بإقليم بلدية ابن عزوز، وقرباز1 و 2 و 3 ببلدية جندل محمد سعدي، إعداد مشروع الاتفاقيات بهدف الالتزام بها من قبل المراقب المالي، في حين تبث عدم جدوى العملية بالنسبة لـ 9 شواطئ، في انتظار الحصول على غلاف مالي إضافي لإتمام العملية.
حصص إضافية لاستغلال الشواطئ
وفيما يخص الاستغلال السياحي للشواطئ في إطار حق الامتياز، ينتظر أن تعمّم العملية لتشمل اقتراح 5 حصص إضافية، حيث وردت على البلديات الساحلية بإقليم الولاية المعنية، مراسلة موضوعها تقديم الاقتراحات بخصوص أجزاء الشواطئ التي ستعرض للمزايدة، من أجل دراستها من قبل اللجنة المختصة بغرض عرضها للمزايدة، حيث تمت تسمية جزء واحد بكل من شاطئ المرسى، كاف فاطمة2، ووادي القط، وتمنارت 1، وتلزة، إضافة إلى أجزاء السنة الماضية المقدّر عددها بـ 13 جزءا استفادت من حق الامتياز، موزّعة على 9 شواطئ بإقليم الولاية.
نقائص بالجملة مع قرب الموسم
وبعيدا عن لغة الأرقام، فخلال جولة قادتنا إلى شاطئ العربي بن مهيدي نهاية الأسبوع الأخير، اصطدمنا بجملة من النقائص، منها غياب التهيئة الحقيقية على طول الشاطئ، سواء تعلّق الأمر بالأرصفة أو أجزاء من الطرقات التي تبقى مهترئة، ناهيك عن غياب النظافة، مع تآكل الدعائم الحديدة بفعل الصدأ على امتداد الشاطئ، وتسجيل نمو النباتات الضارّة على حواف الطرقات، وتناثر الأتربة على امتداد الطريق المؤدي إلى العربي بن مهيدي، وكذا ضعف الإنارة العمومية ليلا، ناهيك عن واجهات المحلات والسكنات التي تبقى بحاجة جدّ ماسّة إلى إعادة النظر، مع الإسراع في إصلاح ما يمكن إصلاحه بعيدا عن سياسة "البريكولاج".
ونفس المشاهد صادفناها على طول كورنيش سكيكدة، انطلاقا من شاطئ الأخضر إلى غاية سطورة، مرورا بالشاطئ العسكري وشاطئ الجنة وشاطئ مولو، فيما يوجد نفق كورنيش سكيكدة في وضع كارثي للغاية. أما واجهات السكنات، فما تزال كما هي خادشة لجمال الكورنيش، الذي يخضع كغيره من شواطئ سكيكدة، عند اقتراب مواسم الاصطياف، لعمليات ترقيعية، تصرف من خلالها أموالا طائلة، من أجل أشغال لا تصمد سوى شهرين أو 3 أشهر أوّ أقل. كما يبقى الممر المؤدي إلى شاطئي ميرامار والمحجرة، بحاجة إلى إعادة صيانة، لاسيما الجسرين الصغيرين، مع تنظيف المكان وتدعمه بالإنارة العمومية.
وهذا دون الحديث عن غياب شبه كلي للمساحات والفضاءات الخضراء والحدائق، وحتّى أشجار الزينة الممتدة على طول كورنيش سكيكدة منعدمة، كما أنّ تلك التي تمّ غرسها على امتداد كورنيش طريق المعز، اختفى بعضها بسبب الأشغال التي عرفها هذا الأخير، خلال السنوات الأخيرة، دون أن تتكلفل المصالح المعنية بإعادة زرعها، ناهيك عن افتقار هذا الأخير لمخطط تهيئة عصري، كفيل بتخفيف الضغط عن سطورة، التي تشهد خلال فصل الصيف، ازدحاما كبيرا وضغط لا متناهي، بسبب التوافد القياسي للعائلات والسياح.
370 حرفي متخصّص يعرضون منتجاتهم طيلة الموسم
وفي سياق النشاطات ذات الصلة بالموسم الصيفي، ستحتضن سكيكدة طيلة موسم الاصطياف 2025، معرضا للصناعة التقليدية بمشاركة 13 ولاية وهي قسنطينة، الطارف، ميلة، جيجل، الوادي، غرداية، سطيف، البويرة، بومرداس، تيزي وزو، تلمسان، المسيلة وسكيكدة، أين سيقدم 370 حرفيا متخصّصا، مختلف منتجاتهم التقليدية، التي تعبر عن تنوع التراث الثقافي للجزائر، سيتمّ توزيعهم على 6 بلديات ساحلية بإقليم الولاية وهي القل، المرسى، فلفلة، حمادي كرومة، بني بشير، وعاصمة الولاية، وإضافة إلى ذلك، وفي إطار الشراكة والتوأمة مع الولايات لترويج المنتجات التقليدية، ستستضيف ولاية سكيكدة، في الفترة الممتدة من 20 جوان إلى غاية الفاتح من شهر جويلية، ولاية ، من خلال معرض الصناعة التقليدية الذي تنظمه جمعيات الصناعة التقليدية.
3 مؤسسات فندقية تدخل الخدمة قريبا
وينتظر أن يتدعّم قطاع السياحة بولاية سكيكدة، بـ 3 مؤسسات فندقية يرتقب دخولها حيّز الخدمة بداية من الموسم الصيفي الجديد، اثنتان منها بإقليم بلدية سكيكدة بكل من سطورة ووسط المدينة، والثالثة بمدينة القل، بطاقة استيعاب تقدّر إجمالا بحوالي 310 سرير، وهذا حسب ما علمته "المساء" من مديرية السياحة للولاية، كما يرتقب أيضا إلى جانب ذلك، الإعلان عن فتح شواطئ جديدة للسباحة، ستضاف إلى 35 شاطئا تمّ فتحه الموسم الصيفي لسنة 2024، والتي تبقى مرهونة بمصادقة اللجنة الولائية، التي عاينت تلك الشواطئ المقررة للفتح، والموجودة بإقليم بلديات خناق مايون، تمالوس، وفلفلة.
للإشارة، تتوفّر ولاية سكيكدة، على 29 مؤسسة فندقية بقدرة إيواء تبلغ 3672 سرير، في حين تبلغ قدرة استيعاب باقي هياكل الإيواء الأخرى، 1260 سرير موزعة بين 5 مخيمات، و4 بيوت شباب، بإجمالي يصل إلى 38 مؤسسة توفر 5430 سرير.
جهود تبذل لإنجاح "الإقامة عند السّاكن"
وبالموازاة مع ذلك، تسعى مديرية السياحة للولاية، لإنجاح عملية "الإقامة لدى الساكن"، التي توليها الوزارة الوصية أهمية كبرى، وحسب معلومات "المساء"، توجد لحدّ الساعة 3 طلبات ستقوم لجنة ولائية بدراستها مع معاينة أماكن الإقامة.