عين السخونة بسعيدة
ثروات طبيعية وسياحية تنتظر الاستغلال
- 627
تُعتبر بلدية عين السخونة الواقعة جنوب ولاية سعيدة على بعد 90 كلم، من أشهر وأفضل المناطق السياحية من حيث المناظر الخلابة وكذلك غنى المنطقة بالمياه المعدنية؛ حيث تُعد محمية عالمية من خلال الطيور المهاجرة إليها من أوربا كل سنة، كما تتوفر على حمّامات معدنية تفيد في علاج بعض الأمراض كداء المفاصل والروماتيزم، إذ يتوافد عليها الزوار من كافة أنحاء الوطن؛ لما تمتاز به من جاذبية وخصوصا الهدوء الذي تتوفر عليه.
كما تُعتبر عين السخونة من أهم المناطق الرطبة في الجزائر؛ كونها تزخر بثرائها الهائل من النباتات والحيوانات الموجودة بها، إضافة إلى التنوع الهام من الطيور المائية التي تقصدها كل شتاء؛ هربا من برودة القارة الأوروبية. وإذا ما تحدثنا عن الثروة المائية بالمنطقة فقد تم اكتشافها في الثلاثينات، وانطلقت الأبحاث والدراسات مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية من طرف مصالح الدراسات العلمية والري الفرنسية؛ قصد استغلال المياه الجوفية بمنطقة الشط الشرقي بمنبعها الرئيس "عين السخونة"، حيث دلت التجارب آنذاك ما بين 1952 و1953، أن طاقة الضخ قُدرت بـ 1.7 متر مكعب في الثانية بعد عملية التنقيب التي مست كامل المنطقة، والتي بلغ عددها 136 نقطة استكشاف. في حين أثبتت التحاليل الكيمياوية للمياه أنها تحتوي على الكالسيوم والمغنزيوم والصوديوم بالإضافة إلى السلفات والمواد العالقة، غير أن هناك منابع ثانوية بالمنطقة تم استغلالها في السنوات الأخيرة، وتوجيهها نحو مقر الولاية لاستعمالات متعددة (مياه الشرب والفلاحة وكذا نحو المصانع) على طول 90 كلم نحو الولاية. وغناء مياه هذه المنطقة بالمكونات الكيمياوية الطبيعية جعلها دواء لبعض الأمراض الجلدية، فضلا عن الحمأ الذي يُستعمل كعلاج أيضا بمراكز الاستحمام الموجودة بالبلدية، ولأنها صُنفت كبلدية سياحية أُنجز حاليا بها مركب سياحي لايزال ينتظر الاهتمام من طرف مسؤولي القطاع؛ إذ يشبه هذا المركّب المحطة المعدنية لحمام ربي ببلدية الرباحية بسعيدة، الذي استفاد مؤخرا من مبلغ مالي معتبر قصد إعادة تأهيل فضاءاته، لاسيما في مجال الاستقبال والترفيه.
كما تكتسب منطقة عين السخونة طابعا جماليا خاصة في الجهة الجنوبية الغنية بالغطاء النباتي المتنوع، الذي يجد السائح والزائر عموما فيه راحته بعيدا عن ضوضاء المدينة، وكل هذه الثروة تجعل من بلدية عين السخونة قطبا سياحيا هاما، خاصة في فصل الصيف؛ مما يشجع على بذل مزيد من الاهتمام والتخطيط العقلاني نحو إرساء قاعدة سياحية هامة بولاية المياه المعدنية.