تعليمات صارمة أعطيت للمسؤولين المحليين بسكيكدة

توفير الأمن و مجانية الشواطئ ومحاربة "مافيا الصيف"

توفير الأمن و مجانية الشواطئ ومحاربة "مافيا الصيف"
  • القراءات: 371
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

كثفت السلطات المحلية بسكيكدة، منذ الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، من تحركاتها، لاسيما تلك المتعلقة بمحاربة ظاهرة الحظائر العشوائية، واحتلال الشواطئ من قبل المستغلين غير الشرعيين، ومن ثمة فرض مجانية الولوج إلى الشواطئ المسموحة للسباحة، ناهيك عن محاربة ظاهرة التجارة الطفيلية. وخلال جولة قادت "المساء" إلى عدد من شواطئ المدينة، على امتداد كورنيش سكيكدة، الذي كان يعج بحركة سير مختلف المركبات، بعضها يحمل ترقيم ولايات داخلية، والبعض الآخر يحمل ترقيما محليا، ناهيك عن حركة الراجلين بين الذاهبين والعائدين، صادفت عددا كبيرا من أفراد الأمن، سواء بالزي المدني أو الرسمي، مع حركة كثيفة لدوريات الشرطة الساهرين على توفير الأمن للمصطافين، مع محاربة كل الظواهر السلبية والمشينة، التي قد تعكر من يوميات المصطاف.
حسب المعلومات التي جمعناها من هنا وهناك، فإن تعليمات صارمة أُعطيت للعديد من المديرين التنفيذيين،  الذين لهم علاقة بوسم الاصطياف، للسهر على تطبيق القانون، مع تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية.

لجنة ولائية لمتابعة مجريات موسم الاصطياف

في كل هذا، يبقى عمل اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة مجريات موسم الاصطياف، والسهر على تطبيق القوانين في الميدان، أكثر من ضرورة ملحة، قصد السهر على التطبيق الصارم والحرفي للقوانين المتعلقة بمجانية الدخول للشواطئ، وردع المخالفين، وقصد محاربة كل المظاهر السلبية، ومنه التصدي لكل الممارسات التي قد تطفو إلى السطح، خلال موسم الاصطياف الحالي، سواء ما تعلق بالشواطئ وتوفير المياه ومتابعة وضعية الفنادق والتزود بالطاقة، وإجراء التحاليل لمياه البحر ومراقبة النشاط التجاري، بما فيها محاربة بعض المظاهر الخادشة، لا سيما على مستوى بعض الشواطئ المعزولة، كما هو الحال بميرامار والمحجرة والشاطئ الكبير وشاطئ وادي بيبي، وشاطئ تلزة، حتى وإن كانت تصرفات معزولة.

توفير كل ظروف الراحة للعائلات

حسب العديد من المصطافين من العائلات القادمة من ولايتي قسنطينة وسطيف، التقت بهم "المساء" على مستوى شاطئ "بيكيني الصغير"، عند مدخل سطورة، عبروا لنا عن ارتياحهم الكبير لما لمسوه من توفر كبير للأمن، على امتداد الكورنيش السكيكدي، على الرغم من الصعوبات التي يجدونها فيما يخص ركن مركباتهم، لاسيما خلال أيام الذروة، مما يدفع بعضهم إلى ركنها بوسط المدينة، أو على مستوى بعض الأحياء، والتوجه إلى البحر سواء مشيا على الأقدام أو بسيارات أجرة أو حافلات للنقل الجماعي، نفس الشيء عبرت عنه عائلة قادمة من ولاية باتنة، التقيناها على مستوى ميناء سطورة للترفيه، حيث عبرت لنا عن ارتياحها لتواجدها في سكيكدة، بالخصوص على مستوى شواطئها التي يتوفر فيها بالأساس، عامل الأمن، وحسب رب الأسرة، أكد لنا بأنه اعتاد المجيء إلى سكيكدة، التي يعتبرها حقيقة جوهرة ومدينة مضيافة، كل موسم اصطياف، منذ أكثر من 8 سنوات، لاسيما سطورة والشاطئ الكبير وميرامار وشاطئ المحجرة، أما عائلة أخرى من وادي سوف، التقيناها أيضا بسطورة، عبرت لـ«المساء"، عن سحر المكان وجماليته، وأنها معتادة منذ سنوات، قضاء عطلتها الصيفية عند الأقارب، وأكثر ما يعجبها في سكيكدة، لياليها على مستوى ميناء الترفيه بسطورة، الذي يعج بالحركة، إلى غاية ساعة متقدمة من الليل، تقضيها إما على شاطئ بيكيني، أين تلتف العائلة وسط أكواب من الشاي السوفي، وبعض الأكلات التي يحضرونها معهم، يتسامرون فيما بينهم حول مختلف المواضع، أو على مستوى ميناء الترفيه، ويستمتعون بالأجواء، وسط صخب الموسيقى المنبعثة من المحلات التجارية، أو من قاعات الأفراح المجاورة، في أجواء تتميز بالأمن والأمان.

سهرات حتى مطلع الفجر بالكورنيش

يشهد شارع كورنيش سكيكدة، كل أمسية، انطلاقا من النهج "البولفار"، مرورا بشواطئ "قصر الأخضر"، "الجنة" و«ماركث" و«كازينو"، إلى غاية سطورة، ازدحاما مروريا كبيرا، إذ ومن عادات الأسر السكيكدية،  تفضل قضاء لياليها الصيفية على الشاطئ، هروبا من حرارة المنازل والمساكن، التي أضحت في مثل هذا الفصل، طاردة للسكان أو تتناول الوجبات الخفيفة، رفقة الأحباب والضيوف أو المبردات بمختلف أسمائها وأنواعها، بينما يفضل البعض الآخر الجلوس على رمال الشاطئ، في حلقات عائلية حميمية، يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم، وربما يجدها البعض الآخر، فرصة سانحة لاسترجاع الذكريات الماضية بين الأحباب والأصدقاء، خاصة أولئك الذين طال غيابهم، أو انتقلوا إلى عالم الخلود أو في الحديث عن الأعراس التي حضروها أو التي سيحضرونها.
أما الأطفال فمنهم من يختار لنفسه لعبة، ومنهم من يجدها فرصة للسباحة، ومنهم من يجد هوايته في المشي، مستمتعين بنسمات البحر وبأصوات مختلف الألحان والأغاني، التي تنبعث من شتى المحلات التجارية مترامية الأطراف، على طول كورنيش سكيكدة، أو من المركبات، أو حتى من قاعات الأفراح، التي أضحت تنشط على مدار الأسبوع كله.
فلا أحد من السكيكديين ممن تحدثت معهم "المساء"، يستطيع التخلي عن سطورة ويغير وجهته إلى مكان آخر، على أساس أن كل أهالي المدينة، دون استثناء، مولعون إلى حد العشق الجنوني بها، حيث يرون أن قضاء الليالي الصيفية على طول الكورنيش السكيكدي، الممتد إلى غاية سطورة، أضحى من الطقوس التي لا يمكن التخلي عنها، على الرغم من أن سكيكدة شهدت خلال السنوات الأخيرة، توسعا سياحيا، بالخصوص على مستوى العربي بن مهيدي، إلى غاية فلفلة، مرورا بشاطئ وادي ريغة.

الأمن يفعّل مخططه الأزرق

بالموازاة مع ذلك، تستمر العمليات الشرطية التي باشرها أمن ولاية سكيكدة، في إطار المخطط الأزرق، الخاص بتأمين موسم الاصطياف للسنة الجارية، حيث قامت، أول أمس، بعملية شرطية مست الواجهة البحرية لسكيكدة، الكورنيش والشواطئ، إضافة إلى حي سطورة، بما فيها الطريق العلوي وحي لوكيل، حيث تم توقيف عدد من المنحرفين، تورطوا في قضايا تتعلق بحمل أسلحة بيضاء، دون مبرر قانوني، وحيازة المخدرات والمؤثرات العقلية، كما مكنت العملية من توقيف أشخاص كانوا مطلوبين من قبل العدالة.
عرفت العملية أيضا، تطهير الطريق العام من نقاط البيع الفوضوية، وتحويل عدد من الدراجات النارية المخالفة لقانون المرور، والعملية تبقى متواصلة.