مع الدول الإفريقية المجاورة
"المقار" نقطة انطلاق لتجسيد استثمار "حقيقي"
- 1086
أجمع مشاركون في يوم دراسي حول ‘’آفاق الاستثمار بتندوف"، بعد فتح المعبر الحدودي البري بين الجزائر وموريتانيا "الشهيد مصطفى بن بولعيد"، نظم أمس الأربعاء، أن التظاهرة الاقتصادية والتجارية "المقار"، تعد نقطة انطلاق نحو تجسيد استثمار "حقيقي" مع الدول الإفريقية المجاورة.
أبرز متدخلون، من متعاملين اقتصاديين وأساتذة وباحثين جامعيين، في هذا اللقاء الذي عقد بالمركز الجامعي "علي كافي" بتندوف، بمبادرة من غرفة الصناعة والتجارة "تفاقومت"، أهمية تنظيم مثل هذه الأحداث الاقتصادية، وانعكاساتها الإيجابية على تطوير الاستثمار المحلي ولفائدة دول الجوار أيضا.
في هذا الصدد، أوضحت الباحثة في مجال إدارة الأعمال، نجاة وسيلة بلغنامي، أن "إعادة بعث التظاهرة الاقتصادية المقار، بعد توقف دام أكثر من 45 سنة، يشكل فرصة هامة للمتعاملين الاقتصاديين للدول الإفريقية المجاورة والجزائر، من أجل استحداث تنمية اقتصادية وتبادل تجاري يليق بمكانة هذه الدول، ويعزز علاقات التبادل وتفعيل فرص الشراكة بينها".
أشارت المتدخلة إلى أن "هذا الحدث الاقتصادي والتجاري الذي ستحتضن فعالياته دول إفريقية أخرى، من شأنه أن يفتح آفاقا واسعة، للمساهمة في رفع ناتجها الوطني"، مما يبرز ـ حسبها- أهمية التفكير في التوجه نحو المبادرات المقاولاتية خارج قطاع المحروقات". وأبرزت في هذا السياق، أهمية ودور المناطق الحدودية وكذا هذا المعبر الحدودي، في جلب فرص الاستثمار لولاية تندوف، بالإضافة إلى التعريف والترويج للمنتوج المحلي.
من جهته، أكد رئيس غرفة الصناعة والتجارة "تفاقومت"، نوح أبيري، أن المعبر الحدودي الجزائري الموريتاني، عامل فعال في إعادة بعث تظاهرة "المقار"، معربا عن أمله في استحداث نشاط "حقيقي" في مجال التبادلات التجارية مع دول غرب إفريقيا، من خلال هذا المعبر البري، وأبرز في هذا الخصوص، أهمية إنجاز الطريق الرابط بين هذا المعبر الحدودي ومدينة زويرات (موريتانيا)، وهو ما سيشكل أيضا عاملا إضافيا في مجال تشجيع التبادلات بين البلدين.
تطرق المسؤول إلى أهمية هذه اللقاءات في فتح الطريق لجلب الاستثمار لمنطقة تندوف، مثمنا في الوقت عينه، تنظيم هذا الموعد الاقتصادي الذي كانت جزءا من الأحداث التجارية للمنطقة منذ أمد طويل، وأشار إلى أن ولاية تندوف تربطها حدود شاسعة مع سكان غرب إفريقيا، الذين يتجاوز عددهم 300 مليون نسمة، وهو ما سيمكن، في حال توفير كافة الإمكانيات والشروط المطلوبة، من إنعاش السوق المحلية والوطنية.
للإشارة، يشارك في هذا المعرض الدولي الاقتصادي في طبعته الجديدة، والذي غاب منذ سبعينيات القرن الماضي عن المنطقة، وتتواصل فعالياته بتندوف، ما لا يقل عن 100 متعامل اقتصادي من الجزائر ومن دول إفريقية مجاورة، على غرار موريتانيا ومالي، إلى جانب تجار من الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
يشكل هذا الموعد فرصة لتطوير التبادلات التجارية، وتوفير قاعدة لوجيستية على مستوى هذه الولاية، تسمح بتوفير الشروط المطلوبة لنقل البضائع، وتضمن إجراءات تخزين السلع وتسيير إجراءات الجمركة، إلى جانب توفير مداخيل جديدة لبلدية تندوف، حسب المنظمين.
كما تعد تظاهرة "المقار" (16-23 نوفمبر) فرصة للمتعاملين الاقتصاديين الوطنيين لترويج وتسويق منتوجاتهم، وإمضاء اتفاقيات تعاون في هذا المجال، إلى جانب تعريف نظرائهم الأفارقة بالمنتوجات الجزائرية الموجهة للتصدير، مثلما أشير إليه.