بومرداس خصصت 7 آلاف قنطار من البذور
حقول الكروم تكتسح المحاصيل الكبرى
- 3891
انطلقت حملة الحرث والبذر في ولاية بومرداس بتخصيص حوالي سبعة آلاف قنطار من البذور، ويرتقب غرس ما يزيد عن أربعة آلاف هكتار من المحاصيل الزراعية الكبرى، وهي المساحة التي تسجل تقلصا سنة بعد الأخرى، بفعل توسع شعبة الكروم الذي تصفه الجهات المختصة بـ«المقلق”، لاسيما أنه يؤثر على بقية الشعب، مثل الخضروات والحبوب، مطالبة الوصاية بالتدخل قصد حماية تنوع الإنتاج وفق شروط مسبقة متضمّنة في دفاتر الشروط لحق الامتياز.
تسجل شعبة الكروم في الولاية توسعا ”رهيبا” في المساحة، حيث تشير الأرقام التي هي بحوزة ”المساء”، إلى أن عنب المائدة يلتهم سنويا قرابة ألف هكتار على حساب شعبة الخضروات والحبوب، وهي الوضعية التي أصبحت تثير قلق الجهات المختصة، لاسيما مديرية المصالح الفلاحية التي تسعى من خلال اجتماع خاص في غضون الأسبوع القادم، مع مختلف المجالس المهنية والفاعلين ذوي الصلة بقطاع الفلاحة، إلى تدارس هذا الإشكال من جهة، والوقوف على أهم المشاكل التقنية التي قد تعترض ترقية شعب فلاحية على حساب أخرى، والخروج بتوصيات يتم رفعها للسلطات من أجل تبنيها.
لعل المطالبة بإقامة مصانع تحويل تبقى أهم هاجس للفلاحين المنتجين، لاسيما لعنب المائدة، خاصة أن بومرداس تزود السوق الوطنية بقرابة 45٪ من الاحتياج العام من هذه المادة، غير أنها تبقى تسجّل عجزا في هذا الشق، وعجزا آخر في التخزين، أي غرف التبريد، وهو محور آخر ينتظر أن يتطرق إليه نفس الاجتماع، مع مطالبة المتعاملين الاقتصاديين بتبني التقنيات الجديدة التي تسمح بتخزين المنتوج في ظروف جيدة، وفق المعايير المعمول بها، وهم أيضا مطالبون من ناحية أخرى، بتبني منهجية توفر ”الكادر” المتحكم في التقنيات الجديدة في التبريد.
من جهة أخرى، يرى بعض الملاحظين الذين لهم صلة بملف الفلاحة، أن غياب تنظيم وتخطيط مسبق للسوق، يرهن تطوره بما يرقى للتحديات التي يعرفها قانون العرض والطلب على مستواه، بمعنى أن السوق اليوم لا تخضع لشروط أو قيود مسبقة للمنتجين، لاسيما الفلاحين، من أجل التخصص في إنتاج مادة فلاحية معيّنة قصد التحكم في تقنياتها، بالتالي فتح المجال أمام التنويع عموما، وهو الحال ببومرداس مع شعبة الكروم التي تعرف سنويا توسعا في مساحاتها المغروسة دون دراسة مسبقة، مما انعكس سلبا على شعبة الخضروات.
المعطيات التي بحوزة ”المساء”، تشير إلى أن الولاية كانت تنتج قبل خمس سنوات سبعة ملايين قنطار من مختلف الخضروات، من مساحة إجمالية كانت تقدر بـ26 ألف هكتار، تقلصت خلال الموسم الماضي، لتصل إلى حدود 19 ألف هكتار، بإنتاج لا يتعدى خمسة ملايين قنطار. وهي الأرقام التي تعكس حقيقة المخاوف بشأن التوسّع الرهيب لغرس عنب المائدة. يطالب المختصون من السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة، التفكير في إضافة شرط إنتاج معين (مثل؛ خضروات.. أشجار مثمرة، تربية دواجن.. وغيرها) في دفاتر الشروط، قبل منح حقوق الامتياز لإنشاء مستثمرات فلاحية، قصد التخصص، ثم التحكم لتنويع الإنتاج دون التخوف من هيمنة شعبة ما على حساب أخرى، مثلما يقع اليوم في ولاية بومرداس.
حرث 40 بالمائة من الأراضي
بلغت نسبة عملية الحرث في ولاية بومرداس حوالي 40٪ من مساحة إجمالية قدرها 4400 هكتار مخصصة لزراعة القمح الصلب، القمح اللين، الشعير والخرطال، حيث خصصت للعملية سبعة آلاف قنطار من البذور، لانطلاق حملة الغرس المنتظرة نهاية الشهر الجاري، حسبما أوضحه رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني على مستوى المصالح الفلاحية رشيد مسعودي لـ«المساء”، والذي أكد أنه تم في المقابل، توفير احتياجات الولاية من الأسمدة وتجهيز العتاد الخاص لتغطية هذه الحملة السنوية.
سجلت ولاية بومرداس خلال الموسم الماضي 2017-2018 ما يصل إلى 114 ألف قنطار من الحبوب، بمعدل 26 قنطارا في الهكتار بالنسبة للقمح الصلب، و25 قنطارا في الهكتار من القمح اللين، 16 قنطارا في الهكتار من الشعير و12 قنطارا في الهكتار بالنسبة للخرطال، في حين أن كمية الحبوب التي أدخلت لمخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بذراع بن خدة، بلغت 66 ألف قنطار، أي حولي 60٪ من الإنتاج العام. نشير إلى أنه لم يتم تسجيل خسارة كبيرة في المحصول، ما عدا حوالي 30 هكتارا، بسبب نمو الطفيليات، خلافا للمواسم السابقة، حيث التهمت النيران مساحات واسعة.
من جهة أخرى، سجل نفس الموسم ارتفاعا في نسبة جمع البقوليات، حيث وصلت المساحة الإجمالية 759 هكتارا، منه 620 هكتارا من الفول و140 هكتارا من الحمص، مما رفع من إنتاج البقوليات إلى 4100 قنطار، أي بمعدل 12 قنطارا في الهكتار. تتوقع نفس المصالح أن تتوسع المساحة المزروعة بالبقوليات خلال الموسم الجديد 2018-2019، على خلفية حملات الإرشاد الفلاحي المنظمة لصالح الفلاحين للغرس بالتناوب بين الحبوب والبقوليات، كطريقة مثلى للحفاظ على أهلية التربة للغرس، وتفاديا للأمراض التي قد تفتك بالمحاصيل، علما أنه تم خلال الموسم الماضي، تجميع 600 قنطار من الحمص بتعاونية الحبوب والبقول الجافة، بفضل ارتفاع المساحة المغروسة واستدباب الأمن بالمناطق الريفية والجبلية، والقضاء على ظاهرة الخنازير البرية التي كانت وقتها تعيث في الحقول. نشير إلى أن زراعة البقوليات في الولاية منتشرة تحديدا في دوائر الناصرية، الثنية، يسر وبلدية الأربعطاش.