اتحاد التجار يستعرض انشغالات مهنيّي القطاع

حملات للحد من تبذير الخبز

حملات للحد من تبذير الخبز
  • 307
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

أضحت ظاهرة تبذير مادة الخبز خلال فصل الصيف، تأخذ منحى تصاعديا في وقت أطلقت جمعيات المجتمع المدني، خلال هذه الأيام، حملات للتحسيس والتوعية حول سلبيات هذه الظاهرة، والبحث عن حلول جذرية لرمي هذه النعمة في حاويات القمامة، حسبما لاحظت "المساء" ببعض بلديات العاصمة، فيما تشير التقارير الى أن كميات كبيرة من هذه المادة الغذائية، تُرمى لعدة أسباب، بما في ذلك شراء كميات زائدة عن اللزوم، وعدم تقدير قيمة هذا السلوك اقتصاديا، وعدم استغلال بقايا الخبز بشكل صحيح.

دعت جمعيات حماية المستهلك إلى وضع استراتيجية جديدة، خاصة لمحاربة تبذير الخبز. ومن ذلك مراجعة سياسية الدعم، لكون الجزائر تدعم هذه المادة، ما يبقي ثمنها منخفضا، وما يؤدي إلى استهانة المستهلكين بها، حيث يشترون كميات كبيرة، أحيانا، لا يحتاجون إليها. واقترحت تنظيمات المجتمع المدني رفع الدعم عن هذه المادة الغذائية، باعتبار ذلك كفيلا بالحد من هذه الظاهرة السلبية، مؤكدة أن التبذير يشمل كثيرا من المواد الاستهلاكية لا الخبز وحده.

وشدّدت جمعيات المجتمع المدني في هذا الشأن، على ضرورة تحلي المواطنين بثقافة استهلاك الخبز، معتبرة أن النوعية الرديئة للخبز من أهم العوامل التي تعجل برميه، زيادة على تخلي ربات البيوت عن رسكلة هذه المادة، من خلال إعداد أطباق وحلويات بها، أو حفظها، مع تخلي النساء عن صنع الخبز المنزلي. وأشارت إلى أنّ السلوك الاستهلاكي الفردي المفرط، يُعد أكبر سبب في ظاهرة تبذير الخبز. كما إن إنتاجه يتجاوز كثيرا الحاجيات الحقيقية والفعلية للمستهلك، بينما تبقى الكميات الكبيرة التي تتخلص منها العائلات، نقطة سوداء في المنظومة الاستهلاكية لهذه المادة. كما دعت الجمعيات الى إعادة رسكلة الخبز، ليصبح علفا جيدا للمواشي والدواجن، واستعمال المتعفن منه كسماد لنباتات المنزل، علما أن بقايا الخبز تُعد بديلا رخيصا لإنتاج الوقود الصديق للبيئة.

انشغالات الخبازين على طاولة اتحاد التجار

في إطار المقاربة التشاركية بين الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ووزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، واستجابة للمطالب المشروعة للمهنيين الهادفة إلى دراسة ملف الخبز في أبعاده المهنية والاقتصادية والاجتماعية، أشرف الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، مؤخرا، على لقاء تشاوري هام، جمع قيادة الاتحاد مع وفد الاتحادية الوطنية للخبازين برئاسة بن ناصر عز الدين، وبمشاركة ممثلين عن الخبازين من مختلف مناطق الوطن، في تعبير حي عن وحدة الصف الوطني المهني.

وكان هذا اللقاء بمثابة محطة مفصلية في مسار مرافعة الاتحاد حول هذا الملف الحيوي، حيث تم عرض مجمل الانشغالات التي تؤرق مهنيّي القطاع، وكذا الاقتراحات المقدمة لمعالجة هذا الملف، والتأكيد على ضرورة توفير هامش ربح مريح وعادل للخبازين، يضمن لهم مواصلة أداء مهمتهم النبيلة في إنتاج الخبز المدعم، دون الإخلال بمبدأ تعزيز القدرة الشرائية للمواطن.

كما تم في هذا الإطار، التطرق للدور الاقتصادي والاجتماعي الهام لمهنة الخبازة، خاصة في مجال استحداث مناصب شغل، وتحقيق الاستقرار المحلي، إلى جانب التأكيد على ضرورة تنظيم وضبط الممارسات التجارية، وترشيد الاستهلاك داخل القطاع، بما يضمن الشفافية والتوازن بين كافة الأطراف.

وخلال تدخّله، أشاد الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين، بصبر الخبازين، وحسّهم المدني العالي، وروحهم الوطنية، التي تجلّت في استمرارهم في تزويد المواطنين بالخبز المدعم بأسعاره المقنّنة رغم التحديات والصعوبات المتزايدة. كما ثمّن مهنيو القطاع جهود وزير التجارة الداخلية وضبط السوق، الطيب زيتوني، وتبنّيه هذا الملف الثقيل والعالق منذ سنوات، وهو ما يُعدّ، حسب نفس المسؤول، خطوة مسؤولة نحو الإصلاح والبناء.

لا لتبذير الخبز.. وبدورها، أطلقت منظمات المجتمع المدني حملة تحسيسية عبر موقع 

التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، للحد من ظاهرة رمي الخبز والتبذير، مؤكدة تسجيل معدلات مرتفعة من التبذير، خاصة خلال فترة الصيف. وتفيد المعطيات، حسب هذه المنظمات، بأن ظاهرة التبذير في تراجع طفيف مقارنة بالسنوات الماضية، وفقا لإحصائيات جمع النفايات.

ويعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع الوعي المجتمعي، وتغير القدرة الشرائية للمستهلك، ما جعل المواطنين أكثر حذرا في استهلاكهم اليومي. كما تختلف معدلات التبذير بين المناطق، حيث تشمل في بعض الأحيان، حتى اللحوم والدواجن، خاصة في المناطق الراقية، وهو ما يعكس تباين الأنماط الاستهلاكية بين فئات المجتمع. وفي ما يتعلق بمكافحة الظاهرة، شدد ممثلو جمعيات المجتمع المدني على ضرورة توسيع نطاق التوعية، ليشمل المساجد والمؤسسات التربوية، بالإضافة إلى تنظيم نشاطات ميدانية وجوارية كبرى، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، وتعزيز ثقافة الاستهلاك الرشيد.