أيام قليلة قبل الدخول المدرسي
بورصة الأدوات المدرسية في تصاعد.. واستقرار مرتقب
- 743
❊ "فايسبوك" غذى إشاعات ارتفاع الأسعار.. لاسيما الكراريس
❊ فرق كبير بين الأسعار في المكتبات والأسواق الشعبية
تعرف أسعار المستلزمات المدرسية، هذه الأيام، بأسواق بومرداس، تذبذبا كبيرا، أرجعه بعض الباعة إلى الضبابية السائدة في أسواق الجملة، حيث تتغير الأسعار ما بين عشية وضحاها، فيما أكد باعة آخرون، بأن مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار "فايسبوك"، غذت الإشاعات بشكل كبير، مؤخرا، فأضحى التحكم في الأسعار أمرا صعبا للغاية. في مقابل ذلك، تنظم مصالح ولاية بومرداس أسواق التضامن، بمناسبة الدخول المدرسي للموسم الجديد 2023-2024، في كل من بلديات دلس، برج منايل وبومرداس، لكسر موجهة الأسعار.
تستعد القرطاسيات ومكتبات بيع المستلزمات المدرسية هذه الأيام، لاستقبال سنة راسية جديدة، حيث انطلق العد التنازلي للعودة إلى المدارس، وما يصاحب ذلك من اقتناء واسع للأدوات المدرسية، بما في ذلك الحقائب والمآزر والكتب، حسب الأطوار التعليمية المختلفة.
وفي جولة قادت "المساء" إلى مدينة بودواو، المعروفة بأسواقها الشعبية، وقفت على تباين واضح لأسعار المستلزمات المدرسية ما بين قرطاسية وأخرى، وما بين طاولة وأخرى في سوق شعبية واحدة. وبالحديث إلى الباعة، فإن السبب يعود إلى تصرف التجار من أنفسهم في تحديد هوامش الربح، كونهم يقومون حاليا ـ حسب بعضهم- في تصريف مخزون الموسم الماضي، بينما أشار آخرون إلى أن العالم الافتراضي أو "الفايسبوك"، أضحى هو المتحكم مؤخرا في السوق بشكل كبير، بسبب إشاعات حددت أسعار هذا الكراس أو ذاك. كما أن استمرار تحديد المستلزمات المستوردة، أثر ـ بالنسبة لآخرين- في بورصة الأسعار بشكل أو بآخر، بينما بقي أرباب الأسر يتحينون الفرص، مرتقبين تراجعا في الأسعار، أو على الأقل استقرارها حتى يمر الدخول المدرسي في أمان..
أسعار مستقرة.. والزيادة مست مشتقات الأوراق
وفي الموضوع، تحدثت "المساء" إلى بائع بمكتبة "الرمال" في حي الجمال، وسط مدينة بودواو، الذي أكد أن أسعار المستلزمات المدرسية للموسم الجديد مستقرة، موضحا أن الأسعار شهدت منحى تصاعديا في فترة تفشي جائحة "كورونا"، لاسيما مشتقات الأوراق، حيث تجاوزت الزيادة حدود 20 بالمائة، وهو ما أثر بشكل مباشر على أسعار التجزئة بالنسبة للكراريس من مختلف الأحجام. أما بالنسبة لسعر كراس من 96 صفحة، الذي راج مؤخرا، وبلغ سعره 170 دج، فإن المتحدث، أكد أن ذلك مجرد إشاعات، حيث عرض في المكتبة بسعر 90 دينار فقط، وعرض كراس من 64 صفحة بسعر 70 دينار، وهما من أكثر الكراريس طلبا، لاسيما بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، بينما حدد سعر كراس 120 صفحة بـ120 دينار، وكراس 288 صفحة بـ288 دينار، وهما فئتا الكراريس المطلوبة بالنسبة للطورين المتوسط والثانوي، مع الإشارة إلى وصولهما على التوالي إلى حدود 150 دينار و300 دينار في قرطاسيات أخرى..
من جهة أخرى، عرفت أسعار باقي المستلزمات المدرسية، من مقلمات وألوان وسيالات، استقرارا، حسب نفس المتحدث، الذي أكد التعامل بنفس أسعار الموسم الماضي، بالنظر إلى بقاء مخزون الموسم الماضي، ما جعله يشير إلى احتمالية ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، شهر جانفي 2024، حيث أشار إلى انفتاح محتمل للاستيراد، بما يسمح في التحكم بشكل أحسن في العرض والطلب.
5 آلاف دينار.. معدل سعر المحفظة بمستلزماتها
يشير بائع آخر بمكتبة أخرى في نفس المدينة، إلى أن الأسعار في هذه الفترة التي تسبق العودة إلى المدراس "مستقرة إلى حد ما"، موضحا أن أسعار الأدوات المدرسية سجلت خلال المواسم الثلاثة الماضية، ارتفاعا محسوسا، أثر على البائع والمستهلك، وفي نفس الأسعار المتبعة ـ حسبه ـ لهذا الموسم، معرجا من جهة أخرى، على أمر ارتفاع مشتقات الأوراق، حيث أشار إلى أن علبة واحدة من 500 ورقة بيضاء كانت في موسم 2019 تباع بـ550دينار، قفزت خلال الموسم الجاري إلى 780 دينار، وهو ما يفسر ـ حسبه ـ الارتفاع الكبير للكراس بمختلف أحجامه. وقد أرجع المتحدث هذا الارتفاع إلى أسعار الورق في البورصات العالمية، وما خلفته أزمة "كورونا" على الاقتصاد العالمي.
وفي المقابل، لفت البائع إلى أسعار الحقائب التي عرفت هي الأخرى استقرارا، وهي تتراوح حسب النوعية، ما بين 1900 دينار إلى 3500 دينار. وبعملية حسابية بسيطة، قال محدثنا بأن حقيبة تلميذ في سنة الأولى ابتدائي بمستلزماتها، يصل سعرها إلى 5400 دينار، دون احتساب الكتب المدرسية، وحقيبة تلميذ في الخامسة ابتدائي، يصل سعرها إلى 6500 دينار دون كتب أيضا، بينما يرتفع السعر في الطورين المتوسط والثانوي باحتساب الكراريس الأكبر حجما... وغيرها من المستلزمات، تبعا لكل شعبة.
الأسواق الشعبية.. ملاذ الأسر محدودة الدخل
غير بعيد عن قرطاسيات وسط مدينة بودواو، اتجهت "المساء"، إلى السوق الشعبية الكائنة بمحاذاة محطة المواصلات، وهي من أهم الأسواق اليومية بالجهة الشرقية للعاصمة، بالنظر إلى تنوع المعروضات والأسعار المعقولة المطبقة، حيث قال عمي السعيد، بائع دائم للأدوات المدرسية والكتب المستعملة، إنه يسود حاليا نوع من الضبابية في أسعار المستلزمات المدرسية، مستعملا في تعبيره كلمة "خالوطة"، وشرح ذلك بقوله إن "السوق في هذه الفترة، تتسم بالتقلب"، مردفا بقوله: "قبل أيام، اشتريت كراس 96 صفحة بـ50 دينارا في سوق الجملة، وبعته بـ60 دينارا.. وبعده بأيام، قصدت نفس السوق للشراء مجددا، وجدته بـ70 دينارا، ولا تترفر الكمية المطلوبة.. ولم أفهم السبب"، يتساءل المتحدث الذي أشار من جهته، إلى الإشاعات المغرضة المتداولة عبر موقع "فايسبوك"، التي تغذي سلوك الناس بشكل سلبي..
أما بالنسبة للحقائب المدرسية، فإن أسعارها عند نفس البائع معقولة جدا، حيث يقوم شخصيا بخياطتها في ورشته بنفس المدينة، ويعرضها ما بين 700 دينار و1500 دينار من مختلف الأحجام، بينما يعرض الكتب المدرسية المستعملة بسعر موحد بـ100 دينار لكل عنوان، فيما تحدد أسعار الجديدة منها تلقائيا. وختم عمي السعيد حديثه بالقول، إنه يتوقع استقرارا في سوق الأدوات المدرسية في أول أسبوع من سبتمبر، مثلما جرت عليه العادة في كل موسم دراسي..
أسعار خارج السيطرة.. وميزانية الأسر على المحك
تحدثنا إلى بعض أرباب الأسر، ممن ترددوا على أسواق المستلزمات المدرسية، سواء للشراء أو لتحسس الأسعار، حيث قالت ربة أسرة، لديها ولدان يدرسان في الطور المتوسط، إنه لا يمكن إطلاقا تحديد ميزانية معنية للأدوات المدرسية، ولا حتى تخصيص ميزانية خاصة بهذه المناسبة، والسبب في ذلك، حسبها، يعود إلى الغلاء الكبير الذي مس كل مناحي الحياة. وقالت: "لا أستطيع التحكم في الميزانية مهما حاولت.. فزوجي عامل بسيط يتقاضى أجرا لا يتعدى 30 ألف دينار.. وكل شيء غال.. وعند العودة إلى المدارس، أشتري حسب الطلب، كما أنني ألجأ لاقتناء الكتب المدرسية من عند البعض حتى اقتصد بعض المال"، فيما أكدت ربة أسرة لديها 3 أطفال متمدرسين في الطورين الابتدائي والثانوي، أنه من الصعب تحديد ميزانية معنية للدخول المدرسي، بالنظر إلى الارتفاع الكبير لأسعار المستلزمات، سواء القرطاسية أو الكتب، يضاف إلى ذلك، أسعار الدروس الخصوصية. وقالت إنها تأتي إلى سوق بودواو الشعبية لتحري بورصة الأسعار.
ونشير أخيرا، إلى أن مصالح ولاية بومرداس، تنظم أسواق التضامن المدرسي بكل من بلديات دلس وبرج منايل وبومرداس، منذ 28 أوت 2023، بمشاركة العديد من تجار الأدوات والكتب المدرسية وبأسعار مدروسة.