مزرعة شعيب محمد بالرويبة "منطقة ظل" بامتياز
السكان يطالبون بالترحيل أو تسوية عقود الملكية

- 460

لم تنل بعدُ بعض المناطق المعزولة بالمقاطعة الإدارية للرويبة، في ولاية الجزائر، نصيبها من الاهتمام، حيث رفع، في هذا الشأن، سكان مزرعة "شعيب محمد" المحايدة للطريق السيار "شرق-غرب"، جملة من الانشغالات، ترجمت لنقائص في عدة مرافق، إلى جانب إشكالية تسوية الوضع الإداري للمقيمين بالمنطقة، في مساكن تعود إلى العقبة الاستعمارية، ولم يشملهم برنامج إعادة الإسكان إلى حد الساعة.
زارت "المساء" مزرعة "شعيب محمد" بمقاطعة الرويبة، حيث التقت بسكان الحي، الذين رفعوا نداء استغاثة للسلطات المعنية، من أجل النظر في انشغالاتهم والنقائص التي يعانون منها منذ سنوات.
100 عائلة تطالب بتسوية العقود أو الترحيل
أكدت إحدى القاطنات بمزرعة "شعيب محمد" لـ"المساء"، أن سكان المنطقة يعيشون منذ الاستقلال، في سكنات قديمة وبدون عقود ملكية، مؤكدة أن نداءاتهم لم تجد آذانا صاغية من قبل المسؤولين، لتسوية وضعيتهم أو ترحيلهم إلى سكنات تليق بهم، مردفة أن السلطات المحلية، ممثلة في منتخبي البلدية، اكتفت بالوعود، كل حسب عهدته، لكن لا شيء تغير إلى حد الساعة.
أكد القاطنون بالمزرعة لـ"المساء"، أن "الحوش" كان يضم في بداية الاستقلال، عائلات تعد على أصابع اليد الواحدة، يشتغلون في خدمة الأرض، لكن مع التغيرات الحاصلة والظروف غير المستقرة، ارتفع عدد السكان اليوم إلى أكثر من 100 عائلة، مشيرين إلى أن البنايات غير المتناسقة والهشة، أضحت مصدر قلق للعائلات القاطنة، حيث أصبح السكان "غير قادرين" على العيش في موقع لا يتوفر على شروط الحياة الكريمة.
كما أكدت إحدى القاطنات بالحي، أن وضعية العائلات لا زالت معلقة، إذ تفضل البقاء في منازلها بعقود ملكية، أو ترحيلها إلى سكنات لائقة، مشيرة إلى عدم استفادة المقيمين، من السكن الاجتماعي في كل عمليات ترحيل، خاصة برنامج الترحيل الموجه لقاطني البيوت القصديرية والهشة، موضحة أن وضعية السكان تتعقد بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، ولا يستطيعون ترميم سكناتهم وتجديدها، لأنها ليست ملكهم، ولازالت تابعة لأملاك الدولة، بالتالي لا يمكنهم التصرف فيها حتى وإن كانوا يقطنون فيها منذ السنوات الأولى للاستقلال.
طرقات مهترئة وأوحال تعرقل سير السكان
كما طالب محدثو "المساء"، بتعبيد الطرقات التي تتحول إلى برك مائية في الشتاء، مع تهاطل الأمطار، وهو ما يعرقل مسار حياتهم ويضطرون إلى البقاء في بيوتهم، بسبب صعوبة التحرك داخل الحي، مؤكدين أن هناك عدة مشاكل بحيهم، أهمها الانهيارات الجزئية للسكنات التي تكاد تسقط على قاطنيها، وتشكل خطرا عليهم، لاسيما عند تهاطل الأمطار، حين يتحول الحي إلى مسبح، بارتفاع منسوب المياه، ويمنع السكان من الخروج من بيوتهم، وحتى الأطفال للتوجه إلى مدارسهم، تقول إحدى القاطنات بالحي.
كما أكد السكان، أن أشغال تهيئة قنوات الصرف الصحي، التي أطلقتها السلطات المحلية، تتوقف في كل مرة، فيما أبدوا قلقهم من تقاعس المنتخبين المحليين، مطالبين بضرورة التعجيل بتزفيت الطرق المهترئة، والقضاء على الحفر التي عطلت السير، علما أنهم سجلوا حوادث سقوط أطفال داخل قنوات تصريف مياه الأمطار العشوائية.
وقد عبر المعنيون، عن امتعاضهم الشديد، لعدم تحرك السلطات المعنية من أجل النظر إلى مختلف النقائص الموجودة بالحي، وعليه طالب هؤلاء بتهيئة شاملة للحي، إلى جانب قنوات الصرف الصحي، التي اعتبروها غير مضبوطة، وهو ما يضاعف، حسبهم، من ارتفاع منسوب المياه مع تساقط الأمطار.
كما طالب سكان المزرعة، بتعزيز خطوط النقل، وتوفير حافلات تربط المنطقة بالبلديات المجاورة، علما أنهم يقطعون مسافة 2 كلم للوصول إلى الطريق العام صباحا ومساء، مؤكدين أن السلطات على علم بكل هذه المشاكل، ولا تتحرك لتدارك هذا الوضع، وإنهاء معاناة قاطني المزرعة.