أسواق الشلف تعرف نشاطا تجاريا كثيفا
تنافس كبير لاستقطاب الزبائن
- 556
تشهد محلات وأسواق وشوارع مدينة الشلف، هذه الأيام، حركية واسعة ونشاطا تجاريا مكثّفا، يميّزه التوافد الكبير للمواطنين، خاصة العائلات، وكل شيء يوحي بقدوم عيد الفطر المبارك الذي يتميّز بنكهة خاصة وأهمية ومكانة لدى العائلات الجزائرية كبارا وصغارا، بل يخطّطون له قبل حلول شهر رمضان الكريم، حيث يلجأ الآباء والأمهات على حد سواء إلى اقتناء ملابس العيد من أجل إسعاد وإدخال الفرحة على قلوب صغارهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إيذانا بدخول الأيام العشر الأواخر من شهر الصيام وتوديعه، حيث لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودات.
يسجّل الشارع الشلفي خلال هذه الأيام، إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف الفئات العمرية، على المحلات التي يتنافس أصحابها في عرض ملابس العيد، حتى وإن اختلفت أثمانها حسب النوعية، إلاّ أنّ رغبة الأبناء في كسوة جديدة تبقى كبيرة والدليل أنّ هناك من يختار الألبسة، بنفسه أمام أعين الوالدين الذين يستسلمون في الأخير لرغبات وطلبات الأبناء، وهذا قصد التباهي بها أيام العيد أمام أقرانهم، وهناك من يختار الكسوة حسب قدراته المادية، فتجده يتحايل على الأبناء محاولة منهم لإقناعهم، لكن الهدف الوحيد هو إسعاد فلذات أكبادهم.
حتى الكبار لهم نصيب من كسوة العيد، فتجدهم يتنقلون من محل إلى آخر، قصد البحث عن ما يليق بهذه المناسبة الدينية خاصة أثناء الزيارات، فتجد الشباب منهم يسعون إلى اقتناء اللباس التقليدي، لاسيما "القندورة" الجزائرية الشهيرة التي يطلق عليها اسم "العباية" والتي تطبع أيام العيد المبارك.
كل هذا وإلى أن يحين وقت عيد الفطر المبارك، تعمل العائلات الشلفية أيضا على تحضير أنواع الحلويات التي تطبع المائدة الشلفية، حيث تتسابق النساء لتحضيرها قصد تقديمها أيام عيد الفطر، خاصة أمام منافسة الحلويات العصرية التي حجزت هي الأخرى مكانة لها على المائدة، لتكون البداية بالمرور على محلات وأسواق بيع المستلزمات الخاصة بتحضير أنواع الحلويات، قصد التعجيل بالتحضير، فهناك إقبال كبير عليها، وتتميّز بالنوعين التقليدي والعصري، ولكلّ عائلة ذوقها الخاص، لكن التقليدي يكون دائما النوع الحاضر والجذاب على غرار "الطابع"، و«الغريبية" و«المقروط المحشو بالتمر" و«التشاراك العريان" و«المسكر"، وأنواع أخرى تتفنن النساء في تحضيرها، رغم ارتفاع أسعار المستلزمات لصنعها وتحضيرها، لكن لا تقف أمام هذه المناسبة الدينية لما لها من نكهة خاصة لدى الجميع وتفوح رائحة الحلويات معلنة عن قدوم عيد الفطر المبارك.
وتبقى الأسواق هي الأخرى، ملجأ المواطن الشلفي، من أجل اقتناء أنواع من الخضر والفواكه وحتى اللحوم بأنواعها بما فيها المستوردة، لما تبقى من أيام رمضان أمام وفرتها وبكثرة منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل، وبأسعار معقولة، أمام الرقابة من الجهات المختصة، وهو ما ارتاح له المواطن الشلفي كثيرا، وحسب أصداء كلّ من التقته "المساء"، فإنّ الكلّ اجتمع على أنّ الخضر والفواكه كانت متوفّرة بكثرة خلال هذا الشهر وبأسعار معقولة، حيث أكد أحد المواطنين بالعامية "أدي قد ما تأكل اليوم وغدوة يفرجها ربي"، ليؤكّد لنا آخر "أنّ الخير موجود لكن أدي قد جيبك"، فيما صرح ثالث "رمضان للعبادات وليس للمأكولات والحمد لله على كلّ حال".