سكانها يستنجدون بمسؤولي ولاية الجزائر
تسالة المرجة.. نقائص تنموية بالجملة تفرض التدخّل
- 695
ينتظر سكان بلدية تسالة المرجة الواقعة جنوب ولاية الجزائر، استدراك جملة النقائص التنموية، التي شكلت هاجسا للقاطنين، من بينها نقص الهياكل التربوية في الطور المتوسط، وقلة وسائل النقل، وشح البرامج السكنية، فضلا عن مخاطر الفيضانات التي تهدد بعض الأحياء بالغرق عند سقوط الأمطار.
قال إلياس جواح، نائب "مير" تسالة المرجة والمكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، في تصريح لـ"المساء"، إن "سكان المنطقة يتطلعون إلى استدراك جملة النقائص بمختلف القطاعات التي تشكل هاجسا بالنسبة لهم، مطالبين بتسريع الإجراءات الإدارية، واستكمالها والتقنية لتجسيد المشاريع، خاصة في قطاع التربية، وما يشوبه من نقاص في هياكل المتوسط، وما يترتب عنه من ضغط على المتوسطة الموجودة بوسط المدينة، وغيرها في القطاعات؛ كالنقل، والسكن، والمحيط".
الفيضانات خطر داهم ومشروع محطة الضخ يطرح عدة تساؤلات
ذكر المسؤول المحلي أن منطقة سيدي عباد التي تضم قرابة 10 آلاف نسمة، تُعد الأكثر تعرضا لخطر الفيضانات؛ حيث تختلط مياه الأمطار بمياه التطهير، وتُغرق، في كل مرة، العديد من المنازل؛ ما يتسبب في إتلاف أثاث وأغراض العائلات، مطالبين والي العاصمة بالتدخل لبعث مشروع مد القنوات الواسعة التي تستوعب الكم الهائل من مياه الأمطار ومياه التطهير، وتسهّل مسارها لتصب في وادي الثلاثاء، ومنه في وادي بوجار بولاية البليدة، وبالتالي إبعاد خطر الفيضانات نهائيا.
وأوضح النائب جواح في السياق، أن المشروع مسجل منذ عام 2020. وتصل كلفته إلى حوالي 100 مليار سنتيم، وأن الوالي المنتدب الذي تفقّد المشروع، راسل مديرية الموارد المائية، علما أن المشروع يحتوي على مضخات على طول الخط الذي يربط منطقة أولاد الشبل، ثم بن شعبان بولاية البليدة، مرورا ببلدية تسالة المرجة.
استحداث محطة للقطار مطلب ملحٌّ ينتظر التجسيد
لايزال سكان تسالة المرجة ينتظرون رد الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، للاستجابة لانشغالات السكان؛ من أجل استحداث محطة بحي 932 مسكن الذي يمر به خط السكة الرابط بين العاصمة والمدينة الجديدة سيدي عبد الله، مناشدين المسؤولين على مستوى مديرية النقل، لدفع هذا الملف، وتوفير محطة تفي بالغرض المطلوب، وتخفف مشكل نقص وسائل النقل الحضري وشبه الحضري، الذي لايزال مصدر مشقة للمواطنين.
كما يفيد النائب جواح بأن المحطة الحالية الواقعة بتراب بلدية الدويرة، تُعد بعيدة بأكثر من 2 كلم عن المنطقة، وهو ما يشكل متاعب للمواطنين، الذين يناشدون مصالح البلدية للتدخل لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية والهيئات الوصية، لتحقيق هذا المطلب المُلِحّ.
ضغط كبير في أقسام المتوسط وتحسن في هياكل الابتدائي
وفي الجانب التربوي، يجد العديد من التلاميذ صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقاعد الدراسة، لا سيما تلاميذ الطور المتوسط، الذين يقطنون بالأحياء الثمانية البعيدة عن المدينة، ومنها حي سيدي عباد، الذي ينتقل تلاميذه إلى وسط مدينة تسالة المرجة على مسافة 4 كلم، في انتظار مشروع المتوسطة الجديدة، الذي لايزال مجرد اقتراح، جرت بشأنه عملية اختيار الأرضية؛ حيث قامت اللجنة المشتركة بثلاث خرجات، من أجل تثبيت الوعاء العقاري المزمع استغلاله لتجسيد مشروع المتوسطة، الذي يُعد أكثر من ضروري، حسب السكان، علما أن متوسطة تسالة المرجة تشهد ضغطا كبيرا؛ لكونها تستقبل تلاميذ الأحياء الأخرى؛ ما أثر على سير الدروس، والتحصيل العلمي.
أما الطور الابتدائي فإنه يشهد، حسب السيد جواح، تحسنا ملحوظا بالنظر إلى مشاريع التوسعة، التي شملت بعض الهياكل الابتدائية، ومنها توسعة مدرسة هني عبد القادر بوسط المدينة، التي استفادت من 6 أقسام جديدة، لتخفيف الضغط الحاصل منذ سنوات. والأمر نفسه بالنسبة لمدرسة حي الطيب الجغلالي، التي استفادت، هي الأخرى، من عملية توسيع، تمثلت في 3 أقسام جديدة، ومطعم مدرسي.
قلة المشاريع السكنية مقابل 5 آلاف طلب
لم يُخف سكان المنطقة والمنتخبون المحليون أن بلديتهم تفتقر إلى المشاريع السكنية بمنطقتهم، كما تقلُّ حصص السكنات الاجتماعية التي تمنحها الولاية للبلدية.
وحسب نواب المجلس البلدي، فإن تسالة المرجة لم تستفد منذ 2014 إلا من حصة واحدة تضم 100 مسكن وُزعت في 2021. أما في السنة الحالية فقد استفادت البلدية من حصة تضم 70 وحدة سكنية اجتماعية إيجارية.
وحسب النائب جواح، فإن هذه الحصة الضئيلة التي يقابلها قرابة 5 آلاف طلب، ستصعب عملية توزيعها، ولا تفي بالغرض المطلوب، مطالبا برفع الحصة أو إضافة حصة أخرى للاستجابة لانشغالات طالبي السكن، وإضافة حصة مماثلة لحصة السكن العمومي المدعم "ألبيا"، التي هي في طور الإنجاز، وهي غير كافية أيضا.
كما أكد المتحدث أن ولاية الجزائر التي شيّدت حيّين سكنيين جديدين (1310 مسكن، و932 مسكن) لفائدة المرحَّلين من بلديات أخرى، لم تمنح أبناء المنطقة الاستفادة من هذه الشقق، لا سيما بالنسبة للعائلات التي تواجه مشكل الضيق، والانفجار الديمغرافي.