موازاة مع إقامة معارض للحرفيين ببومرداس
دعوة لإنشاء مؤسسات قائمة على الرقمنة
- 865
دعا حرفيون شاركوا في معرض الصناعة التقليدية، المختتم مؤخرا، بالواجهة البحرية لمدينة بومرداس، إلى تكثيف المعارض المحلية والجهوية والوطنية، لتمكينهم من تجاوز المتاعب المالية، المنجرة عن إجراءات الحجر الصحي لجائحة "كورونا"، مشيرين إلى أن الخسائر تراوحت ما بين 50 إلى 80 بالمائة، فيما كشفت الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، عن عودة القافلة الولائية للحرف، لتجوب 11 بلدية.
تحدث عدد من الحرفيين، الذين شاركوا في معرض الواجهة البحرية للصناعة التقليدية لـ”المساء"، عن المتاعب المالية الكثيرة التي خلفتها الأزمة الصحية لتفشي جائحة "كورونا"، عن نشاطهم الحرفي الذي يعتمد بشكل كبير على إقامة المعارض والصالونات، حيث أكد الحرفي في التحف الفنية، يوسف ناجم، المشارك من ولاية عين الدفلى، أنه لابد للجهات الوصية من العمل على تسهيل إقامة المعارض محليا وجهويا ووطنيا، مع تكثيفها على مدار السنة، للسماح للحرفي بتسويق منتجاته الحرفية، وتحقيق الأرباح بما يسمح له بتسديد كل الأعباء المترتبة عن نشاطه، موضحا أن جائحة "كورونا" أظهرت للعيان ما كان الحرفي يعانيه خلال 7 سنوات الأخيرة. أشار المتحدث، إلى أن الحرفي كان يعاني طوال هذه السنوات، الكثير من الصعوبات المالية، لأسباب متفاوتة، ذكر من بينها، تطبيق سياسية التقشف التي خلفت آثارا نفسية لدى المستهلك، وجعلته يتخوف حتى من زيارة المعارض ـ حسبه-، يضاف لها مبلغ الاشتراك في صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال غير الأجراء "كاسنوس"، الذي يحتم على الحرفي دفع مبلغ سنوي يقدر بـ50 ألف دينار، في وقت قد لا يحقق الحرفي هذا المبلغ كلية، معتبرا أن مبلغ الضمان الاجتماعي لابد أن يتماشى مع الحد الأدنى للأجور، وهو 20 ألف دينار.
بدوره، لفت الحرفي في الحلي التقليدية من بومرداس، إسماعيل برار، إلى أن إجراءات الحجر الصحي التي كانت طوال الموسم الصيفي عند العاشرة ليلا، ثم بعدها في حدود الثامنة مساء، مع غياب السياح وكذا المغتربين، كلها أسباب جعلت المبيعات تتراجع إلى مستوى قياسي حددها بـ80 بالمائة، داعيا إلى ضرورة تكثيف إقامة المعارض، للسماح لكل الحرفيين بتصريف منتوجهم التقليدي، وتحقيق هوامش ربح تغطي الخسائر المتراكمة مؤخرا، بسبب إجراءات الغلق. فيما أوضح الحرفي في الفخار، ”عمي حميد”، المشارك من بلدية الناصرية بولاية بومرداس، أن مبيعاته تراجعت إلى 50 بالمائة مؤخرا، بسبب إجراءات الحجر الصحي، وعدم المشاركة في المعارض، حيث يضم صوته إلى صوت الباقي، للدعوة إلى أهمية إقامة معارض بالساحات العمومية، ودور الثقافة، ودور الشباب بكل بلدية، دون نسيان مناطق الظل، بهدف السماح لكل الحرفيين بالمشاركة في تحقيق أرباح بعد قرابة سنتين عجاف، على حد تعبيره.
في سياق متصل بالموضوع، أكد رئيس الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف لبومرداس، رضوان يماني، أنه تقرر مؤخرا، إعادة إحياء القافلة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، التي جُمدت مؤخرا، بسبب إجراءات الحجر الصحي، موضحا في تصريح لـ"المساء"، على هامش اختتام صالون الصناعة التقليدية بكورنيش الواجهة البحرية، الخميس الماضي، أن الغرفة تحصلت على الموافقة المبدئية من قبل مصالح بلدية بومرداس، لإقامة معرض الصناعة التقليدية على مستوى طريق محطة القطار، والمنتظر تنظيمه منتصف أكتوبر الجاري، ويدوم قرابة الشهر، ويتم خلاله الاحتفال باليوم الوطني للحرفي المصادف للتاسع نوفمبر، ومن ثمة الانطلاق نحو كبرى بلديات الولاية، للسماح لحرفيي كل منطقة بالمشاركة.
اعترف محدثنا بالصعوبات التي يواجهها الحرفي منذ قرابة السنتين، بسبب تبعات الأزمة الصحية، غير أنه لفت إلى الإعانات المقدمة في السياق، لتعويض الخسائر واقتناء المادة الأولية، وقدرت بـ90 ألف دينار، داعيا الحرفيين إلى استغلال التسهيلات المقدمة من أجل الحصول على قروض، وفتح مؤسسات خاصة. كما أشار في معرض حديثه، إلى التكوين المتخصص المقام كل يوم ثلاثاء على مستوى مقر الغرفة بمدينة بومرداس، حول "كيفية إنشاء مؤسسة" وكذا "التسيير الحسن للمؤسسة"، حيث يقوم على الورشة مكونون معتمدون من قبل المكتب الدولي للشغل، وسجل خلال شهر سبتمبر المنصرم، استفادة 400 حرفي من هذا التكوين المتخصص، وهو مستمر.
حسب السيد رضوان يماني، فإن أهم النقاط الجوهرية لترقية القطاع، هو تمكين الحرفيين من الرقمنة، بما يفتح أمامه مجالا للتسويق الإلكتروني، بالتالي مواكبة العصر.. ويبدو من خلال ما ذكر، أنه لا مناص للحرفيين من تعلم تقنيات العصر، والتطلع لفتح مؤسسات خاصة في سبيل استحداث مناصب شغل، وتعد قيمة مضافة للاقتصاد. فالمتتبع لآخر خطاب لرئيس الجمهورية، يقف على التأكيد على ضرورة فتح الأبواب للاستثمار والمستثمرين في كل مجال، حيث يتوقف على الحرفيين استغلال الفرص المتاحة أمامهم، وفتح مؤسسات خاصة والتطلع للتصدير، دون التحجج بضعف رأس، بالنظر لتوفر آليات الدولة، وفرص التكوين في تقنيات الرقمنة.