فقدت الكثير من ملامحها
تيارت.. مدينة عريقة بوجه شاحب
- 389
زائر تيارت يلاحظ أنها فقدت الكثير من خصوصيتها، وأصبحت مدينة بلا روح نتيجة انتشار المظاهر السلبية؛ حيث تدهورت الطرقات التي لم تسلم منها تلك المؤدية إلى الأحياء، أو المصنّفة ولائيا ووطنيا، لتتحول إلى مسالك يصعب السير فيها، في ظل تراخي دور الجهات المعنية، عن أداء مهامها، ناهيك عن النقائص والملاحظات الأخرى التي ترقى إلى مستوى هذه المدينة العريقة.
كما تشهد عدة أحياء بمدينة تيارت، نقصا ملحوظا في الإنارة العمومية، وغيابها تماما في أحياء أخرى؛ مما أغرقها في ظلام دامس؛ وأعاق حركة الراجلين والمركبات، خاصة أثناء الليل، وجعل أصحاب سيارات الأجرة يرفضون التنقل إلى تلك الأحياء؛ خوفا من الاعتداءات في ظل تنامي الإجرام والمخدرات.
من جهتها، أخذت ظاهرة التجارة الموازية وإغلاق الطرقات والأرصفة بالمدينة القديمة، أبعادا مقلقة، مسببة حالة من الفوضى، وعرقلة حركة السير، ناهيك عن الأوساخ وبقايا الخضر التي تُرمى على قارعة الطريق والأرصفة.
ورغم النداءات المتكررة للسكان وبعض الجمعيات الموجهة للسلطات المحلية للتدخل وإنهاء الظاهرة، إلا أن الوضع مازال على حاله؛ حيث اقتصر دور الهيئات والمؤسسات المعنية على بعض التدخلات الظرفية، التي سرعان ما ترجع بعدها الأوضاع إلى طبيعتها الأولى.
على صعيد آخر، لاتزال السكنات الفوضوية الهاجس الأكبر الذي يؤرق السكان ومسؤولي المدينة، في ظل غياب حل جذري ومَخرج الملائم للظاهرة، التي تشمل الحي الفوضوي "النحلة" بمنطقة كرمان الذي تنعدم به أدنى شروط الحياة الكريمة، فيما اتخذت السلطات العمومية في وقت سابق، العديد من الإجراءات لإزالة ذلك الحي وترحيل سكانه، غير أن ذلك لم يستكمل في غياب الأرقام الحقيقية لعدد سكان هذا الموقع؛ جراء التحايل المعتمد من قبل البعض للاستفادة غير المستحقة من شقق.
كما إن مشكل النقل بمدينة تيارت يُطرح بإلحاح كبير. ولم يجد الحل إلى حد الآن نتيجة عدم تسليم مشروع ربط تيارت بخط السكة الحديدية رغم استفادة دائرة عين كرمس، على مسافة 60 كلم منه وولاية تيسمسيلت الحدودية على بعد 54 كلم، فبقيت تيارت بدون هذا المشروع الحيوي الكبير رغم توصيات وقرارات السلطات المركزية ضرورة ربط كل المناطق الداخلية والهضاب العليا، بخط السكة الحديدية.
مشاريع لإصلاح طرق تيارت
أكدت مصادر من مديرية الأشغال العمومية لولاية تيارت، أن قرابة 80 ٪ من برنامج العمل المسطر، تم تجسيده؛ حيث يشمل إنجاز 30 كلم من الطرقات الجديدة، منها 2 كلم طريقا مزدوجا اجتنابيا بالسوقر، وطرق ولائية وبلدية عبر كل بلديات الولاية، وصيانة 7 منشآت فنية عبر الطرق الوطنية، إضافة إلى إنجاز 4 ممرات علوية.
وأرجعت المصادر عدم استكمال البرنامج إلى عدة مشاكل، تتعلق أساسا بنقص في بعض المواد الأساسية كالحصى، التي تطلبت عدة إجراءات واتصالات لجلبها من عدة مناطق. وعلى النقيض من ذلك، فإن الجزء المخصص لمصالح البلدية من خلال البرنامج البلدي للتنمية في شقه المتعلق بصيانة وتهيئة الطرقات بعاصمة الولاية والمناطق المتاخمة لها، لم يعرف التجسيد الفعلي لنسبة كبيرة من برامج العمل.كما أشارت ذات المصادر إلى أن العديد من الطرقات الواقعة بأجزاء مختلفة من مدينة تيارت، كانت تعاني اهتراء كليا؛ منها طريق حي "سوناتيبا" المحاذي لسوق الخضر والفواكه، ومفترق طريق بوشقيف بالمخرج الشرقي للمدينة، وغيرهما من الطرقات الرئيسة والثانوية المهترئة بنسب متفاوتة، وما تسببه من مشاكل وأعطاب للمركبات، يضطر أصحابها "مرغمين" ، لتغيير مسار السير؛ تفاديا للوقوع في الحفر.
هذه الوضعية غير المريحة دفعت مصالح مديرية الأشغال العمومية إلى إعادة تهيئة معظم الطرقات الواقعة داخل النسيج العمراني، منها وسط المدينة، والطريق المحاذي لإقامة الوالي، المغلق منذ ثلاثة أشهر. كما شملت العملية تهيئة الأرصفة، على أن يتم استكمال كل البرنامج خلال الشهرين المقبلين؛ لتخليص مدينة تيارت من هاجس الحفر، والاهتراء الذي شوّه الطابع الجمالي للمدينة.