تجمع مقومات المتعة والسياحة

بـومرداس لا تنام صيفا

بـومرداس لا تنام صيفا
  • القراءات: 4795 مرات
حنان. س حنان. س

تمتد السهرات الليلية بمدينة بومرداس الساحلية، إلى ساعات الصباح الأولى، خلال موسم الاصطياف، حيث تتحول الساحات العمومية والحدائق والشوارع الرئيسية إلى فضاء مفتوح، يستقطب آلاف الزوار من أبناء الولاية وضيوفها من مختلف الولايات، بل وحتى بعض الشواطئ، على غرار شاطئ "الدلفين" الذي يستقطب من جهته، عشاق السباحة ليلا، بينما تبقى الواجهة البحرية مقصدا مفضلا للكثيرين، لتوسطها فضاءات الراحة والاستجمام، ووجود عشرات المحلات التجارية تقدم خدمات مختلفة. كما ساعد توفر عامل الأمن، بفضل التواجد المكثف لعناصر الشرطة، على ربط ليالي المدينة بنهارها.

يجد زوار مدينة بومرداس خلال صائفة 2024، متعة كبيرة في التجول ليلا، بين أهم شوارعها الرئيسية، على غرار شارع "الاستقلال" المعروف محليا بـ"البولفار"، والذي يعد من الشوارع الرئيسية في المدينة، حيث يعج به محبو السهر ليلا خلال العطلة الصيفية.
توجد على جانب هذا الشارع، العديد من المحلات التجارية، لاسيما لبيع المثلجات والحلويات العصرية، يتوسطه نافورة مياه جميلة تضيء ليلا بألوان زاهية، تجلب إليها محبي التقاط الصور، لمشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما توجد على إحدى جوانبه، حديقة صغيرة تستقطب محبي السمر. 
يحتضن الشارع على جانب آخر، المقر الرئيسي لولاية بومرداس، وكذا مقر جامعة "امحمد بوقرة"، وقاعة السنيما التاريخية "إي. أن. أش"، وبمحاذاتها دار الثقافة "رشيد ميموني".. كلها معالم تستقطب هي الأخرى محبي التقاط الصور من زوار الولاية، لاسيما الشباب. يؤدي "البولفار" إلى كورنيش الواجهة البحرية، التي تعد من جهتها مقصدا رئيسيا على مدار ساعات النهار، إلا أنها تتحول إلى خلية نحل كل ليلة، ليس فقط للوافدين من محبي السهرات الطويلة، لكن كذلك بالنسبة للأطفال الذين يجددون الموعد كل ليلة بالمكان، قبالة حظيرة "بوزقزة"، التي تتحول خلال ليالي صيف 2024، إلى مسرح على الهواء الطلق، بفضل عروض خاصة، منها ألعاب الخفة والبهلوان، وعروض أخرى تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة، صاحبة العلامة الكاملة في الترفيه والتنشيط الشبابي.
مقابل نفس المكان، هناك شاطئ "الدلفين" الرئيسي، الذي يحتضن هذا الموسم فضاء الترفيه والتنشيط المجاني، الذي يعج كل ليلة بمئات العائلات التي تصطحب أطفالها للاستمتاع بالألعاب المنصبة، لاسيما "الطوبوغون" و"الترونبولين" وغيرهما. وساهمت الإنارة العمومية المكثفة في السماح للعائلات بإطالة السهرات الليلية إلى ساعات الصباح الأولى، وللبعض بالسباحة ليلا..
من نفس المكان، تنطلق رحلة المشي الطويل على كورنيش واجهة البحر إلى حديقة "النصر". وبالكورنيش متعة ليلية أخرى، بفضل عشرات المحلات التجارية والمطاعم وباعة المثلجات وباعة الشاي المتجولين، وبفضل اللمسة الخاصة التي يضفيها معرض الصناعة التقليدية على المكان، دون إغفال الإشارة إلى حديقة "الاستقلال" المستحدثة بداية الصائفة الجارية، وهي بمثابة مكان عائلي آخر، يمنح زوار عاصمة "الصخرة السوداء" فضاء للراحة قبالة الأزرق الكبير، طوال سهرات بومرداس.
ومشيا على الأقدام من هذه الحديقة الصغيرة، مرورا على الكورنيش، يصل محبو السهر الطويل إلى حديقة "النصر" بحي "800 مسكن"، والتي تعد من جهتها، بمثابة المحج الحقيقي للعائلات الباحثة عن الراحة، بداية من عصر كل يوم إلى ساعات الصباح الأولى من اليوم الموالي.
هذه الحديقة المتربعة على قرابة 10 هكتارات، تستقطب من جهتها، أفواجا من الزائرين للمدينة السياحية، على مدار ساعات اليوم، غير أن الفترات الليلية تبقى المفضلة خلال الصيف. كما أن موقعها الاستراتيجي الذي يربطها من كورنيش الواجهة البحرية إلى شاطئ "القرصان" ببلدية قورصو، وإطلالتها على عدة شواطئ، يجعلها الوجهة المفضلة للعائلات ليلا، خاصة وأن الكثير من الألعاب لصالح الأطفال، منصبة على مستوى عدة فضاءات بنفس الحديقة التي تطل على غابة قورصو، من الجهة الغربية، وهي الغابة التي تعد من جهتها، فضاء آخر يستقطب العائلات ليلا ببلدية قورصو المجاورة، غير أن نقص الإنارة العمومية يرهن ذلك بكثير..
بالعودة إلى حديقة "النصر"، فإنها تضم بعض الأكشاك التجارية التي تقترح خدمات مختلفة، مثل الشاي والمكسرات لإطالة السهرات ليلا، وكذلك المثلجات والعصائر المجمدة بعدة نكهات. وإذا كان الأطفال يجدون ضالتهم في "التسكع" ما بين فضاءات اللعب الكثيرة المنصبة هنا وهناك، فإن محبي الهدوء قبالة الأزرق الكبير ليلا، يجدون متعة أخرى في المساحات الخضراء المترامية، حيث يستمتعون بالاستلقاء على العشب، أو ببعض الفضاءات المهيأة لتناول وجبة العشاء.
من بين أهم العوامل التي تساعد العائلات على التوافد على هذه الحديقة الجميلة، وجود عدة حظائر للمركبات على حوافها، ناهيك عن الإنارة العمومية التي تجعل المشي باتجاه شارع "11 ديسمبر" بحي التعاونيات ممتعا، رغم بعد المسافة بعض الشيء.. هذا الشارع يعد من أبرز الفضاءات التي تستقطب مئات الزوار، حيث يُعتبر أهم شارع للوافدين من المدخل الغربي لعاصمة الولاية، قدوما من العاصمة.
يؤدي هذا الشارع نحو محطة قطار مدينة بومرداس.. وإن كانت المسافة طويلة بعض الشيء، إلا أن المشي ليلا له ميزة أخرى، خاصة بوجود مئات المحلات التجارية التي يمتد نشاطها بالنسبة للبعض، إلى ما بعد منتصف الليل. وبالوصول إلى محطة القطار، باتجاه وسط المدينة، مرورا بساحة "المادور"، حيث تتراص عشرات محلات بيع الشواء والمثلجات وبعض المقاهي إلى ساحة "برديوي"، بمحلاتها الكثيرة لبيع المثلجات، والتي تقع بمدخل "البولفار" نحو الكورنيش، يكون الزائر لعاصمة الصخرة السوداء قد أحاط بكل معالمها، سواء بالنسبة للراجلين أفواجا وفرادى، أو بالنسبة للسواق، حيث يكون للسياقة ليلا متعة خاصة، بعيدا عن ازدحام ساعات النهار