العائلات الورقلية تستقبل الشهر الفضيل

تهافت على محلات العطّارين وتحضيرات مكثفة

تهافت على محلات العطّارين وتحضيرات مكثفة
  • 1487

تستعد العائلة الورقلية لاستقبال شهر رمضان المبارك في أجواء تطبعها التحضيرات المكثفة، وتهافت كبير على محلات العطارين لاقتناء مستلزمات تحضير الأطباق الرمضانية، سيما منها الأكلات التقليدية. وتشهد السوق المتواجدة بقلب القصر العتيق بورقلة هذه الأيام، زحفا كبيرا للمتسوقات خاصة على محلات العطارين وطاولات بيع التوابل والأعشاب الطبيعة، التي تعرف رواجا كبيرا في مثل هذه الأيام لأهميتها في المطبخ.

يقول الحاج عروم أحد أقدم باعة الأعشاب الطبيعية بالقصر العتيق، إنّ الإقبال على التوابل والبهارات المختلفة يزداد بشكل كبير عشية حلول شهر رمضان الفضيل. ومن بين أكثر التوابل التي تلقى رواجا البسباس و«الكسبرة و«الكروية و«الفلفل الأسود. أما الأسعار فهي تختلف حسب الكمية المراد اقتناؤها.  ومن جهتها، أكدت السيدة زهية (ماكثة في البيت) أنها تحرص كل عام، على أن تعطر أكلاتها الرمضانية بتوابل جديدة غير التي تباع في الأكياس البلاستيكية عند البقالين، فيما أسرّت السيدة أم محمود (في العقد الرابع) أنها تفضل اقتناء التوابل من المحلات المتخصصة. وبدورها أكّدت السيدة رقية (55 سنة) بقولها: أهتم كثيرا بتحضير التوابل في المنزل خاصة خلال شهر رمضان المبارك؛ بحيث أقتني الأعشاب الضرورية من محلات العطارين لتحضير التوابل بمقاديرها الأساسية، على غرار رأس الحانوت الذي أستخدمه في طبخ بعض الأطباق، إلى جانب تحضير توابل تقليدية معروفة بـ السراير، وهي عبارة عن خلطة من الأعشاب المختلفة، تُستعمل خاصة في إعداد الحساء أو الحريرة.

الكليلة... الخلطة الغذائية المفضلة للصائمين

لازالت بعض العائلات بورقلة تحتفظ ببعض الأكلات التقليدية التي تقوم بتحضيرها خلال شهر رمضان المعظم فقط. ومن بين الأكلات التي تشتهر بها المنطقة الكليلة، التي هي عبارة عن  خلطة غذائية تقليدية يتم إعدادها لفائدة الصائم طيلة شهر الصيام، تحضَّر من مقادير متنوعة، ومادتها الأساسية حليب الماعز أو الأغنام المجفف بطرق تقليدية.  يتم تنظيف هذا الحليب المجفف بالماء قبل أن يفتَّت إلى قطع صغيرة، ويُرحى ويُخلط مع كميات من التمر، الذي عادة ما يكون من نوع الغرس، ثم تضاف له الزبدة، ويفضل السمن أو الدهان العربي، وقليل من السميد المحمّص، قبل أن تُعجن تلك المقادير وتُصنع على شكل كريات صغيرة.    

وعن هذه الأكلة التقليدية تقول الحاجة فاطمة (75سنة): عند اقتراب الشهر الفضيل بأسبوع أحضّر هذه الأكلة بكميات كبيرة لأوزعها على أفراد العائلة والأقارب. وقد اعتدت على تحضير الكليلة بالنظر إلى فوائدها الصحية العديدة، فضلا عن أنّها تساعد الصائم على تحمّل العطش طيلة فترة الصيام

ومن مشاهد التحضير لشهر رمضان المبارك بورقلة تهافت ربات البيوت على محلات بيع الأواني المنزلية، سيما على مستوى فضاءات البيع بسوقي الحجر وبلعباس.

وفي هذا الصدد، تقول السيدة حليمة (ربة بيت): أقوم بتغيير الأواني المنزلية ترحيبا بالشهر الكريم، الذي يكتسي بالنسبة لي، أهمية روحية واجتماعية كبيرة. كما تقوم ربات البيوت بتنظيف المنازل وتغيير الديكور وأشغال  الطلاء؛ تعبيرا عن فرحتهن بهذا الضيف الكبير.

ويشهد الأسبوع الأخير من شهر شعبان مبادرات تضامنية واسعة النطاق لجمعيات خيرية تستهدف العائلات المعوزة؛ بغرض تمكينها من استقبال الشهر الفضيل في أجواء اجتماعية وإيمانية مناسبة.

وتقوم الجمعيات بتوزيع مساعدات غذائية يتم إعدادها بفضل إعانات ذوي البر والإحسان، بعد تنظيم حملات لجمع التبرعات من المحسنين. ومن بين الجمعيات الناشطة في العمل الخيري بورقلة، جمعية زمزم الخيرية، التي رفعت التحدي لتوفير 2000 طرد غذائي لفائدة عائلات محتاجة وألبسة عيد الفطر المبارك لفائدة 1000 يتيم، إلى توفير محلات الإفطار لفائدة المعوزين وعابري السبيل.