تنظم دار الثقافة "هواري بومدين" لولاية سطيف، بالتعاون مع جمعية "أنيس" الثقافية، في الفترة الممتدة من 27 إلى 30 ماي الجاري، الملتقى الوطني "النقد المسرحي في الجزائر، الراهن والمأمول"، حيث سيفتح منبره لعدد من الأساتذة والباحثين، للخوض في إشكاليات النقد المسرحي، ويرفع الستار عن مجموعة من العروض المسرحية.

يحمل الملتقى شعار "المسرح في رحاب الجامعة"، وهي الفكرة التي بادرت بها وزارة الثقافة والفنون منذ مطلع السنة الحالية، بعد أن أمضت اتفاقية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي كشفت عنها وزيرة الثقافة صورية مولوجي في ديسمبر 2023، خلال إشرافها على افتتاح المهرجان الوطني للمسرح المحترف 16.

إلى جانب هذا الملتقى المرتقب قريبا، نُظمت عدة نشاطات وفعاليات ضمن هذا المسعى، في إشراك الجامعة وتفعيل دورها في المسرح، وهي المبادرة التي تصب في سياق ترقية الفعل المسرحي، وتعزيز دور المسرح في الوسط الجامعي، إما على مستوى المؤسسات البيداغوجية، أو في الإقامات الجامعية، ما سيساهم في خلق وتشجيع الفرق المسرحية الجامعية، وتقديم العروض المنتجة من طرف المسارح الجهوية، إلى جانب تجسير العمل بين المؤسسات المسرحية المحترفة والطلبة المبدعين.

ينتظر من المشاركين من أساتذة وباحثين جامعيين، الوقوف عند راهن النقد المسرحي ومسؤولياته المخولة له، ومن الأكيد أنه سيسجل تراجعه أو غيابه في الأداء، بالتالي ستكون هناك فرصة لاستشراف المأمول منه، ودعوة النقاد إلى ممارسة دورهم في هذا الخصوص، ربما يتطلب الأمر إنشاء مجلات نقدية متخصصة، تكون مساحة لهؤلاء في نشر مقالاتهم، والشأن هنا لا يتعلق بالمجلات العلمية المحكمة فقط. وستنظم في ملتقى سطيف، فضلا عن المحاضرات وتقديم مسرحيات، ورشات تكوينية خاصة في بعض مهن فنون العرض.

ويشكل موضوع النقد المسرحي في الجزائر محورا قليل التناول بالدراسة، ويرى العديد من المسرحيين الجزائريين غياب هذه الآلية في المشهد عموما، ويحاول الملتقى المنتظر أن يضيء جوانب من هذه العملية الأكاديمية، وأهميتها في رفع مستوى الأداء المسرحي في الجزائر، فالكتابة النقدية الخاصة بالمسرح محتشمة جدا، ويغلب على هذا الشأن كتابات انطباعية سطحية، موجودة في يوميات الجرائد، مثلا. من جهة أخرى، يتمتع الناقد المسرحي الأكاديمي بأدوات النقد الحقيقية، في تحليل العرض المسرحي وتفكيك قيمه الفكرية والجمالية، والتي على ضوئها، يقيم المسرحيات ويسجل نجاحها من فشلها.