والي تيزي وزو يؤكد:

تحقيق التنمية مرهون بتحديد الأولويات وتجاوز المعارضة

تحقيق التنمية مرهون بتحديد الأولويات وتجاوز المعارضة
  • القراءات: 631
س.زميحي س.زميحي

أكد والي تيزي وزو محمود جامع، على أن تحقيق التنمية المحلية مرهون بتحديد الأولويات والاحتياجات المستعجلة، موضحا أن الانشغالات كثيرة ولا يمكن تجسيدها خلال سنة أو سنتين، وأن التنمية تتطور وتسير وفقا للمطالب  التي تعمل السلطات على تكيفيها وفقا للموارد المالية، داعيا السكان ولجان القرى إلى المساهمة في تحقيق المشاريع المبرمجة، من خلال فتح باب الحوار لحل مشكل الاعتراضات التي تواجه مختلف البرامج.

الوالي الذي حل ضيفا على فوروم إذاعة تيزي وزو المحلية، نهاية الأسبوع الفارط، قال إن احتياجات السكان كثيرة، والاستجابة لها يتطلب وقتا، لذلك تحديد الأولويات ضروري لضبط المشاريع التي يجب إنجازها قبل أخرى، مثلا، بمناطق الظل التي تحتاج التركيز بالدرجة الأولى على توفير التيار الكهربائي، الماء، الصرف وغيرها، كونها مشاريع هامة لا يمكن الاستغناء عنها، لاسيما في ظل طموح المواطنين في تحسين إطارهم المعيشي، موضحا أنه يجب اعتماد مقاربة جديدة مع لجان القرى ورؤساء البلديات لترتيب الأولويات وتحديد الأهداف، حتى يتم التكفل بها عند توفر المال، وأن على كل مسؤول مهمته التكفل بمشاريع قطاعه، والعمل على تغليب لغة الحوار لإيجاد حلول لكل المشاكل، أو على الأقل بعضها.

مرافق مدرسية، جامعية ومهنية قيد الإنجاز وأخرى نحو الاستلام

قال الوالي محمود جامع، إن مصالح الولاية بذلت مجهودات في سبيل الاستجابة للاحتياجات المعلن عنها على مستوى قطاع التربية، التعليم العالي والبحث العلمي وكذا التكوين المهني والتمهين، التي تسمح بتوفير ورفع قدرة الاستيعاب وتوفير ظروف تكوين وتمدرس جيدة ومواتية لأبناء الولاية، من خلال القضاء على المشاكل التي تعود مع كل دخول جامعي أو مدرسي.

قال الوالي بلغة الأرقام، إن قطاع التربية الوطنية يشهد مع الدخول المقبل، استلام 11 مجمعا مدرسيا في الطور الابتدائي في عدة مناطق، منها تامدة، أعزازقة، قطب الامتياز، ذراع الميزان، وادي فالي وغيرها، إضافة إلى 5 مجمعات مدرسية تكفلت بها البلديات، واستفادت منها كل من إيلولة أومالو، معاتقة، تيزي وزو واعزازقة، إلى جانب استثمارات أخرى مكملة للمنشآت البيداغوجية، منها 8 مرافق رياضية، 3 أنظمة نصف داخلية، 9 مطاعم مدرسية و7 ملاعب مدرسية، دون نسيان أقسام التوسيع بالمدارس الابتدائية، وغيرها من المنشآت التي من شأنها توفير ظروف مدرس جيدة للتلاميذ، وتحسن المردود التربوي بالولاية.

تعرف السنة الدراسية 2020 /2021 استلام ثانوية أزفون وأخرى بافليسن، مع فتح أول ثانوية بإمسوحال،  ستسمح بتقريب المؤسسة من التلاميذ وتعزيز منشآت القطاع بمرافق وهياكل جديدة، في حين توجد 3 إكماليات ينتظر استلامها خلال الأشهر المقبلة بأغريب وزكري، إذ تم على مستواها الانتهاء من الجناح البيداغوجي، وبقي النظام نصف الداخلي الذي انطلقت أشغاله مؤخرا، مما يترتب عنه تأجيل استلام المؤسسة التربوية.

تجري التحضيرات على قدم وساق في سياق الدخول الجامعي الجديد، لضمان استلام 4000 سرير عبر إقليم الولاية، التي ينتظر استلامها في أواخر شهر أكتوبر، حيث تسهر مصالح الولاية، وعلى رأسها مصالح قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، على ضمان متابعة مستمرة ويومية لأشغال إنجاز 2500 سرير بتامدة، إذ تجري بها حاليا أشغال التهيئة الخارجية، إلى جانب مشروع 1500 سرير تجري أشغالها على مستوى منطقة رحاحلية بوادي عيسي، حيث يشير الوالي إلى أن المقاولين ومكاتب الدراسات يسهرون على احترام مواعيد الاستلام، لضمان دخول جامعي دون مشاكل أو أزمة في الأسرّة.

أعقب الوالي أن الولاية تعرف أشغال إنجاز 10 آلاف مقعد بيداغوجي بتامدة، التي قال، إنها لن تكون جاهزة مع الدخول الجامعي المقبل، رغم أن الأشغال جارية بها، معبرا عن أمله في استلام على الأقل 50 بالمائة السنة المقبلة، مضيفا أنه تم التركز هذه السنة، على تحديد الأولويات وتوفير الأسرّة التي ستحل مشكلة دامت مدة طويلة، في حين سيتعزز قطاع التكوين المهني بمنشآت على مستوى مركز التكوين "كراد رشيد"، التي تدخل حيز الخدمة في نوفمبر المقبل، واستلام مكتبة بمركز التكوين لاعزازقة في جانفي المقبل.

دعم إمكانيات الولاية في مواجهة الحرائق... والاستعداد للموسم الشتوي

عصفت رياح الحرائق بولاية تيزي وزو في صيف 2020، مخلفة خسائر كبيرة مست الغطاء النباتي، وكانت وراء ضياع نحو 5538 هكتارا. وحسب تصريحات الوالي، فإن هذه الحصيلة مؤقتة، وتمثل منها نسبة 38 بالمائة الغابات، مقابل 22 بالمائة، تمثل خسائر مست الأدغال، بينما فقدت الولاية 33 بالمائة من الأحراش، وكذا منتجات فلاحية أغلبيها أشجار مثمرة، موضحا أن الحرائق تعود كل سنة وتتطلب منا اليوم التنظيم للتكيف معها، لاسيما بخصوص كيفية أخذ إجراءات وقائية، مع إقحام المواطن في تنظيف المحيط والغابات، إلى جانب التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني، والتي ستمكننا، كما قال "من معرفة بعض الأسباب التي تقف وراء نشوب هذه الحرائق ومن يقف وراءها، وهل هي أعمال إجرامية، وهل ستكون هناك متابعات قضائية، وغيرها".

أعقب الوالي أنه وفقا للمناطق المصنفة ضمن خانة "الخطر"، تم وضع برنامج سيوجه للمديرية العامة للغابات، بغية تدعيم المحافظة الولائية بإمكانيات مواتية تسمح لها بمواجهة الوضعيات، وتجسيد برنامج لإنجاز طرق معبدة، مع تقوية مراكز المراقبة والحراسة.

أضاف الوالي أنه مع التحضير لموسم الصيف، تبدأ تحضيرات الاستعداد للموسم الشتوي، حيث ذكر أنه كل سنة تسجل الولاية أمطارا خريفية تخلف خسائر معتبرة، وأنه تم بالتنسيق مع كل الجهات المعنية والفاعلين من البلديات، الديوان الوطني للتطهير فرع تيزي وزو، الموارد المائية وغيرها، التحضير لوضع برنامج للتدخل، مع توجيه تعليمات من أجل القيام بأعمال الصيانة المعتادة، والحرص على متابعة "النقاط السوداء" التي تتطلب عناية وأحيانا ميزانيات كبيرة لمعالجتها، داعيا المواطنين إلى تفادي ترك مواد البناء ومخلفات الهدم على الأرصفة والطرق، لأن مياه الأمطار تجرفها وتنسبب في انسداد المجاري والبالوعات.

ذكر الوالي أن البلديات والدوائر مدعوة لضمان الامتثال لهذه التعليمات، من خلال ضمان مراقبة دائمة ومستمرة، وإنجاز أشغال التنظيف وصرف المجاري، لضمان اجتياز شتاء دون مشاكل، ولعل ما يتطلب تحقيقه، يضيف الوالي، إقحام المواطن نفسه والمساهمة في البرنامج.

الغاز والكهرباء... وتشجيع الاستثمار لخلق الثروات

اعتبر والي تيزي وزو أن نسبة الربط بشبكتي الغاز والكهرباء عبر تراب ولاية تيزي وزو "جيدة"، وقال بأن الولاية مزودة بشكل جيد على المستوى الوطني، حيث تمثل نسبة 98 بالمائة تغطية التيار الكهربائي لإقليم الولاية، مقابل تحقيق 87 بالمائة من نسبة ولوج شبكة الغاز الطبيعي السكنات عبر القرى والمناطق النائية، موضحا أن هناك برامج جارية لضمان ربط بلديات تقع بالجهة الشمالية الشرقية، على غرار زكري وأيت شافع وأقرو، والتي أعطيت العام الماضي، إشارة انطلاق أشغال بها، لتثبيت أنبوب نقل الغاز الذي يصل إلى غاية ولاية بجاية، ويسمح باستفادة عدة بلديات من هذه الطاقة. تطرق الوالي في هذا السياق، لمشكلة المعارضة التي تحاول السلطات المحلية معالجتها، مثلما هو مسجل على مستوى بلدية ايليلتن، مشيرا إلى أن المعارضة تسببت في حرمان العائلات من استغلال الطاقة، والتي يجب على المواطن التعاون من أجل تجاوزها، على اعتبار أن هذه المشاريع من شأنها تحسين إطاره المعيشي، مضيفا أن هذه المشكلة حالت دون تمكين 1800 منزل من استغلال غاز المدينة على مستوى قرية برقوقة ببلدية معاتقة، ونفس الشيء ببلدية ايليلتن وغيرها.

أردف الوالي أنه من حق المواطن الحصول على تقييم وتعويض قطع الأرض المستغلة لإنجاز مشاريع عمومية، لكن على المواطن إدارك أن هذه العمليات التنموية برمجت لتحسين إطاره المعيشي، كبرنامج الربط بالماء، الغاز، الكهرباء، الصرف ومشاريع التربية والصحة، وفضاءات اللعب والتسلية للشباب هامة وضرورية .

تطرق الوالي لمجال الاستثمار، حيث قال بأن الحكومة قررت، بناء على قانون المالية 2020، إنشاء لجنة تحت وصاية وزارة المناجم، من أجل وضع آليات جديدة للتكفل بالاستثمار وضمان الاستجابة لتطلعات حاملي المشاريع، من خلال إثراء النصوص القانونية المسيرة لهذه العملية، حيث يسمح بتحديد صلاحية الوالي والقطاعات الأخرى. يضيف الوالي أنه وفق ذلك، فتح ملف الاستثمار بالولاية، والعمل على إزالة كل التعقيدات الإدارية، موضحا أنه حتى يكون هناك اقتصاد محلي، يجب خلق مناصب شغل لامتصاص البطالة بمناطق الظل، دعما لجهود خلق الثروة وتقليص فاتورة المواد المستوردة.

أشار الوالي إلى أن هذه الآلية، من شأنها تحديد الأهداف وإتاحة الفرصة للولاة بالعمل بكل أريحية، مضيفا أنه تجري على مستوى الولاية، إنشاء موقع يكون بوابة ونافذة لكل مستثمر، لطرح انشغالاته والإجابة عنها من طرف القطاعات المعنية، في مسعى للعمل على تجاوز كل العراقيل وتفادي تضيع الوقت وتأخر المشاريع،

في حين أنه بالنسبة لبعض الملفات التي تتطلب التحكيم، سيتم الفصل فيها من طرف الوالي، وأنه في انتظار صدور موسوم بخصوص هذه الآلية، طرحت الولاية مسألة تهيئة مناطق النشاطات التي تعاني نقائص، مع اقتراح تزويدها بكل المتطلبات التي تسمح للمستثمرين باستغلالها دون مشاكل.

فيما أعقب الوالي بخصوص مسألة جرد واسترجاع العقار الصناعي غير المستغل، أن الولاية تترقب مرسوم بداية العمل، وفقا لما أقرته الحكومة، على اعتبار أن لهذه اللجنة مهام شرعية، وأنه بالنسبة للمستثمرين الذين لا ينشطون، وجهت لهم إعذارات، وهناك من فسخت القرارات الممنوحة لهم، موضحا أن المرسوم يسمح للوالي بإعادة تصويب الاستثمار نحو المسار الحقيقي الذي يخلق ثروات ومناصب شغل.

4 مستشفيات قيد الإنجاز

طمأن والي تيزي وزو أن أشغال إنجاز 4 مستشفيات مستمرة، وينتظر فور دخولها حيز الخدمة، تحسين التكفل بالمرضى وتخفيف الضغط على المستشفى الجامعي "نذير محمد"، منها مستشفى واضية الذي حقق تقريبا 85 بالمائة، وانطلاق إنجاز مستشفى عين الحمام وبوزقان، في حين سجل مستشفى معاتقة تأخرا على مستوى اللجنة الوطنية للصفقات، حيث قال بأن الولاية أنجزت العمل المطلوب وحضرت دفتر الشروط في صيف 2019، إذ تم إطلاق مناقصة وتم اختيار المؤسسة، لكنه تم الطعن في انتظار القرار النهائي.

بخصوص ملعب 50 ألف مكان، قال الوالي، إنه بعد فسخ العقد مع مؤسسة مجمع حداد، من طرف وزارة الشبيبة والرياضة، فإنه تجري حاليا عملية اختيار مكتب الدراسات لإطلاق المناقصة، واختيار المؤسسة التي تتولى إنهاء واستكمال ما تبقى من الأشغال، مضيفا أن الاختيار يجب أن يكون صارما، لأن المشروع لا يحتاج لتضيع وقت إضافي، على اعتبار أن السكان ينتظرونه منذ سنوات.

دخول اجتماعي استثنائي والحذر مطلوب...

دعا والي تيزي وزو المواطنين إلى توخي الحذر والوقاية، لضمان حماية أنفسهم من وباء "كورونا" وتفادي تفشي الفيروس، لاسيما مع اقتراب الدخول الاجتماعي الذي سيعرف عودة الحياة إلى مساره شبه الطبيعي، موضحا أن الوضعية الوبائية تتطلب دراسة معمقة حول كيفية تسييرها، للتحكم فيها وضمان زوال الجائحة.

أعقب أن عملية تسيير الوباء بتراب الولاية مرت بمرحلتين؛ أولهما تحكم الولاية في الوضع، نتيجة وعي المواطنين وجهاز الصحة، واستمر الوضع على هذه الحالة إلى غاية منتصف شهر جوان الماضي، حيث بدأ الوضع يتقهقر مع انتقال العدوى وتدهور الوضعية الصحية التي ترتب عنها، اقتراح تمديد الحجر الصحي الذي سمح باستقرار الأوضاع لأسابيع، وانخفاض عدد الحالات المصابة.

في حين أكد الوالي أن إقحام المواطن في برنامج الوقائية ضروري، لضمان استقرار الوضعية التي تتطلب الحذر واليقظة، للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حين تكثر حالات الإصابة بالزكام الموسمي، وهو ما يتطلب العمل بتوصيات الأطباء واحترام الإجراءات والتدابير الأمنية والصحية، من خلال غسل الأيادي، احترام التباعد الجسدي وارتداء الكمامة، لتفادي الضغط على المستشفيات التي صبت كل اهتمامها لمواجهة "كوفيد 19"، والتخفيف عن الأطباء المجندين منذ مارس من السنة الجارية، للتكفل بالمرضى بالفيروس.

فيما أعلن الوالي عن أنه سيتم استئناف حملات التعقيم والتنظيف والتوعية التي تتواصل إلى غاية نهاية الوباء، والتقيد والامتثال بالإجراءات الوقائية، والعيش مع الوضع الحالي إلى حين التخلص منه والتغلب على الفيروس، باحترام التدابير الأمنية والصحية.