فيما استرجعت كميات معتبرة من الفلين المسروق

الشرطة الحراجية بسكيكدة تتعقب "مافيا" الغابات

الشرطة الحراجية بسكيكدة تتعقب "مافيا" الغابات
  • 586
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

كثفت مصالح محافظة الغابات لولاية سكيكدة، في إطار مهام الشرطة الحراجية، من جهودها الرامية إلى محاربة مختلف ظواهر التعدي على الثروة الغابية، لا سيما منها نقل المنتجات الغابية بطرق غير قانونية.

نجح أعوان محافظة الغابات خلال شهر أكتوبر الجاري، وفي عمليات نوعية متفرّقة، في حجز كميات معتبرة جدا من الفلين، قُدّرت بأكثر من 225 كيس فلين إنتاجي مجزّأ، بالإضافة إلى أكثر من 10 ستائر فلين، وذلك على مستوى المناطق الغابية بكل من السعادنية بإقليم بلدية قنواع، وأمبالة بإقليم بلدية بني زيد، وبغابات أم الطوب، وعين قشرة غرب سكيكدة، بالإضافة إلى تدمير 4 مفاحم بمنطقة جندل شرق عاصمة الولاية.

وتمّت العملية بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة القضائية، وبدعم من المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، فيما تمّ فتح تحقيقات للوصول إلى الأطراف الإجرامية التي تقف وراء محاولة استنزاف الثروة الغابية من "مافيا" الفلين والفحم، ومنه تقديمهم أمام الجهات القضائية المختصّة.
وتسهر مصالح محافظة الغابات للولاية في إطار مهامها وبناء على مخطط عملي بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة وجهاز العدالة، على حماية الأملاك الغابية الوطنية من مختلف أشكال التعديات؛ على غرار ظاهرة استغلال الثروة الغابية دون رخصة، والرعي العشوائي، والتسييج والتفحيم... وغيرها، والتي تؤثر بشكل مباشر على الغطاء الغابي، ومنه تهدد التوازن الإيكولوجي. ويتجلى ذلك من خلال القيام بعمليات مداهمة، ومراقبة الغابات أو الورشات، من خلال التحري عن مصدر الفلين المتواجد لديها.

وحسب مصادر "المساء" المختلفة، فإن عصابات الفلين والخشب التي تنشط لا سيما بغابات الجهة الغربية من الولاية، تستعمل العديد من المسالك الغابية صباحا أو ليلا؛ قصد تهريب ما يمكن تهريبه من الفلين عبر شبكات إجرامية منظّمة تنشط في المجال، ويمتدّ نشاطها خارج تراب الولاية؛ إذ تقوم في كثير من الأحيان، بتزويد بعض الورشات بهذه المادّة الاستراتيجية الحيوية، التي تقوم، بدورها، بتصدير كميات كبيرة منها إلى الخارج؛ لكونها مطلوبة جدا عالميا.

وإذا كانت ولاية سكيكدة مشهورة وطنيا بهذا المنتوج المتربّع على مساحة 62 ألف هكتار، فإنّها، خلال السنوات الأخيرة، سجلت تراجعا نسبيا في إنتاج مادة الفلين؛ بفعل العديد من العوامل؛ كالحرائق التي أتت على مساحات كبيرة من هذه الأخيرة، وبعض الأمراض التي أصابت أشجار البلوط الفليني، لا سيما على مستوى منطقتي الزيتونة وأولاد أعطية؛ بسبب حشرة تتغذى على أوراق شجرة الفلين؛ ما يجعلها ضعيفة إنتاجا.

ولحماية أشجار الفلين سطرت المصالح المختصة بمحافظة الغابات، برنامجا، تمثل في اصطياد ذكور الفراشات باستعمال مصائد مهيأة؛ لمنع التزاوج، وبالتالي تقليل مستوى العدوى في الموسم المقبل، وهو برنامج وقائي دون استعمال المواد الكيماوية؛ باصطياد ذكور الفراشات بمصائد مهيأة لهذا الغرض تحتوي على هرمون الأنثى. وبدأت العملية تعطي نتائجها، ناهيك عن عمليات المراقبة التي تقوم بها الوحدات المختصّة التابعة لها على مدار السنة كلّها، دون إغفال عمليات التشجير.